موسكو وبكين تنتقدان التصرفات الأمريكية الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني
انتقدت روسيا والصين، التصرفات الأمريكية المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني، وآخرها مطالبة واشنطن الدول التي تشتري النفط الإيراني أن تتوقف عن ذلك، وإلا ستواجه احتمال فرض عقوبات عليها، لتنهي إعفاءات مدتها ستة أشهر أتاحت لأكبر ثمانية مشترين للنفط الإيراني، معظمهم في آسيا، استيراد كميات محدودة.
حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة المسؤولية عما وصل إليه الاتفاق النووي الإيراني، كما أكد على أن الضغوط غير المبررة على إيران هي التي حملتها على اتخاذ خطوات وقف بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عنه القول الأربعاء: “تلقينا بيان القيادة الإيرانية بشأن الاتفاق النووي، ونقوم حاليا بتحليله”.
ومن جهتها أعلنت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، إن إيران تنفذ التزاماتها تجاه الصفقة النووية بالكامل في الوقت الراهن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية غين شوانغ، في بيان نشرته الوزارة على موقعها الرسمي، إن “طهران تقوم في الوقت الحالي بالوفاء بجميع التزاماتها تجاه الصفقة النووية، وإن بلاده ستحمي مصالح شركاتها في إيران بشكل حاسم”.
وجاء البيان تعليقا على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي قال فيها إن طهران أرسلت الأربعاء، 5 رسائل إلى الدول الأعضاء في الاتفاق النووي الإيراني بشأن تعليق وفائها بجزء من الالتزامات.
وأضاف المتحدث أن “بكين تعارض بشدة فرض عقوبات من جانب واحد على إيران.. نأسف لتصرفات الولايات المتحدة، التي تؤدي إلى تصعيد الوضع حول البرنامج النووي الإيراني”.
وتابع المتحدث قائلا إن “حماية وتنفيذ خطة العمل الشاملة، مسؤولية مشتركة لجميع الأطراف.. نحن ندعو الجميع لذلك.. كما ندعو جميع الأطراف للحفاظ على ضبط النفس، وتعزيز الحوار لتجنب تصعيد الوضع”.
كما أكد أن “بلاده ستحافظ على اتصالاتها مع جميع الأطراف، وستبذل الجهود لحماية وتنفيذ الاتفاقية”.
وفي 2015، وقعت طهران مع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي (روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، الصين وبريطانيا) وألمانيا، اتفاقا حول البرنامج النووي الإيراني.
وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.
وبحلول الأربعاء، يكون قد مر عام كامل على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق.
وأعلن ترامب، في 8 مايو/أيار 2018، انسحاب واشنطن من الاتفاق، وبدأ في فرض عقوبات على طهران.
ويرغب ترامب في إجبار إيران على التفاوض من جديد بشأن برنامجيها النووي والصاروخي، وهو ما ترفضه طهران حتى الآن.
وفي أكثر من مناسبة أعلن مسؤولون من بقية الدول الموقعة على الاتفاق عن التزامهم به، رغم انسحاب واشنطن وانتقادات ترامب.