موسكو تخذر واشنطن من التدخل العسكري في سوريا
حذرت موسكو واشنطن اليوم الأحد، من أي تدخل عسكري في سوريا، قد تكون له تبعات خطيرة، نافية استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في مدينة “دوما”.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: “علينا مرة أخرى التحذير من أن التدخل العسكري بذرائع مختلقة ومفبركة في سوريا، حيث ينتشر جنود روس بطلب من الحكومة الشرعية السورية، هو أمر غير مقبول بتاتاً، ويمكن أن تنجم عنه عواقب وخيمة”.
وأضاف البيان: “الهدف من هذه المزاعم هو التغطية على الإرهابيين والمعارضة الراديكالية الرافضة للحل السياسي للنزاع، مع محاولة تبرير ضربة خارجية.
ونقلت “فرانس برس” عن الوزارة وصفها للاتهامات الموجهة إلى القوات السورية، بشنها هجوما كيميائيا في دوما بالغوطة الشرقية بأنها “استفزازات”.
ويأتي البيان الروسي، بعدما حملت الولايات المتحدة روسيا، المسؤولية عن أي هجوم من هذا النوع، تشنه القوات السورية.
هذا وقد نشر البيان قبل تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي توعد النظام السوري، بدفع “ثمن باهظ”، مقابل ما وصفه بأنه “هجوم كيميائي متهور”.
وكان رئيس “المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا”، الجنرال يوري يفتوشينكو، قد نفى في تصريحات نقلتها عنه وكالات أنباء روسية محلية، الاتهامات الأميركية، قائلا: “إننا مستعدون فور تحرير دوما من المسلحين، لإرسال خبراء روس في مجال الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي، لجمع المعلومات التي ستؤكد أن هذه الادعاءات مفبركة”.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، مقتل نحو مئة مدني، بينهم 21 توفوا السبت اختناقا، فضلا عن إصابة 70 شخص بحالات اختناق وضيق نفس، دون أن يتمكن المرصد من “تأكيد أو نفي” استخدام الغازات السامة.
واتهمت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة فصائل المعارضة) قوات النظام باستخدام غاز “الكلور” السام.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن “هذه المعلومات إذا تأكدت مروعة، وتتطلب ردا فوريا من الأسرة الدولية”.
وأضافت: “يجب أن يحاسب نظام الرئيس السوري بشار الأسد وداعميه، كما ينبغي منع أي هجمات أخرى فورا. تتحمل روسيا بدعمها الثابت لسوريا مسؤولية في هذه الهجمات الوحشية”.
ووصف مصدر في وزارة الخارجية السورية اليوم، الاتهامات الموجهة لدمشق باستخدامها للسلاح الكيميائي في دوما بأنها باتت “أسطوانة مملة غير مقنعة إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم الاٍرهاب في سوريا”.
وأضاف المصدر: “في كل مرة يتقدم الجيش العربي السوري في مكافحة الاٍرهاب، تظهر مزاعم استخدام الكيميائي، لاستخدامه كذريعة لإطالة أمد عمر الإرهابيين في دوما”.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتهم فيها النظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي، ففي أبريل من العام الماضي، اتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بشن هجوم دام بغاز “السارين” على بلدة “خان شيخون”.