موسكو تتوعد بالرد اثر تفتيش مكاتب وسيلتي اعلام روسيتين في كييف
فتش جهاز الامن الاوكراني الثلاثاء الثلاثاء مكاتب وسيلتي اعلام عامتين روسيتين هما قناة “روسيا اليوم” ووكالة “ريا نوفوستي” في كييف، واوقف احد الصحافيين، ما اثار غضب موسكو التي توعدت بالرد.
وتأتي عمليات التفتيش في سياق علاقات متوترة جدا بين موسكو وكييف منذ تولي سلطات موالية للغرب الحكم في اوكرانيا في 2014 والذي اعقبه ضم روسيا شبه جزيرة القرم ونزاع دام في شرق اوكرانيا بين الجيش ومتمردين موالين لموسكو.
كما جرت يوم تدشين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشروع جسر ضخم يربط القرم بباقي مناطق روسيا بطريق وسكة حديد.
وصرحت المتحدثة باسم جهاز الامن الاوكراني اولينا غويتليانسكا لوكالة فرانس برس ان “عمليات التفتيش متواصلة في (مكاتب) ريا نوفوستي ووسائل اعلام اخرى” بينها قناة ار تي “المحظورة في اوكرانيا”.
واضافت انه تم توقيف صحافي يعمل في الوكالة هو الاوكراني كيريلو فيشينسكي بشبهة قيامه ب “انشطة مناهضة لاوكرانيا”.
وتابعت عبر صفحتها على فيسبوك ان وسائل الاعلام هذه “يستخدمها البلد المعتدي (روسيا) في حربه المتعددة الاشكال على اوكرانيا”.
وبحسب جهاز الامن الاوكراني فان مكاتب ريا نوفوستي وقناة روسيا اليوم موجودة في بناية واحدة وسط كييف.
-“اجراءات معاملة بالمثل”-
وعلق ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين واصفا ما حدث بانها “افعال مثيرة للغضب ومخجلة بالتاكيد”، وطلب من المنظمات الدولية “رد فعل قاسيا وحازما”. كما حذر من “اجراءات معاملة بالمثل”.
وشدد على ان “اي عمل يستهدف وسائل الاعلام الروسية غير مقبول” مؤكدا ان الحكومة الاوكرانية كانت “قمعت حرية التعبير” مرارا في اوكرانيا.
واضاف المتحدث ان موسكو “ستدافع بقوة عن مصالح وسائل الاعلام الروسية” في اوكرانيا.
من جهته دعا مدير المؤسسة العامة للصحافة الروسية التي تتبع لها وسيلتا الاعلام المعنيتان، ديمتري كيسيليف الى الافراج عن الصحافي الموقوف ووضع حد “لاضطهاد” وسائل الاعلام الروسية في اوكرانيا.
واضاف بحسب ما اوردت ريا نوفوستي “انها ليست المرة الاولى التي ينتهك فيها نظام كييف الحقوق الاساسية والحريات من خلال اضطهاد صحافيين”، داعيا المنظمات الدولية للتنديد بالامر.
من جانبها قالت مارغاريتا سيمونيان رئيسة تحرير قناة “ار تي” ان كييف “قررت الانتقام بسبب جسر القرم” الذي يدشنه بوتين الثلاثاء.
-“مناخ مؤذ”-
ويعمل في مكتب ريا نوفوستي بكييف 15 صحافيا يتولى عدد منهم ارسال الاخبار الى موسكو والقسم الاخر برئاسة فيشينسكي (الموقوف) يتولى موقع ريان.كوم الموجه للجمهور الاوكراني.
وفي ظل هذه العلاقات الكارثية تتهم سلطات كييف بانتظام روسيا بتوظيف وسائل اعلامها العامة وخصوصا التلفزيون الذي يتابعه جمهور واسع في المناطق الناطقة بالروسية، لتغذية المشاعر الانفصالية وضرب الثقة بالحكومة.
وكانت كييف منعت بث القنوات الروسية الرئيسية على اراضيها وعطلت ابرز مواقع التواصل الاجتماعي الناطقة بالروسية وطردت العديد من الصحافيين الروس من اراضيها.
وحلت اوكرانيا في 2018 في المرتبة 101 على لائحة الترتيب العالمي لحرية الصحافة التي تضم 180 دولة وتعدها منظمة مراسلون بلا حدود. وقالت المنظمة ان “الحرب الاعلامية مع روسيا تؤدي الى استمرار مناخ مؤذ” في البلاد.