موريتانيا: مؤشر الإصابة بكورونا ينخفض مع تزايد في حالات الشفاء
بعد أسبوع من رفع إجراءات الحظر وفتح الباب أمام التعايش مع الكوفيد- 19، بدأ مؤشر الإصابات المسجلة في موريتانيا بالانخفاض مع ارتفاع عدد حالات الشفاء، وانحسار عدد الوفيات وعدد الإصابات، وهو ما اعتبره مراقبو هذا الوباء توجهاً إيجابياً ومبشراً.
وأعلنت وزارة الصحة الموريتانية، في آخر حصيلة لها أمس، شفاء 203 مصابين بفيروس «كورونا» المستجد، في أكبر حصيلة شفاء يومية تشهدها موريتانيا منذ بداية انتشار الجائحة منتصف مارس الماضي.
وبهذه الحصيلة يصل العدد الإجمالي للمصابين الذين شفوا من الفيروس إلى 2363 مصاباً.
وأعلنت الوزارة كذلك في آخر حصائلها عن تسجيل 80 إصابة جديدة بالفيروس، وبذلك يرتفع إجمالي عدد المصابين الذين شفوا إلى 5355 مصاباً.
ولم تسجل الوزارة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة أي وفاة بسبب الفيروس، وهو ما أبقى عدد الوفيات على حالته البالغة 147 حالة وفاة.
ورفعت الحكومة الموريتانية، يوم الجمعة الماضي، حزمة إجراءات اتخذتها سابقاً واستمرت أربعة أشهر كاملة، بينها تعليق صلاة الجمعة وإغلاق الأسواق وحظر التجول وإغلاق المدن.
وبينما اعتبر البعض أن رفع هذه الإجراءات له مخاطره الكبيرة، أكد البعض أن رفع إجراءات الحظر قرار في محله.
وكتب الإعلامي الحسين محنض، رئيس تحرير صحيفة «الأمل الجديد» في تعليق له على هذا الموضوع: «لجنة كورونا الوزارية كانت تتعامل مع موريتانيا على أنها كإيطاليا أو إسبانيا أو أمريكا، وهذا غير صحيح، فكورونا في هذه الدول خلق خلال ثلاثة أسابيع كارثة صحية بآلاف الأموات وعشرات آلاف المحتاجين إلى أجهزة التنفس كما تبين المنحنيات الإحصائية في هذه الدول وغيرها من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية، أما في موريتانيا فكورونا ينتشر منذ شهرين ولم نحتج إلى أجهزة التنفس إلا في حالات محدودة والوفيات عندنا أغلبها أو جميعها قد تكون لأمراض أخرى مصاحبة».
وزاد: «هل هو المناخ أم المناعة الذاتية أم كثرة استهلاك اللحوم الحمراء وعدم استهلاك لحم الخنزير؟ لست أدري؛ فالفرضيات متعددة لكن النتيجة ماثلة للعيان، ليس هناك كورونا يدعو للقلق في موريتانيا أو يستحق كل هذا الحصار والتجويع.. ويجب الحذر من إسقاط الحسابات الصحية الأوروبية أو الأمريكية على موريتانيا فالوضع مختلف.. ومن الأفضل بعد فشل الإغلاق بسبب التسلل والوساطات البحث عن الوصول إلى مناعة القطيع قبل الشتاء المقبل، فأي سياسة غير ذلك لن تفعل إلا إطالة أمد الفيروس أشهراً أو سنوات».
وقال: «ثم إن المحاصرين في الحقيقة هم الطبقات المسحوقة فقط، فالأغنياء أو أغلبهم يملكون من التراخيص والوساطات والنفوذ ما يسافرون به ليلاً ونهاراً إلى كل مكان؛ فكل يوم يستمر فيه هذا الحصار والإغلاق هو ظلم للمهمشين والضعفاء دون غيرهم، كما أنه تضييق للحريات وإنهاك للاقتصاد بلا طائل».