مهمة ليست باليسيرة .. ولي العهد السعودي يتجه للغرب
يرغب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في جولته الأولي التي يجريها في الخارج منذ اعلانه وريثاً للعرش، اقناع حلفائه البريطانيين والأمريكيين بإن الإصلاحات التي وصفها بالصادمة ستجعل المملكة العربية السعودية مكانا أفضل للاستثمار والمجتمع السعودي أكثر انفتاحا عن قبل.
اشادة غربية
وبحسب وكالة “رويترز” أن الأمير محمد بن سلمان الذي سيبدأ محادثته في لندن يوم الأربعاء المقبل، فاز بالإشادة الغربية لسعيه تقليل اعتماد المملكة علي النفط والتصدي للفساد والتغييرات التي أجراها في المملكة التي تتبع الإسلام المحافظ إلي حد كبير.
مشاريع الأصلاح
وقالت جين كينينمونت، الخبيرة في الشرق الأوسط في مركز شاثام هاوس للأنباء “إن المستثمرين مفتونون بمشاريع الإصلاح التي يقوم بها الأمير محمد بن محمد، وسيكون هناك قدر كبير من الاهتمام في سماع آرائه، ولكن هناك حالة من عدم اليقين”.
اللقاء مع الملكة
وأضافت الوكالة أنه من المؤكد ان الامير الشاب الطموح، الذى يبلغ من العمر 32 عاما، سيكرر رسالته فى المحادثات التى ستجرى فى بريطانيا مع رئيس الوزراء تيريزا ماي وعندما يجتمع مع الرئيس دونالد ترامب خلال زيارة للولايات المتحدة التي تبدأ فى 19 مارس.
كما سيجتمع ايضا مع الملكة اليزابيث والعشاء مع الامير تشارلز وريث العرش في بريطانيا بعد مغادرته مصر.
وسيتابع المستثمرون عن كثب أي زيارة قد يقوم بها الأمير إلى بورصة لندن للأوراق المالية، وكذلك بورصة نيويورك للأوراق المالية فيما بعد، بسبب احتمال قيد أسهم أرامكو في أي منهما وهو الأمر المتوقع أن يتم في وقت لاحق من العام الجاري.
وتتصدر لندن ونيويورك منذ فترة طويلة السباق على استضافة الشريحة الدولية من الطرح، إلى جانب الطرح المحلي في بورصة الرياض، غير أن مصدرين مطلعين على التطورات قالا إن هونج كونج بدأت تبرز على نحو متزايد كحل وسط.
ولفتت الصحيفة إلي أن الأمير سيلتقي مع رئيس أساقفة كانتربري وهو الزعيم الرئيسي لكنيسة أنجلترا حيث يقدم الأمير فرصة لتقديم صورة أكثر تسامحا للمملكة العربية السعودية، في ظل الإصلاحات المرتبطة ارتباطا وثيقا مع ولي العهد، تم تخفيف القيود الاجتماعية، مثل الحظر على دور السينما وقيادة النساء، ووعد بتعزيز نهج الإسلام المعتدل.
صفقات دفاعية
وقالت مصادر بريطانية وسعودية ان الصفقات التجارية ممكنة مع مجموعة الدفاع البريطانية “بي ايه اي سيستمز” وصانع الاسلحة الاوروبية “ام بي دا ايه”، ويمكن ابرام اتفاقات مبدئية حول التنقيب عن الغاز والبتروكيماويات والصناعة، ولم يعطوا تفاصيل عن الصفقات المحتملة.
واشاد وزير الخارجية بوريس جونسون بعلاقات الامن مع احد اصدق اصدقاء بريطانيا في المنطقة في مقالة نشرتها الصحف الاسبوع الماضي واشاد باصلاحات الامير محمد.
جولة الاستثمار الأمريكية
وسيجري الامير محمد محادثات مع ترامب قبل ان يتوجه الى نيويورك وبوسطن وهيوستن وسان فرانسيسكو لعقد اجتماعات مع قادة الصناعة في الوقت الذي يسعى فيه الى تعزيز الاستثمارات والدعم السياسي من اقرب حلفاء الرياض الغربيين.
وقال مصدر في واشنطن ” ان عشرات المديرين التنفيذيين السعوديين سينضمون اليه لمناقشة الفرص الاستثمارية في المملكة خصوصا في مجالات التكنولوجيا والترفيه والسياحة”.
وقال مصدر في الصناعة “ان المحادثات ستشمل ايضا عرضا امريكيا لبناء مفاعلين نوويين في السعودية واتفاق تعاون نووي مدني يحتاج الى ذلك”.
وأوضحت الوكالة أن الرياض تريد تنويع امدادات الطاقة التي لديها، وتمكينها من تصدير المزيد من النفط الخام بدلا من حرقها لتوليد الكهرباء، في حين أنها رفضت فى السابق التوقيع على اى اتفاق يحرمها من امكانية تخصيب اليورانيوم.
قال مسؤول امريكي رفيع المستوى “ان جدول الاعمال السياسي في واشنطن سيشكل دفعة جديدة لانهاء النزاع بين حلفاء الولايات المتحدة العرب الذين عزلوا قطر لعلاقتها بالارهاب”.
ومن المرجح ايضا ان يكرر ولي العهد في واشنطن ولندن وجهة نظر السعودية بان منافستها الاقليمية، ايران، لا يجب الوثوق بها بشأن برنامجها النووى.
وبموجب اتفاق تم التوصل اليه مع القوى الكبرى في عام 2016، وافقت طهران على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.