مهرجان غنائي على أنقاض مبنى دمره الاحتلال مناهض لمسابقة “يورو فيجن” في إسرائيل
على ركام أحد المباني التي دمرتها الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال التصعيد العسكري الأخير ضد قطاع غزة، وقف عدد من الفنانين يصدحون بالأغاني، في تحدي لمسابقة “يورو فيجن” التي تستضيفها إسرائيل، بمشاركة المئات من فناني القارة الأوروبية، وعدد من ضيوف الشرف.
مبادرة الحفل الموسيقي في غزة، كانت من خلال مجموعة جسور للتواصل الدولي، لإقامة الحفل الموسيقي تحت شعار “Gaza Message”، على أنقاض بناية مدمرة.
ويقول كامل سليم مدير مجموعة جسور التواصل لـ “القدس العربي”، أن الفعاليات نظمت بعد أسبوع من تدمير الاحتلال للمبنى الذي أقيم الاحتفال على أنقاضه، في إطار رسالة تؤكد أن الشعب الفلسطيني “يحب الحياة والسلام”، ويكره الاستيطان والحصار، مشيرا إلى أنهم لجأوا إلى إرسال رسائلهم عبر الموسيقى، التي تعتبر “لغة التفاهم بين الشعوب”.
خلال حديثه وجه رسالة إلى الدول الأوروبية المشاركة في مسابقة “يورو فيجن”، داعيا لإلغاء مشاركتها بشكل فوري، باعتبار أن المشاركة “تبيض وجه الاحتلال، وتغطي على الجرائم المرتكبة بحق الانسانية”.
وقالت مريم الزناتي المديرة التنفيذية للمجموعة، أنهم نقلوا خلال الأيام الماضية رسائل للعديد من المشاركين من فناني أوروبا في مهرجان “يورو فيجن” الذي تستضيفه إسرائيل، دعوهم خلالها لمقاطعة الفعالية، والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وهناك وقف ثلة من فناني غزة المحاصرين، الذين يحرمهم الحصار من المشاركات الخارجية، كباقي فناني العالم، وصدحوا بالأغاني والموسيقى، من وسط الركام والحجارة المتناثرة، بدلا من الوقوف على مسرح مجهز بأحداث التقنيات، كذلك الذي يستضيف مسابقة “اليورو فيجن”، في رسالة هدفها جعل العالم يقارن ما بين الحدثين، وما يتعرض له القطاع، من ظلم، بفعل سياسات الاحتلال.
واختار القائمون على الفكرة “عمار أبو قمر” وهي بناية سكنية متعددة الطوابق، دمرتها الطائرات الإسرائيلية وحولتها إلى ركام، ضمن بنايات عدة خلال موجة التصعيد العنيفة التي انتهت الأسبوع الماضي، في رسالة أراد المنظمون من خلالها، التوضيح لدول القارة الأوروبية، التي لم تساند خلال موجة التصعيد سكان غزة المحاصرين، وكذلك للمشاركين، مدى الظلم والدمار الذي خلفه الاحتلال، بسبب استخدام سياسة “القوة المميتة والفتاكة”، ضد المدنيين.
ووضع المشاركون لافتة صغيرة خلف الفرق المشاركة في الاحتفال، كتب عليها “من غزة للعالم لنتشارك الموسيقى سويا”، وبدلا من الكراسي التي توضع على منصات الاحتفالات الكبيرة، جلس أعضاء الفرق الموسيقية المشاركة على كراس بلاستيكية مهترئة، وقد أحاط كم كبير من الركام والحجارة المتناثرة بمكبرات الصوت، فيما وقف المشاركون على أكوام من الطوب، وتجمع حشد من المدعوين وسكان المنطقة بينهم الأطفال حول المكان.
بداية الفقرات الفنية كانت بعزف السلام الوطني الفلسطيني، ثم بدأ محمود عكاشة وهو أحد الفنانين المشاركين بغناء أغان حماسية بدأها بالأغنية المعروفة “بكتب اسمك يا بلادي”، ومن ثم أغنية “يا طير الطاير”.
وتضمنت الفعالية أيضا الغناء باللغة الانجليزية، للشاب محمد شعبان، الذي قال لـ “القدس العربي”، أنه أراد من أغنية تغني للحب والسلام إيصال رسائل للعالم، أن الفلسطينيين لا يريدون الموت والقتل، وأنهم يطالبون بحقوقهم في الحياة الكريمة.
وأشار كذلك إلى أن سياسات إسرائيل تحرم الفلسطينيين من أبسط حقوقهم، بفرضها الحصار الذي يمنع حرية الحركة والتنقل بشكل سهل من غزة للعالم، والذي طال جميع السكان بمن فيهم الفنانين، الذين يرغبون بالمشاركة في احتفالات ومهرجانات خارجية.
يشار إلى أن أهالي شهداء غزة أرسلوا قبل أيام رسائل عدة للمشاركين في مسابقة “اليورو فيجن” طالبوهم خلالها بمقاطعة المهرجان، كونه يساهم في تبييض صورة الاحتلال، ويخالف الأعراف والقوانين الدولية، كونه يقام على أرض محتلة.
والمعروف أن مسابقة “يورو فيجن” تعد أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين في العالم، وسيقام هذا العام في مدينة تل أبيب، حيث يصل عدد مشاهدي المسابقة نحو 600 مليون شخص من العالم.
وكانت إسرائيل قررت تعزيز قواتها، داخل المدن وفي الضفة الغربية وعلى الحدود مع قطاع غزة، ونشر منظومات “القبة الفولاذية” المضادة للصواريخ، في عدة مناطق ومن بينها منطقة تل أبيب، من أجل تأمين مسابقة الاغنية الأوروبية.