من هم مجاهدي خلق؟
في زيارة لمن يوصفون بأنهم حلفاء إدارة ترامب من جماعة مجاهدي خلق، قال شون وولكر إنه زار مقرًا لتدريبهم في مكان ريفي بألبانيا، وكشف من خلاله عن المنظمة السرية وعبادتها لشخصية قيادتها.
وفي تقرير نشرته صحيفة “الغارديان”، قال فيه: “عادة ما تغلق الأبواب -وبإحكام- التي يقع خلفها مجمع منظمة مجاهدي خلق على تلة جبلية هادئة في الريف الألباني، ويحرسها تمثالا أسد على منصة حجرية وفريق ضخم من الحراس الأمنيين الألبان. ولا يرحب بأي زائر حضر بدون موعد، إذ يوقف عند السياج الأمني الذي يحيط بالموقع السري الذي يعيش فيه 2.000 من عناصر مجاهدي خلق”.
ويقول وولكر إن تاريخ حركة مجاهدي خلق الإيرانية طويل ومعقد، ويصفها النقاد ومن انشقوا عنها خلال السنوات الماضية بجماعة الظل التي لا تحظى بدعم قوي داخل إيران. ونسبوا إليها أنسابًا عادة ما ترتبط بالجماعات السرية التي تتمحور حول القائد الذي يبجل إلى حد العبادة، وكتب على أفرادها الموت في قاعدة سرية بألبانيا بسبب العزوبية المفروضة عليهم.
وبالنسبة لداعميها الذين يضمون عددًا كبيرًا من السياسيين، بمن فيهم أفراد في إدارة دونالد ترامب، فعناصر مجاهدي خلق هم مقاتلون أشداء ومدافعون عن الحرية والديمقراطية في إيران، ويمكن أن يكونوا عماد الحكومة المقبلة.
وظهر هذا واضحًا عندما عقدت الحركة اجتماعًا لداعميها الدوليين، كان من بينهم محامي ترامب الشخصي رودي جولياني، والسناتور الديمقراطي السابق جوي ليبرمان، والنائب البريطاني المحافظ ماثيو أوفورد. ووصف جولياني مجاهدي خلق بـ”حكومة المنفى”، وأشار أيضًا إلى أنها حكومة تنتظر تغييرًا محتملًا للنظام في إيران. وقال: “ما يمنحنا الثقة حينما نقوم بالجهود ونطيح بالنظام الرهيب، عاجلًا وليس آجلًا، هو أننا سنحافظ على الأرواح، وسنكون قادرين على تسليم العملية الانتقالية لمجموعة مسؤولة من الناس”.
ويعد جولياني من المشاركين المنتظمين في اجتماعات المنظمة التي تعقدها منذ سنين. ومع أنه ومستشار الأمن القومي جون بولتون يتوقعان سقوط النظام منذ فترة طويلة،إلا أن حقيقة وصولهم إلى مراكز مهمة في إدارة ترامب، خصوصًا بولتون، بالإضافة للوضع المتوتر مع إيران، يجعل من دعمهم لمجاهدي خلق أمرًا مهمًا.
وتعود أصول الحركة الأيديولوجية إلى الماركسية التي مزجت بالإسلام، ولعبت دورًا مهمًا في الثورة التي أطاحت بالشاه، ولكنها انتهت في المنفى، وقاتلت إلى جانب قوات صدام حسين أثناء الحرب التي استمرت 10 سنوات.
وكانت مشاركتها النظام العراقي سببًا في خسارتها قاعدة الدعم داخل إيران. وجرى حذف المنظمة عن قائمة الإرهاب الأمريكية في عام 2012، وساعدت إدارة باراك أوباما على نقل مقاتليها من العراق، الذي بات معاديًا لها، إلى ألبانيا. وشيدت مجمعًا واسعًا في الريف الألباني، يتواجد فيه الرجال والنساء مفصولون عن بعضهم البعض.
وتحدثت الصحيفة الشهر الماضي مع عدد من الأفراد الذين فروا من المجمع إلى تيرانا. وهم بدون جواز أو وثيقة سفر، ولا يستطيعون المغادرة أو العمل، وهم لا يعرفون ماذا سيحدث لهم، إلا أن الصورة التي نقلوها تظهر تنظيمًا يدور حول شخصية القيادة، إذ يمنع في داخل المجمع الهواتف النقالة ولا الاتصال مع الأهل والأقارب. ويحظر الاختلاط بين الرجال والنساء، ويقضون وقتهم أمام شاشات الكمبيوتر لإرسال تغريدات ورسائل مؤيدة لمجاهدي خلق.
وفي كل مساء، يجتمع الرجال في حلقة صغيرة مع قادتهم من أجل “التثقيف الأيديولوجي”، والاعتراف بأي تفكير جنسي حدث أثناء عملهم ذلك اليوم. وقال حسن حيراني: “تقول مثلًا: شاهدت فتاة على التلفاز وحدث لي انتصاب، أو تقول: في هذا الصباح مارست العادة السرية”. وقال إن لا عقوبة محددة لهذه الاعترافات سوى التوبيخ والإحراج. و”لو اعترفت بهذا أكثر من مرة فإنهم سيغضبون، ويقولون لك: كيف ستقوم بخلق الحرية لكل الشعب الإيراني وأنت تعاني من الانتصاب كل يوم”.
ووجد تحقيق لموقع “إنترسيبت” أن ناشطًا كتب مقالات عدة معادية لإيران لم يكن سوى اختلاقًا من مجاهدي خلق. ويقول حيراني إن القادة في المجمع يطلبون من العناصر إظهار صورة جيدة للزوار والرموز السياسية الهامة. ويتذكر حيراني زيارة عام 2017 للسناتور الجمهوري جون ماكين، الذي استقبل بالهتافات والترحيب. وقال أحد القادة: “تحدثوا بالإنكليزية، وقولوا له إننا الأفضل للديمقراطية”.
ويعد انتخاب دونالد ترامب عام 2016 منحة إلهية لقيادة مجاهدي خلق. وقال بعض الذين تركوا المجمع قبل فترة إن المنظمة أثناء الانتخابات طالما صلت لنجاح ترامب وهزيمة هيلاري كلينتون. وقال عنصر غادر المجمع عام 2018: “تغير كل شيء عندما غادر أوباما ووصل ترامب إلى الحكم. وجاء القادة من فرنسا وطلبوا منا الانتظار لشهور عدة وتحمل الظروف هنا، وبعدها سنكون في السلطة”. ويعلق الكاتب أن الناطق الرسمي باسم المنظمة في باريس لم يرد على أسئلته ولا على تلك التي تركها مع الحرس أمام المجمع.