من سيستقبل مقاتلا من تنظيم داعش وزوجته الجهادية البريطانية؟
يظهر ياجو في صور قديمة مراهقا مرحا يبتسم ويقود دراجة نارية، ويبدو من الصورة أنه بدأ بتربية ذقنه. غادر هولندا عام 2014 وهو الآن يواجه عقوبة السجن بسبب التحاقه بمنظمة إرهابية.
قد تبدو عروسه مألوفة، إنها شميمة بيجوم من شرق لندن التي يعتقد أنها تزوجته بعد أسبوع من وصولها إلى سوريا، وكانت في الخامسة عشرة.
وبات مصير الاثنين الآن مجهولا.
كان ريديك واحدا من 300 مواطن هولندي سافروا إلى سوريا والعراق ولا يزال 135 منهم موجودين هناك “بنوايا جهادية”، كما يقول خبراء الإرهاب.
وليس معروفا عدد الذين يرغبون بالعودة، وريديك واحد منهم ، لكن ليس واضحا إن كان بإمكانهم العودة، فالسلطات في أنحاء أوروبا واعية للخطر الذي يشكله هؤلاء الجهاديون في حال عودتهم.
وكانت هولندا قد جردت زميلا لريديك يدعى عثمان من جنسيته.
ويخضع 13 مواطنا فرنسيا للمحاكمة في العراق لا فرنسا بتهمة القتال في صفوف تنظيم الدولة، وأوضحت الحكومة الفرنسية أنها لن تتدخل في اجراءات المحاكمة.
وكسبت بلجيكا استئنافا يؤكد عدم إلزامها بإعادة امرأتين بلجيكيتين من سوريا حكم عليهما بالانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية، كما جردت بريطانيا شميمة من جنسيتها.
أين ريديك الآن ؟
مع بداية انهيار تنظيم الدولة فر ريديك وشميمة من باغوز لحماية جنينهما.
ويحتجز ريديك البالغ من العمر 27 عاما شمال شرقي سوريا، بينما تمكث شميمة في مخيم الحول للاجئين الذي يحوي 39 ألف شخص بشكل مؤقت، معظمهم من النساء والأطفال، ولكن التقارير تفيد أنها انتقلت منه إلى مكان آخر.
حين جردت بريطانيا شميمة من جنسيتها فكرت في إمكانية الحصول على جنسية هولندا من خلال زوجها.
هل سيسمح لهما بالدخول ؟
وبالرغم من أن ريديك على لائحة الإرهابيين إلا أنه لم يجرد من جنسيته، وسيسمح له بالعودة إلى بلده لو وصل إلى قنصلية هولندية، نظريا على الأقل.
وستواجه شميمة صعوبة بالحصول على اعتراف السلطات الهولندية بزواجها، لأنها كانت دون السن القانوني حين تزوجت.
ويوجد 170 طفلا في سوريا يملكون حق التقدم بطلب للحصول على الجنسية الهولندية.
وكانت وزارة العدل الهولندية قد حذرت من خطر النساء الجهاديات العائدات من الخارج مع أولاد يتجاوزون التاسعة من العمر.
حتى النساء والأطفال الذين لم يتلقوا تدريبا ولم يشاركوا في أعمال عدائية قد يشكلون خطرا على المدى البعيد بسبب احتكاكهم بايديولوجية تنظيم الدولة.
كيف استهدف المراهقون من أجل الجهاد ؟
مقهى “جيمي” في منطقة تسوق قريبة من المنطقة التي نشأ فيها ريديك شرقي أرنهم.
ويتجه جيمي بنظره إلى الطاولة التي كان يجلس عليها ريديك ورفاقه.
تحدث شابان في العشرين عن أصدقاء استدرجتهم جماعة متوحشة ذات أيديولوجية عدمية، فاللوم هنا يقع على المجتمع الهولندي لعدم قدرته على حماية “الأطفال الطيبين” ممن غرروا بهم.
وقال أحد هؤلاء “هؤلاء الشباب كانوا يمارسون رياضة الملاكمة ثم لم يروا فرصا في هولندا”.
وأضاف “بدأ البعض بالحضور إلى هنا للوعظ وبدأ الفتية بالاتجاه للتطرف، بدأوا اللقاء في شقق خاصة، ثم سمعنا بما حدث لهم”.
ويتفق ما رواه هؤلاء الشباب مع ما توصلت إليه دراسة تشير إلى زمن محدد عام 2013 حين وصلت عملية تجنيد هؤلاء الشبان في أرنهم ذروتها.
كثيرا ما يعاني المرشحون من انعدام الثقة بالنفس ويبحثون عن هوية تمنحهم ثقة أكبر بأنفسهم، كما تقول المحامية بربارا كلندر، التي مثلت عددا من الجهاديين الهولنديين .
وأضافت كلندر “الموضوع ليس تدينا خالصا، بل له علاقة بالرغبة في الانتماء وأن تكون مقبولا تماما من رفاقك الذين يقاتلون نفس العدو”.
“خلية أرنهم الإرهابية”
عاد التركيز على بلدة ريديك الخريف الماضي، حين اعتقل سبعة أشخاص في مصيف في بلدة فيرت الواقعة جنوبي هولندا.
ويظهر الشبان في صورة مسربة وهم يقبلون بندقية كلاشنيكوف ويلتقطون صورا وهم يرتدون أحزمة ناسفة ويعدون لتنفيذ تفجير انتحاري في مهرجان موسيقي في أرنهم بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، حسب ما قال المدعي العام الهولندي.
ستة رجال تترواح أعمارهم ما بين 21 و35 عاما يأتون من أرنهم أو أقاموا فيها لفترة هم الآن محتجزون.
ريديك هو عنصر آخر في خلية ارنهم الإرهابية، إذ أن هناك شكوكا بوجود صلة بينه وبين الخلية.
ليس واضحا إن كان سيعود، حيث ينتظره حكم بالسجن كما رفض والداه التعليق.
يصفه باتريك، أحد اصدقاء الطفولة بأنه شخص هادئ، وقد صدم من مغادرته ويرى أن هناك ضرورة لإرجاعه إلى الوطن وسجنه مدى الحياة.
لن يترك ممثلو العدالة الهولنديون شيئا للصدفة.
ويقول منسق الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب في هولندا “ما تقرر دول أخرى في الاتحاد الأوروبي فعله هو من شأنها لكن هولندا ليست ملزمة باتباعها”.
ويعتقد أحمد مركوش عمدة أرنهم أن هناك ضرورة لإعادة ريديك إلى هولندا وتقديمه للعدالة. “سنستمر في إرشاده ومراقبته”، هذا ما قاله لصحيفة محلية.
لكنه لا يريد أن تأتي شميمة أيضا ، ويقول “لن يكون لك حق بالإقامة بعد ارتكابك جرائم إرهابية”..