من سلة ترامب المثقوبة حتى “غرفة بولتون”: كيف تبدو تفجيرات كوريا مؤشراً لحالة تهدد منطقة الشرق الأوسط؟
1* بعد أن قراتُ تفجيرات كوريا الشمالية لمكاتب التنسيق مع الجنوب قبل بضعة أيام وتهدد بنقل قوات عسكرية ومدفعية إلى الحدود مع سيئول، توصلت إلى الاستنتاج المحزن بأن اعتمادنا على ترامب قد ينتهي بانفجار لا يمكن تخمين حجمه. “سنملك منظومة علاقات رائعة”، أعلن ترامب في إحدى المرات الثلاث التي التقى فيها زعيم الشمال كيم يونغ أون.
وقد وعدنا ترامب بتأييد أمريكي لضم غور الأردن ومناطق واسعة من الضفة.. إذن، وعد. تخيلوا الصورة التي جلس فيها نتنياهو وغانتس الأسبوع الماضي أمام السفير الأمريكي ديفيد فريدمان الذي يتوسط بين موقفيهما في مسألة حجم المناطق التي ستضم إلى سيادة إسرائيلية.. هذيان.
وصورة أخرى: فريدمان يتصل بالبيت الأبيض، فيما كوشنير، صهر الرئيس والشخصية المتصدرة في “خطة القرن”، يقول له: “دعهما. اتركهما ينضجان في عصيرهما. بعد أن يتوصلا إلى توافق على حجم الضم فليبلغونا. عندنا ما يكفي من المشاكل التي على رؤوسنا”.
دون أن يكون المرء خبيراً في العلاقات الدولية، سيكون سهلاً عليه أن يشير إلى الخط الذي يربط بين تفجير مكاتب التنسيق في المنطقة المجردة من السلاح بين الكوريتين والانفجار الذي قد يقع -لا سمح الله- في منطقتنا، إذا ما واصلنا وضع كل البيض في سلة ترامب المثقوبة.
2* جون بولتون الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب سينشر هذا الأسبوع كتاباً يثير عاصفة في أمريكا.
في كتابه “الغرفة التي حدث فيها”، يروي بولتون عن حديث أجراه مع نتنياهو قبيل الإعلان عن تعيين كوشنير في منصب المسؤول عن تصميم السياسة الخارجية في مسائل تتعلق بالنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
نتنياهو، حسب بولتون، شكك بكفاءات كوشنير: “لماذا يعتقد أن بوسعه النجاح في المكان الذي فشل فيه كيسنجر”، تساءل متعجباً. ولكن بعد أن تسربت الأمور، سارع رئيس الوزراء إلى نفيها. اعتقد أن نتنياهو شكك بكفاءات كوشنير. ومع ذلك، جاء النشر في التوقيت الأكثر حساسية لأن كوشنير يمنع نتنياهو من “الاحتفال” بفكرة الضم.
3* أصدق كوشنير أيضاً: السنوات الثلاث الذي غاص فيها في غياهب الشرق الأوسط أهلته لأن يتصرف بضبط للنفس مطلوب من وسيط أمريكي. فهم كوشنير بأنه في الحارة التي نسكنها سكان آخرون ينبغي أخذهم بالحسبان أيضاً. فمع السنين تعلم كوشنير، حتى وإن لم يكن كيسنجر، وسيعلم نتنياهو درساً لن ينساه؛ بكلمات أخرى: فلينس الضم في الأول من تموز.
4* القانون النرويجي الذي أقر في الكنيست سيعيد إلى هيئة الكنيست أوسنات هيلا مارك من الليكود لتكون في لجنة انتخاب القضاة. وأعلنت مارك منذ الآن بأن المعايير التي ستوجه خطاها في اختيار القضاة “تتطابق وفكراً يمينياً ومحافظاً”. ومع ذلك، أضافت: “لا أعتزم أن أسألهم أي بطاقة أدخلوا إلى صندوق الاقتراع”.
في الواقع، يتبين أنه ليس هناك صيغة تسمح للتحكم بتفكر ذاتي ومعلل للقضاة. هكذا مثلاً قضى في الأسبوع الماضي قضاة العليا في واشنطن ضد إدارة ترامب الذي طلب شطب قرار أوباما الذي سمح لـ 700 ألف مهاجر شاب تربوا في الولايات المتحدة بأن يتمتعوا بكل حقوق المواطن في الدولة. وكتب هذا القرار رئيس المحكمة جون روبرتس، الذي يعتبر قاضياً محافظاً. وانضم إليه قاض آخر عينه ترامب. “طلقة في الوجه”، غرد الرئيس الأمريكي رداً على القرار.
ردود فعل حماسية مشابهة من جانب وزراء وكبار في الليكود انطلقت الأسبوع الماضي عندما شطب قضاة العليا قانون التسوية الذي سوغ سلب أراضي الفلسطينيين لغرض إقامة مستوطنات إسرائيلية في الضفة.
5* لقد علمنا المشناه قاعدة مهمة في الحياة: “الصمت مدخل الحكمة”.
هي فكرة بهذا القول عندما قرأت المقابلة التي نشرت في “يديعوت أحرونوت” في نهاية الأسبوع مع الوزير دافيد إمسلم الذي تحدث بدم قلبه ضد “اليئير لبيديين”.
“من ناحيتكم، أنا، دافيد إمسلم، كان ينبغي لي أن أبيع الخضار في السوق، وأنظف الشقة، أو أكون في السجن لأن هذا هو ما تربيتم عليه في البيت”.
من أين جئت بهذا يا سيد إمسلم؟ توقعي الوحيد منك كإنسان لإنسان أن تكون إنساناً. وبالأساس، أن تتذكر من أين جئت وإلى أين تسير. في المقابلة، رفضت إبداء الرحمة حتى تجاه عاملة واحدة تعرضت للتنكيل في بلفور. في اللحظة إياها فقدتني. تقربك غير مقنع. على خلفية فصول حياتك المركبة قد نتوقع منك الخروج من مكانة فتى الجوقة لدى عائلة نتنياهو. حان الأوان لأن يكون دافيد إمسلم دافيد إمسلم.