ملكة أسبانيا من بلاط صاحبة الجلالة إلى قصور مدريد
مشاهير عدة ظهروا على ساحات الحياة العامة، بعضهم من ساهم فى صناعة قرارات مصيرية تجاوز مداها حدود بلدانهم، ومن بينهم من ترك آثراً خالداً لا يمحوه زمن، إلا أن حياتهم الخاصة رغم ما تركوه من زخم ما تزال فى طى الكتمان.. فما بين سيدة ساهمت فى صناعة نجم مجتمع، وما بين رجل استطاع أن يقدم زوجته كنموذج يحتذى به فى العمل العام، تظل قائمة “النص الآخر” مليئة بالأسرار والحكايات غير المتداولة.
“اليوم السابع” يقدم على مدار شهر رمضان الكريم سلسلة حلقات “النصف الآخر”، بروايات عن أبطال الظل فى حياة من خاضوا حروبا ومن أحرزوا السلام.. من قادوا بلادهم نحو مستقبل أفضل، ومن تعثرت مسيرتهم أمام تحديات جسام ، وغيرهم الكثير..
ملكة أسبانيا.. من بلاط صاحبة الجلالة إلى القصر الملكى
حينما نتحدث عن إحدى ملكات دول أوروبا، يتبادر إلى الذهن سريعا صورة التاج الماسى والطفولة المرفهة وحياة الراحة والنعيم، لكن الأمر لم يكن كذلك أبدا لملكة أسبانيا ليتسيا أورتيز، التى نشأت فى أسرة فقيرة وعملت صحفية ومراسلة إخبارية من دول الحرب قبل أن تأسر قلب ولى عهد أسبانيا فيليب الذى أصبح ملكا بعد تنازل والده عن العرش.
لكن حياة ليتسيا قبل ارتباطها بالأمير كانت شاقة، فقد عاشت مع والدتها وشقيقتيها بعد أن تخلى عنهم والدها، وهو أمر كان له أثر كبير فى نفسها خاصة وأنه كان سببا لانتحار شقيقتها.
تعرفت فى سن السادسة عشر على مدرس لغة يدعى ألفونسو جيريرو بيريز وظلت على علاقة به، وتزوجت فيما بعد لعشر سنوات، درست خلالها الإعلام التلفزيونى حتى حصلت على الماجستير وبدأت العمل فى عدد من الصحف والقنوات الإخبارية منها بلومبرج و”سى إن إن”، ونالت جوائز عن عملها الصحفى.
وعندما بلغت ليتسيا السابعة والعشرية انفصلت عن زوجها، واستمرت فى عملها الصحفى والتلفزيون حتى أنها ذهبت لتغطية الحرب الأمريكية فى أفغانستان ثم فى العراق. وبعد أربع سنوات من الطلاق تعرفت بالأمير فيليب عندما كانت يتفقد موقع تسرب نفطى شمال أسبانيا، وكانت هذه بداية لسلسلة من اللقاءات التى جمعت بينهما.
لم تكن فكرة ارتباط الملك القادمة بسيدة مطلقة بعيدة عن حياة الطبقة الملكية تمثل إشكالية كبيرة لدى والدى فيليب، الذى عرفت بكثرة علاقاته، فى ظل حرصهما على استقرار وريث العرش القادم.
وتزوج فيليب وليتسيا فى مايو 2004 مع حضور أعضاء العائلات الملكية من حول العالم، وأنجبا ابنتين وهما لينور وصوفى.
وقد أثارت ليتسيا الجدل بعدما أصبحت ملكة، فى ظل تقارير تحدثت عن إجرائها لعملية جراحية لتجميل الأنف ، ومرات كثيرة بسبب تجهمها المستمرة . ورغم ذلك إلا أن الملكة الشبة تعتبر رمزا للأناقة الأمر الذى جعل له شعبية بين الإسبان، لكن ظلت الشائعات تتردد عن توتر فى علاقتها بوالدى زوجها.