مكاتب 11 زعيماً حول العالم.. ميركل تكره العمل على مكتبها وترودو ورثه عن والده
يرمز المكتب الرئاسي إلى وجود قائد وقوة تنفيذية تستطيع أن تغير مصائر الشعب وأحياناً العالم، على حسب شكل المكتب الهندسي.
إنه المكان الذي تحدث فيه مكالمات هاتفية تاريخية، وتصدر قرارت مصيرية، وتُلقى خطابات للشعوب بالمضي قدماً أو التنحي.
بعض الرؤساء يفضلون أن تتميز مكاتبهم بالبساطة الشديدة، وهناك رؤساء تزدحم مكاتبهم حد الازعاج، وآخرون يهتمون باللوحات والتحف الفنية، وهناك مَن لا يفضل العملَ على مكتبه إطلاقاً.
نستعرض في هذا التقرير لمحة عن مكاتب عدة رؤساء حول العالم، التي تعكس في تفاصيلها جوانب عن الرئيس نفسه أو العهد بأكمله.
تجدر الإشارة إلى أن الصور الموجودة في هذه المكاتب هي أحدث الصور المتاحة، ولكن قد تكون تغيّرت منذ ذلك الحين.. ضع في الاعتبار أيضاً أن العديد من الرؤساء يمكن أن يكون لهم أكثر من مكتب.
فيما يلي المكاتب التي يجلس عليها 11 من قادة العالم:
مكتب الريسولوت الأثري في البيت الأبيض.. 100 عام من التحكم في العالم
إن المكتب الخشبي الخاص برئيس الولايات المتحدة ليس صناعة أمريكية، فهو في الأصل كان أحد القطع الموجودة بسفينة تدعى (صاحبة الجلالة) التي كانت قد أرسلتها الملكة فيكتوريا في مَهمة إلى القطب الشمالي في عام 1852.
وبعد أن تكاثر الجليد على السفينة وأعاق حركتها اكتَشف الأمر قائد إحدى سفن صيد الحيتان الأمريكية، جيمس بودينجتون.
تم إنقاذ السفينة وإصلاحها من جديد عن طريق العاملين في أحواض بناء السفن الأمريكية، ثم إرسالها إلى المملكة المتحدة برفقة طاقمها.
وحرصاً من الملكة فيكتوريا على ردِّ المعروف، أمرت النجارين باستخدام خشب السفينة في صنع مكتب خشبي فخم، يتم نحته يدوياً، وتظهر عليه رسومات خشبية لرجل وسيدة تتشابك أياديهما للتعبير عن العلاقات الطيبة والنوايا الحسنة بين البلدين.
تم إرسال المكتب إلى الولايات المتحدة في عهد رئيسها الـ19 رذرفورد هايز عام 1880، الذي أبدى إعجابه بروعة تصميم المكتب الخشبي المزخرف ليضعه داخل مكتبه في البيت الأبيض.
استخدمه الكثير من الرؤساء السابقين مثل جيمي كارتر، ورونالد ريغان، وبيل كلينتون، وجورج بوش، وباراك أوباما، ودونالد ترامب.
لم يعدل ترامب كثيراً على مكتب «الريسولوت» أو حتى غرفة المكتب البيضاوي بشكل عام.
أضاف فقط مقعدين بذراعين للزائرين أمام المكتب الرئاسي، ووضع صورة لأندرو جاكسون (الرئيس السابع) للولايات المتحدة الأمريكية، بسبب تشابه السياسات المتبعة بينهما.
مكتب الرئيس الأرجنتيني مزيّن بالذهب
يقع مكتب الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري داخل كازا روسادا، أو البيت الوردي، وهو المقر الرسمي لرئيس الأرجنتين في بيونس آيريس.
ويشتهر القصر الرئاسي الوردي بالشرفة التي تحدَّثت منها إيفا بيرون، السيدة الأرجنتينية الأولى السابقة، يوماً، إلى حشود معجبيها في ساحة القصر.
في الصورة، يحمل الرئيس ماكري ابنته أنطونيا بعيداً عن المكتب. خلفه يمكنك رؤية الكرسي وراء مكتبه باللون الأزرق المخملي وهو مزخرف ومزين بالذهب.
يبدو سطح المكتب فارغاً، مع هاتف صغير على الجانب.
مكتب رئيس وزراء كندا جاستن ترودو شخصي بامتياز
مكتب جاستين ترودو له معنى عاطفي، إنه يستخدم المكتب الذي استخدمه والده بيير ترودو لأكثر من 15 عاماً، عندما كان رئيساً للوزراء من 1968-1979 و 1980-1984، وفقاً لهيئة CBC.
ويقال إن هذا التحول حدث عندما طلب ترودو الابن مكتباً أصغر من المكتب الذي استخدمه سلفه ستيفن هاربر، الذي تم تفكيك مكتبه ووضعه في مستودع.
.
تم بناء مكتب ترودو تقريباً في عام 1880، واستُخدم من قِبل رؤساء الوزراء السابقين السير ويلفريد لوريير وليستر بيرسون وجان كريتيان وبول مارتن، بالإضافة إلى تروديوس.
جدير بالذكر أن مكتب الرئيس الكندي يقع في مبنى البرلمان الكندي بالعاصمة أوتاوا.
مكتب رئيس كينيا.. حرف أبجدي و5 هواتف
يبدو شكل مكتب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، الموجود في دار الرئاسة، بنيروبي، على شكل حرف «L».
يوقع عليه الرئيس على بعض أهم القرارات وأكثرها إثارة للجدل في البلاد.
على المكتب، 5 سماعات هاتف: اثنتان منها بيضاء، وثلاثة سوداء، وهي موجودة على الجزء العلوي من المكتب على الجانب الأيسر من الرئيس.
بجانب سماعات الرأس الخمس هذه يوجد هاتف أسود يعمل بالأقمار الصناعية.
مجموعة الهواتف هذه تربط الرئيس كينياتا بأي شخص في أي مكان في العالم وفقاً لصحيفة SDE Kenya.
في الزاوية اليمنى يوجد تمثال من الرخام أو العاج البني يقف على منصة رخامية.
وتوجد صينية لامعة مع زجاجتين من المياه المعدنية طوال الوقت وأكواب زجاجية مقلوبة.
في واجهة المكتب هناك تقويم مكتبي، وستاند صغير عليه الكرة الأرضية، مع حامل الأقلام على طرف واحد؛ حيث يتم وضع أقلام الحبر باهظة الثمن التي يوقع بواسطتها على الوثائق الحكومية.
كما توجد آلة حاسبة كبيرة تشبه تلك التي يملكها المحاسبون والمدققون.
يجلس الرئيس الكيني على كرسي أسود ضخم مصنوع من الجلد، وفي نهاية الطاولة يوجد علم كيني مصغر.
كما تلاحظ، فإن كثرة المعدات المكتبية تجعل مكتب الرئيس مزدحماً ومزعجاً للغاية.
الرئيس الصيني شي جين بينج.. هاتف أحمر وصور عائلية
نادراً ما يُشاهد مكتب الرئيس الصيني شي جين بينج، لأن الصور الفوتوغرافية من داخل تشونغنانهاي -المجمع المسور الذي يضم قيادة الصين في بكين- نادرة للغاية، كما تشير هانا بيتش من شركة تايم.
ولكن العالم يلقي نظرة جيدة على مكتبه كل عام أثناء إلقائه خطاباً بمناسبة العام الجديد، الذي يتم نشره على موقع يوتيوب.
تبدو منطقة عمله بسيطة إلى حد ما، وتضم هاتفاً أحمر وبعض الصور العائلية. لا يوجد جهاز كمبيوتر، وهو أمر غير شائع بالنسبة للمكاتب الرئاسية.
مكتب رئيس النمسا داخل غرفة حمراء نابضة بالحياة
لأكثر من 600 عام، كان قصر هوفبورج في فيينا بمثابة موطن لعائلة الإمبراطورية النمساوية.
فقد كان مقر الأسرة الحاكمة في فيينا من القرن الثالث عشر حتى عام 1918.
على الرغم من انتهاء النظام الملكي في أوائل القرن العشرين، فإن تأثيره على ديكورات القصر ظلَّ قائماً.
وبصرف النظر عن أن القصر كان مقراً للحكومة ومركزاً إدارياً، إلا أنه كان أيضاً المقر الشتوي للعائلة الإمبراطورية.
كان لكل فرد من أفراد الأسرة شقة أو جناح خاص به في أحد أجنحة القصر العديدة، لكن هذه الأجنحة اليوم تضم مجموعة من المتاحف، بالإضافة إلى المكاتب ومراكز المؤتمرات والوزارات الحكومية ومبنى الرئاسة.
سكن القصر الزوجان الأشهر في تاريخ النمسا، الإمبراطور فرانس جوزيف وزوجته إليزابيث.
ويحوي القصر مقتنيات وتحفاً فنية رائعة تعكس تاريخ وشخصية هذين الزوجين، كما تُبرز تاريخ عائلة هابسبرج، وفق ما يظهر موقع hofburg.
الجناح الذي كان يخص الإمبراطور فرانس جوزيف وزوجته إليزابيث مفتوح للعرض للجمهور، ومعظم المفروشات والأثاث تعود في تصميمها إلى القرن التاسع عشر. أما الأرضيات فهي الأصلية، على طراز القرن الثامن عشر.
اليوم ، يمكن العثور على مكتب الرئيس داخل جناح ليوبولدين من القصر.
ورغم أن مكتب الرئيس يحتل العديد من الغرف في الجناح، فإنه غالباً ما يتم تصوير الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين في هذه الغرفة الحمراء النابضة بالحياة.
المكتب مزخرف، مع الكثير من القطع الذهبية واللوحات للملوك النمساويين السابقين ورؤساء الدول.
المكتب الرئاسي الفرنسي.. تصميم من فخامة القرن 19
عمل قصر الإليزيه كمقر لرؤساء فرنسا منذ عام 1873.
على الرغم من أن الرئيس إيمانويل ماكرون لا يستخدمه كل يوم، فإنه جلس خلفه بينما كان يلقي خطاباًَ متلفزاً، في ديسمبر 2018، يتناول الاحتجاجات الأخيرة حول عدم المساواة الاجتماعية.
المكتب المطلي بالذهب هو أثمن قطعة أثاث في القصر، وفقاً لصحيفة “الجارديان”.
غير أن اختيار ماكرون لإلقاء خطابه المسجل مسبقاً بشأن عدم المساواة الاجتماعية من إحدى الغرف الأكثر غنىً وذهباً في قصر الإليزيه الفاخر، المكون من 365 غرفة، استفزَّ المتظاهرين ودَفَعهم لحشد مظاهرات أوسع مناهضة للحكومة، ضد عدم المساواة، في العام الماضي.
في الواقع، كان قصر الإليزيه، ومقرّ الرئاسة الفرنسية الذي يبلغ ضعف حجم البيت الأبيض، وتكلف إدارته 104 ملايين يورو سنوياً، موضع غضب خلال هذه الاحتجاجات.
مكتب الرئيس الفنلندي.. كان مستودعاً للملح
لدى فنلندا 3 مبانٍ رئاسية رسمية. القصر الرئاسي في الصورة في هلسنكي، عرض الرئيس الفنلندي ساولي نيينستو مؤخراً مكتبه خلال خطابه بمناسبة العام الجديد 2019.
ومثل العديد من الرؤساء الآخرين، فإن إعداده بسيط إلى حد ما، مع وجود نبات على يساره وعلم على يمينه، وخلفه لوحة لمجموعة من القوارب.
يعود تاريخ القصر الرئاسي في هلسنكي إلى بداية القرن التاسع عشر، حيث كان «مستودع ملح»، حتى اشتراه أحد كبار تجار البلد وحولّه إلى بناية فخمة تشبه القصر.
وفي عام 1837 أصبح قصراً رسمياً بعدما اشترته لجنة البناء بسعر 170 ألف روبل للاستخدام الرسمي.
تحوَّل البناء الفخم إلى قصر إمبراطوري، وكانت الزيارة الأولى لأفراد العائلة الإمبراطورية في أواخر عام 1851، حيث كان الزائر هو الشاب الظاهر ألكسندر نيكولاييفيتش (في وقت لاحق القيصر ألكسندر الثاني).
يضم القصر الرئاسي غرفة العرض وغرف الاستقبال الرسمية للرئيس ومقر مكتبه الشخصي، وفق موقع الرئاسة.
مكتب الرئيس التايواني تساي إنغ- وين.. بساطة متناهية
رئيسة تايوان تساي إنغ وين تعمل في مبنى المكتب الرئاسي في مدينة تايبيه.
الصورة تظهر مكتب الرئيسة التايوانية في اليوم الذي أدّت فيه اليمين.
المكتب مصنوع من الخشب الداكن ويحيط به رايتان.
أنجيلا ميركل.. تفضل العمل على مكتب آخر!
قالت أنجيلا ميركل إنها تكره المكتب الضخم الذي ورثته عن سلفها غيرهارد شرودر في المستشارية الألمانية، لذا فهي تعمل على طاولة صغيرة للكتابة بجوارها.
تماشياً مع الصورة المتواضعة التي تحب تصويرها قالت المستشارة الألمانية إنها وجدت اختيار شرودر للمكتب الأسود الذي يبلغ طوله أربعة أمتار «غريباً».
المكتب ضخم وتعلوه كرة أرضية ومصباح ونبات وجهاز كمبيوتر.
قامت أنجيلا ميركل بإزالة لوحة حديثة لنسر من قبل جورج بازلز من الجدار، واستبدلت بها صورة لكونراد أديناور، أول مستشار لألمانيا الغربية بعد الحرب، وقالت إن الصورة تذكرها بتاريخ ألمانيا.
الرئيس النيجيري.. أناقة خضراء مستديرة
كانت فيلا (أسو) في أبوجا، نيجيريا، الموقع الرسمي للرئاسة النيجيرية منذ عام1992، بعدما بنيت عام 1991.
تتميز منطقة عمل الرئيس النيجيري محمدو بوهاري داخل الفيلا بوجود بمكتب دائري مزين باللون الأخضر وكرسي أخضر فاتح، وهناك مصباح مزخرف على الجانب الأيسر من المكتب.
انتقل بوهاري إلى فيلا آسو، في 29 مايو/أيار 2015، ولا يزال رئيساً لهذا اليوم.