معهد فرنسي: أردوغان أغرق تركيا وجعلها مركزا للاضطرابات
اعتبر معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي (IRIS) أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أغرق بلاده في “ضغوط دولية”، وجعلها مركزا للعديد من الاضطرابات.
ورأى المعهد الفرنسي أن أردوغان أغرق تركيا في اضطرابات اقتصادية نتيجة سياسته السلطوية، بالإضافة إلى اضطرابات دبلوماسية بخلافاته مع الحلفاء الغرب في حلف الناتو.
كما أشار المعهد الفرنسي إلى الاضطربات العسكرية، التي تسبب فيها أردوغان، وإغراقه البلاد في معارك عدة؛ كعمليات التطهير العرقي في مدينة عفرين السورية، ليضطر بعدها إلى اللجوء لإبرام صفقة مع روسيا بشأن سوريا.
وأشار المعهد الفرنسي في ورقة بحثية بعنوان “تركيا في مركز الضغوط الدولية”، إلى أن تركيا تواجه أخطر أزمة اقتصادية في تاريخها وانهيار عملتها المحلية، كما تفاقمت الأزمة بالحرب التجارية مع الولايات المتحدة بعد تبادل العقوبات، موضحة أن جميع تلك الأزمات سببها الأول والأخير أردوغان.
الاضطرابات الاقتصادية
وأوضحت الورقة البحثية أن “هذه الأزمة ليست بجديدة ولم تهبط على تركيا من السماء بفعل نظرية المؤامرة التي يزعمها أردوغان، إنما نتيجة لسياساته التي ينتهجها منذ أشهر، وكانت متوقعة وتنبأ بها خبراء الاقتصاد منذ أشهر نتيجة الاضطرابات المالية”.
أضاف المعهد الفرنسي أنه “على الرغم من أن معدل النمو الاقتصادي سجل العام الماضي 7.2 %، إلا أنه خلف هذا الرقم صعوبات هيكلية لا جدال فيها نتيجة لسياسات أردوغان الذي أخفق حتى الآن في إيجاد حلول لها”.
ولفت إلى أن أبرز أسباب الاضطرابات الاقتصادية التي تسبب فيها أردوغان، هي”لجوء النظام التركي إلى إنفاق أموال طائلة في المباني والبنى التحتية دون استثمارات إنتاجية حقيقية، وعجز السلطات التركية عن الانتقال إلى المستوى التالي من التنمية، نتيجة الخوف من فقدان المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية”.
وأوضح المعهد الفرنسي أن “ذلك الأمر أدى إلى ركود في عملية النمو، فضلا عن اتباع الحزب الحاكم في تركيا (العدالة والتنمية) وعلى رأسه أردوغان، سياسة استبدادية شعوبية والسعي لتركيز جميع السلطات في يد الرئيس ما أدى إلى صعوبة استمرار النمو الاقتصادي”.
الأزمة الدبلوماسية
وأوضح المعهد الفرنسي أن الأزمة الثانية التي أغرق أردوغان فيها بلاده هي أزمة دبلوماسية لها عواقب وخيمة مع حليف تاريخي لأنقرة، وهي الولايات المتحدة، معتبرا أن “الاضطراب بين واشنطن وأنقرة خطير، وتفاقم بسبب الزعيمين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب أردوغان، اللذان يتقاسمان سمة الغرور والتعنت”.
وتابع: “سياسات الرئيس التركي فيما يتعلق بحقوق الإنسان أدت إلى خلافات مع الحلفاء الأوروبيين، منها ألمانيا وفرنسا وهولندا، ما جعل إمكانية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي أمرا مستحيلا”.
واستبعد الباحث الفرنسي القائم على الورقة البحثية، ديدييه بيليون، مغادرة تركيا دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) كما يلوح أردوغان، لافتا إلى أن “الناتو بمثابة ضمان أمني لتركيا، كما أوضح أنه في الوقت نفسه على الرغم من التقارب الواضح بين أنقرة وموسكو إلا أن ذلك التحالف لن يدوم طويلا لاختلاف وجهات النظر في القضايا الاقتصادية والسياسية المختلفة وتضارب المصالح”.
وتابع:” لابد من الأخذ في الاعتبار أنه من منظور استراتيجي، موسكو ليست قادرة اليوم على تقديم نفس الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، موضحا أنه “علينا تجنب الاندفاع والقفز إلى استنتاجات، إذا كانت التوترات مرتفعة بين أنقرة وواشنطن، وهذا لا يعني أن روسيا يمكن أن تشغل المكان التقليدي للولايات المتحدة”.
الاضطرابات العسكرية
وأشار المعهد الفرنسي إلى أن الرئيس التركي أقحم جيش بلاده في معارك ضارية في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، لقتال الأكراد زاعما أن تركيا دخلت حرب عفرين للقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية، والتي تصنفها أنقرة على أنها منظمة إرهابية، وسط انعدام صورة واضحة عن حقيقة ما يجري”.