معركة مصرية إسرائيلية على جزيرة منعزلة في البحر الأحمر انتهت في 36 ساعة
تحتفل مصر في الأيام الحالية من شهر يناير، بالكثير من الأعياد المتعلقة بقوات الشرطة المصرية، وبعض المحافظات التي كان لها دور كبير في التصدي للعدوان الإسرائيلي على مصر.
ومن بين هذه المحافظات هي البحر الأحمر، التي تحتفل في 22 يناير من كل عام بعيدها القومي الذي يتزامن مع ذكرى معركة جزيرة شدوان، بين القوات المصرية والإسرائيلية عام 1970، حيث استمرت 36 ساعة، اضطرت خلالها كتيبة مظلات إسرائيلية إلى الانسحاب في مواجهة سرية صاعقة بدعم من الصيادين المصريين.
ووفقا لصحيفة الأهرام المصرية التابعة للحكومة، تعد شدوان جزيرة صخرية منعزلة مساحتها تقريبا 61 كيلومترا، وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وعليها فنار لإرشاد السفن وتبعد عن الغردقة 35 كيلومترا وعن السويس 325 كيلومترا.
وحدثت هناك اشتباكات بين سرية من فرقة الصاعقة المصرية وكتيبة من المظليين الإسرائيليين، ضمن معارك حرب الاستنزاف، حيث هاجم الإسرائيليون الجزيرة جوا وبحرا فجر الخميس الموافق 22 يناير عام 1970.
وكانت هناك مجموعة صغيرة من الصاعقة المصرية البحرية والبرية لحراسة الفنار الذي يقع جنوب الجزيرة، ورغم اعتراض الطائرات الإسرائيلية جوا وقواربها بحرا، إلا أن أبناء المحافظة لم يتخلوا عن قواتهم وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة في مراكب الصيد من شاطئ الغردقة إلى جزيرة شدوان، واستمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية، كما تمكنت وحدات الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين للعدو، من طرازي “ميراج” و”سكاي هوك”.
وظلت القوات الإسرائيلية في التقدم لاقتحام مواقع الحراسة في جنوب الجزيرة، وكانوا يطلبون من القوة المصرية أن تستسلم، ورغم القصف الجوي العنيف، إلا أن القوات المصرية رفضت الاستسلام.
بعدها اضطرت القوات الإسرائيلية، للانسحاب من الأجزاء التي احتلتها من الجزيرة، وفي اليوم التالي للقتال والموافق الجمعة 23 يناير، قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في جزيرة شدوان، في الوقت الذي قامت فيه القوات البحرية المصرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة.
وكانت المعركة بقيادة الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر، حيث كان قائد القوات المصرية في قطاع منطقة البحر الأحمر آنذاك، وكان الشاذلي قد وضع خطة لمقاومة تسلل القوات الإسرائيلية في مناطق البحر الأحمر.