معاني إِشارات اليد ذات الدلالات السياسية والتاريخية
في حال رأيت سيدة ترفع أصابعها الأربعة وتثني الإبهام ثم تثني الأصابع الأربعة فإنها تقول إنها تتعرض للعنف المنزلي، وإذا وجدت متظاهرين يرفعون ثلاثة أصابع ويثنون الخنصر والإبهام فإنهم يعبرون عن اعتراضهم على النظام السياسي. معاني إِشارات اليد كثيرة، وتختلف مدلولاتها من دولة لأخرى، لكن هناك إشارات لها دلالات سياسية وتاريخية ومجتمعية أيضاً.
تعالوا نعرف معاني إشارات اليد ذات الدلالات السياسية والتاريخية
الأصابع الثلاثة شعار الثوار
رفع الأصابع الثلاثة “البنصر، والوسطى، والسبابة” وثني الخنصر والإبهام للاحتجاج على نظام الحكم، ففي تظاهرات ميانمار الأخيرة رفع العاملون الطبيون ثم المحتجون الشباب أصابعهم الثلاثة لمعارضة الانقلاب العسكري، لتصبح بعد ذلك إشارة رئيسية للاحتجاجات الضخمة التي شهدتها المدن الرئيسية بالبلاد، في فبراير/شباط 2021.
كما استخدمت على نطاقٍ واسع في أعقاب استيلاء الجيش على السلطة بتايلاند عام 2014، لتصبح رمزاً لمناهضة الانقلاب هناك.
هذه الإشارة مثَّلت في أفلام Hunger Games لتكون رمزاً للتضامن داخل عالمٍ بائس يُحارب فيه الثوار من أجل الحرية في مواجهة طاغيةٍ شديدة القوة، كما أشار تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.
4 أصابع تثنى فوق الإبهام إشارة على العنف المنزلي
في يناير 2021، نشرت اليوتيوبر السورية هديل العلي، المعروفة بأم سيف، مقطع فيديو أثنار جدلاً كبيراً، قالت إنه الأخير الذي تنشره عبر قناتها على يوتيوب التي يتابعها أكثر من 6 ملايين شخص، ثم رفعت يدها وثنت إصبعها الإبهام، ثم أصابعها الأربعة، وقد فسره كثير من المتابعين أنها رسالة غير مباشرة تخبر عن تعرضها للعنف الأسري.
وبعيداً عن أم سيف، بدأ استخدام هذه الإشارة في جائحة كورونا والحجر المنزلي الأول، في مارس/آذار 2020، بدعوة من مؤسسة المرأة الكندية، التي دعت النساء اللاتي يتعرضن لعنف منزلي إلى تصوير أنفسهم يلوحن بهذه الإشارة دون أن يفهمها الزوج، لكن تفهمها المؤسسة لتساعدهم، وقد لاقت الحركة انتشاراً أوروبياً ثم عربياً.
“نسر ألبانيا” واضطهاد الصرب!
أثارت إشارة باليد أزمة كبيرة في كأس العالم 2018، عندما احتفل اللاعبان السويسريان غرانيت تشاكا، وتشيردان شاكيري بهدفيهما في مرمى صربيا بتشبيك أيديهما، وتحريكهما بطريقة تشبه طيران طائرٍ ما.
كان هناك هدفٌ سياسي وراء هذه الحركة؛ إذ ينحدر تشاكا وشاكيري من أصول ألبانية- كوسوفية، وينتميان إلى عائلتين مهاجرتين عانتا طويلاً من قمع الصرب في يوغوسلافيا السابقة، وجاءت حركة يديهما كنايةً عن الصقر الذي يزيّن علم ألبانيا، والتي ينتمي معظم سكّان كوسوفا إليها. ما دفع رئيس كوسوفو هاشم تاتشاي لتهنئة النجمين ذوي الأصول الكوسوفية، بالانتصار ذي البعد السياسي، ودعمها عدداً من المسؤولين السياسيين، بينهم وزيران سويسريان، وهاجمها أيضاً كثير من الساسة الصرب، وفرضت عليهما غرامات مالية.
كوسوفو التي ترجع أصول 92% من مواطنيها إلى ألبانيا، لم تستقل عن صربيا إلا قبل 10 أعوام، إذ خاضت حرب استقلال دامية ضد يوغوسلافيا بدأت في العام 1990، وانتهت في العام 2000 بحصولها على الحكم الذاتي، قبل أن يقرر مواطنوها الانفصال كلياً عن صربياً في العام 2008، لذلك يستخدم الألبان هذه الإشارة كثيراً نكاية في الصرب.
علامة النصر والحرب العالمية الثانية
جميعنا نعرف علامة النصر ونستخدمها، لكن قد لا يعرف جميعنا قصة استخدام ونستون تشرشل لها، كونها رمزاً لحرف V، اختصاراً لكلمة Victory، أي نصر، وذلك عقب انتصار المملكة المتحدة في الحرب العالمية الثانية.
في الحقيقة، هذا الرمز استخدم أكثر من مرة قبل ترويج رئيس الوزراء البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية (1940: 1945) له. إذ نشرت عنده الصحف الفرنسية قبل أشهر من اندلاع الحرب العالمية الثانية بعناوين “V pour victoire ) “V من أجل الانتصار) لتكون شعارهم حال اندلاع الحرب التي كانت تدق الأبواب، كما أشار وزير العدل البلجيكي السابق، ومدير البث البلجيكي الناطق بالفرنسية في 1940 إلى تفكير البلجيكيين في استخدامها رمزاً خلال الحرب، ثم بدأ مواطنون كثر في رسمها على جدران الشوارع في أنحاء بلجيكا وهولندا وشمال فرنسا، واشتركت هيئة الإذاعة البريطانية BBC في حملات تروج لاستخدام الإصبعين لتشير إلى حرف V كرمز للنصر.
بعد انتشار واضح في أنحاء أوروبا لاستخدام رمز V، وبحلول صيف 1941، أشار رئيس الوزراء ونستون تشرشل في خطاب له إلى إطلاق حملة بعنوان V for Victory، وأشار بإصبعيه إلى علامة النصر هذه، وطالب من المواطنين استخدامها كشعار، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه الحركة تعني الانتصار في بريطانيا، والعالم لاحقاً.
علامة الـ”شاكا”
علامة “شاكا” (Shaka) أو كما تعرف بـ”قرني الشيطان”، وفيها تطوى الأصابع الثلاثة الوسطى، ويبقى الخنصر والسبابة مرفوعين لتحاكي شكل القرون، وترتبط هذه العلامة بدرجة كبيرة بالغواصين وراكبي الأمواج، إذ ترتبط هذه الإشارة إلى جذور شعبية بثقافة هاواي، وقد نمت وانتشرت عبر كاليفورنيا وأمريكا خلال الستينيات، وتعتبر التحية الرسمية فيما بينهم، كما أشار موقع Surfer Today.