معاريف: ترامب أمام تنافسات «سيناتورية» يتقدمها بايدن
ليس دونالد ترامب هو من ينبغي أن يخاف من عملية التنحية، فالحزب الديمقراطي يخلق لنفسه تهديداً انتخابياً، ففي نهاية اليوم من شأن الانتخابات أن تمنعه من الانتصار في 2020. لقد برّأ التقرير النهائي للمحقق مولر عملياً ساحة الرئيس من الشبهات في أنه كان على علم بالتدخل الروسي في الانتخابات للرئاسة، ولكن الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس لم تتأثر بالوثيقة. فقد أعلن أعضاء كبار في الحزب منذ الآن بأنهم يعتزمون إجراء استماعات وتحقيقات ضد ترامب في مجالات مختلفة. فقد كتب في «نيويورك تايمز» أن «مشاكل ترامب لم تنته في أعقاب استنتاجات المحقق مولر». فنواب عامون في الجهاز القضائي لولاية نيويورك وفي الحكم الفيدرالي أيضاً يعتزمون إجراء سلسلة طويلة من التحقيقات ضد الرئيس، وفقاً لصحيفة “معاريف” العبرية
في أعقاب نشر التقرير نالت المبادرة الزخم لتنحية ترامب. فالسناتورة اليزابيت وورن صرحت بأنه يجب البدء بالإجراءات، ولكن رئيسة الكونغرس نانسي بالوسي مصممة في معارضتها لاتخاذ هذه الخطوة، فعلى حد قولها الانشغال بالرئيس سيستهلك من الحزب الديمقراطي الطاقة والوقت اللذين من الأفضل أن يستثمرا في تحقيق مبادرات لتحسين حياة المواطن الأمريكي. وقالت إنه «هو، ترامب، لا يستحق هذا، إجراء التنحية».
عملياً، الحزب الديمقراطي أيضاً، الذي يسيطر في مجلس النواب، آخذ في التورط، وينجر إلى زوايا مظلمة من الصعب جداً منها تحقيق التطلع لإلحاق الهزيمة بترامب في الانتخابات القادمة. ضمن أمور أخرى مظاهر من اللاسامية والعداء ضد دولة إسرائيل.
يسوق سناتوريون وسناتورات، أعلنوا منذ الآن عن تنافسهم على رئاسة الحزب، تصريحات ضد الشركات الكبرى، وضد الاتحادات المهنية القديمة وضد أصحاب المليارات الذين يدعون بأنهم سيطروا على الاقتصاد الأمريكي وخلقوا فوارق لا تطاق في المجتمع. بين الأسماء: وورن، وكاميلا هلس، وكيستان جلبرنت. وهؤلاء معتدلات مقارنة بالأسلوب الوحشي لبيرني ساندرس الذي خسر لهيلاري كلينتون في 2016 ويتنافس مرة أخرى على ترشيح الديمقراطيين في المعركة على البيت الأبيض.
السيناتور ابن الـ 77 الذي يعرف في وسائل الإعلام كاشتراكي، يروج عملياً لثورة اجتماعية شاملة وجذرية في الولايات المتحدة، ولكن الخبراء يردون تصريحاته ويدعون بأن برامجه غير قابلة للتنفيذ. فالحديث يدور عن ميزانيات عالية جداً لا يمكن لأمريكا أن تصمد فيها.
ولكن المركز التقليدي في الحزب الديمقراطي لا يزال قوياً وحصيناً أكثر مما يخيل. جو بايدن، نائب الرئيس السابق، الذي من المتوقع أن يعلن عن تنافسه يحظى في استطلاعات الداخلية بنسبة تأييد وعطف عالية أكثر من كل من سبق أن أعلن بشكل رسمي عن تنافسه. فهو ديمقراطي معتدل، ذو تجربة ثرية في الخدمة العامة، وعلى ما يبدو السياسي الوحيد الذي يمكنه أن يؤدي إلى تحول في السنة التالية وينحي ترامب عن مكان مستقرة في البيت الأبيض.