معارك ضارية في محيط مطار طرابلس الدولي وفشل الوساطة الافريقية
حمي وطيس المعارك في محيط طرابلس بين القوات المؤيدة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وقوات القائد العسكري للمنطقة الشرقية خليفة حفتر. وقال سكان يقطنون في منطقة قريبة من ساحة المعارك، على مشارف مطار طرابلس الدولي، إن قوات «الوفاق» شنت هجوما كبيرا لاستعادة المطار المُقفل منذ العام 2014. وأوضحت المصادر أن المعارك كانت عنيفة جدا إذ استخدمت فيها الصواريخ والمدافع والراجمات، ما جعلها أعنف معركة في محيط المطار منذ أطلق اللواء المتقاعد حفتر عملية «بركان الغضب» في الرابع من أبريل/ نيسان الماضي لاحتلال طرابلس. وأكدت المصادر أن المعارك التي استمرت أكثر من ست ساعات أسفرت عن مقتل 14 جنديا من قوات حفتر و16 من قوات الوفاق. واعتمدت قوات الوفاق على عنصر المباغتة لاستعادة طريق المطار الاستراتيجي من أيدي القوات المقابلة، في هجوم يُعتبر السادس والثلاثين من نوعه منذ اندلاع «حرب طرابلس». وتساهم هذه المعارك الضارية في دفع السكان المدنيين إلى ترك بيوتهم والنزوح من أحيائهم نحو وسط مدينة طرابلس، أو إلى مناطق بعيدة، خاصة إذا كان لديهم فيها أقرباء. ويُقدر عدد الليبيين الذين نزحوا إلى تونس هربا من المعارك بأكثر من مئة ألف نازح.
وبسبب تصاعد القتال العنيف بين الفرقاء، أعلن الاتحاد الافريقي عن سحب اقتراحه القاضي بعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية، في أديس أبابا في يوليو/ تموز المقبل. وعزا رئيس مفوضية الاتحاد موسى محمد فكي هذا القرار إلى «استمرار القتال في طرابلس»، مؤكدا الموقف المُعلن للاتحاد، الذي ربط البدء في الإعداد للمؤتمر بوقف إطلاق النار. وحض فكي في تصريحات صحافية أمس على «وقف الأعمال القتالية والعودة إلى مائدة المفاوضات لإيجاد حل وسط وإجراء انتخابات عامة». وانتقد فكي «خمس أو ست دول تضخ السلاح إلى ليبيا لتغذية الصراع» من دون أن يسمي الدول. في سياق متصل أخفقت ثلاث دول من بلدان الجوار الليبي في إيجاد مخرج سلمي من الأزمة الراهنة. وقررت البلدان الثلاثة وهي تونس والجزائر ومصر، القيام بمساع مشتركة لدى الأطراف الليبية ولدى الأمين العام للأمم المتحدة.