بادرت مصر بتدشين مبادرة دولية لإعادة إعمار غزة بعد العدوان الإسرائيلي المستمر حتى الأن، وتبرع الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمبلغ 500 مليون دولار لإعادة الإعمار من خلال شركات مصرية.
جاء تدشين المبادرة أثناء زيارة السيسي لفرنسا، الثلاثاء الماضي، وشارك فيها الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وعبدالله الثاني ملك الأردن.
لكن سريعا بدأت إسرائيل محاولاتها لإجهاض المبادرة، وخرج وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين،ليؤكد وضع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، ورئيس مكتبها السياسي في غزة يحيى السنوار على “قائمة الأهداف” الإسرائيلية.
كما هدد أيضا ليهدد بقطع الكهرباء تماما عن غزة.
وقال في مقابلة مع موقع “واي نت” الإسرائيلي: “أذهب إلى سديروت بلا خوف، ويذهب رئيس الوزراء ووزير الدفاع إلى كل مكان، ويقف قادتنا في المقدمة، بينما يختبئ قادة حماس ويحتمون بالمدنيين”.
وواصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ الاثنين 11 مايو الماضي، وأسفر حتى الأن عن استشهاد 219 فلسطينيا، من بينهم 63 طفلا، وإصابة 1530 على الأقل بجروح.
وشهدت باريس إطلاق المباردة الإنسانية في القمة الثلاثية التي جمعت السيسي بماكرون وشارك فيها الملك عبدالله عبر الفيديو كونفرانس.
مصر تسعى لحل شامل للقضية الفلسطينية
وتأتي المبادرة كمقدمة لحل شامل للقضية برعاية مصرية فرنسية ومشاركة أردنية، لضمان عدم تكرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مجددا، وتبدأ بخطوة واضحة لوقف إطلاق النار ثم هدنة، والعمل على مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين.
ويجب أن تتواصل المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ووقف عمليات التهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم في القدس وحي الشيخ جراح.
وبدأت مصر في إدخال مساعدات طبية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وبدأت في استقبال الجرحى لعلاجهم في مستشفيات سيناء ومدن القناة، فضلا عن إرسال فرق طبية إضافية للتعامل مع اية حالات إضافية.
وأكد السيسي على أنه “لا سبيل من إنهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالأراضي الفلسطينية إلا بإيجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية:”
وشدد الرئيس المصري على ضرورة أن يعيش ويتمتع الشعب الفلسطيني بكامل “حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم في دولته المستقلة”.
كما شدد السيسي على خطورة تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموغرافي لمدينة القدس وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الفوري.
كما قدمت مصر مقترحا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بدءا من الساعة السادسة من صباح الخميس، في مسعى لوقف التصعيد الذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا.
فرنسا تقود تحركات في أوروبا
قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الأربعاء، إن بلاده تجهز قرارا في مجلس الأمن الدولي مع “الشركاء العرب” يدعو لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال لودريان، في حديثه إلى لجنة برلمانية، إن هناك فرصا لتنجح المبادرة “لكن الأمر لم يتم بعد، والمفاوضات مستمرة مع الأمريكيين.
في المقابل، قالت مصادر دبلوماسية أمريكية، إن واشنطن “لا تدعم مشروع القرار الفرنسي” في الأمم المتحدة حول التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني.
وقالت الرئاسة الفرنسية، يوم الثلاثاء، إن باريس تدعو مجلس الأمن إلى إصدار قرار بشأن الصراع بالشرق الأوسط، وذلك بعد فشل التوصل إلى ذلك في آخر اجتماع دولي.
وأعلنت الولايات المتحدة دعمها إسرائيل وعارضت أي تحرك في مجلس الأمن ضدها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء إن هدف الولايات المتحدة هو “إنهاء العنف” بين إسرائيل والفلسطينيين في “أسرع وقت ممكن”.
لكنه شدد على دعم واشنطن لإسرائيل التي تشن غارات متواصلة على قطاع غزة منذ ما يزيد عن أسبوع.
وأضاف بلينكن أن إسرائيل “من حقها على غرار أي دولة أخرى أن تدافع عن نفسها إزاء الاعتداء”، قائلا إنه عليها أيضا أن تبذل الجهد من أجل حماية المدنيين الأبرياء.
إسرائيل تفرض الظلام على غزة
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يوم الثلاثاء، إن العملية العسكرية في قطاع غزة ستستغرق “بضعة أيام أخرى”، مؤكدا أن حركة حماس “تلقت ضربات لم تكن تتوقعها وعادت سنوات عديدة إلى الوراء”.
كما هدد وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، الثلاثاء، بقطع الكهرباء عن قطاع غزة.
كما كشف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن الضربات الإسرائيلية “لن تتوقف حتى تحقق أهدافها”، مشيرا إلى أن القتال سيستمر حتى “يتحقق الهدوء التام وطويل الأمد”.
بينما قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، خلال لقائه مع رؤساء البلديات في غلاف غزة، إن القتال سيستمر على الأقل لـ48 ساعة قادمة.