أدانت مصر، السبت، أعمال العنف والتحريض التي قامت بها مجموعات يهودية متطرفة مستهدفة الأشقاء الفلسطينيين من سكان البلدة القديمة في القدس الشرقية، مما أسفر عن إصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين..
وأعربت الخارجية المصرية في بيان رسمي، “عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة الاعتداءات والأعمال الاستفزازية تجاه المقدسيين منذ بداية شهر رمضان المُعظم”.
وأكدت ضرورة تحمل “السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين”.
وطالبت مصر بالكف عن كل ما من شأنه “المساس بحق المصلين في الوصول بحرية إلى المسجد الأقصى المبارك”، وكذلك وقف أية انتهاكات تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم”.
يأتي ذلك عقب حوادث توتر بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في شرق القدس منذ بداية شهر رمضان، تصاعدت أمس الجمعة عقب مسيرة للمستوطنين ما أدى إلى إصابة نحو 100 فلسطيني بجروح.
واندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين والمتطرفين اليهود في القدس بسبب رفض المتطرفين اليهود إقامة سهرات فلسطينية في بابا العامود بالقدس.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، صباح السبت، أنه سجّل 20 إصابة بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز خلال المواجهات في محيط البلدة القديمة في القدس.
تصعيد إسرائيل وحماس تتوعد
يأتي هذا في زقت سن فيه طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، ردا على صواريخ أطلقها مسلحون فلسطينيون من القطاع.
وأعلنت كتائب أبو علي مصطفى، الذراع المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب المقاومة الوطنية، التابعة للجبهة الديمقراطية، المسؤولية عن إطلاق الصواريخ.
وبلغت الصواريخ أكثر من 30 صاروخا صغيرة باتجاه بلدات ومدن جنوبي إسرائيل حتى مساء الجمعة، لكنها لم تسفر عن إصابات أو خسائر، وغالبيتها كانت غير دقيقة التوجيه.
ولم تشارك حركة حماس حتى الآن في العمليات، وأعلنت في بيان أمس الجمعة، عن دعمها لسكان القدس وحذرت إسرائيل من انها سترد عليها.
بداية ازمة القدس
تأزم الموقف في القدس يوم الخميس عندما اعترض مئات المتطرفين اليهود مظاهرة للفلسطينيين في باب العامود، ورددوا “الموت للعرب” و”الانتقام”.
ووقعت اشتباكات بين الطرفين، وتدخلت الشرطة الإسرائيلية للفصل بينهما وألقت القنابل الصوتية على المتظاهرين، الذين رشق بعضهم أفراد الشرطة بالقارورات.
واعتقلت أجهزة الأمن عددا من المتظاهرين الفلسطينيين.
وقالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي، وإن قوات الخيالة التابعة للشرطة ضربت الشبان الفلسطينيين.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة القدس أن عدد المصابين خلال المواجهات التي اندلعت مساء الخميس وصل إلى 105 نقل منهم 22 إلى المستشفى.
سهرات رمضان في باب العامود
واتهم الفلسطينيون الشرطة الإسرائيلية بمحاولة منعهم من إقامة سهرات رمضان المعتادة في باب العامود، التي تعد من بين أهم المواقع التاريخية في مدينة القدس العتيقة.
وثار غضب اليهود بعد انتشار صور فيديو على تطبيق، تك توك، تظهر فلسطينيين يهاجمون مجموعة من اليهود المتشددين في القدس.
وعبرت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها واستنكارها الشديدين “لما تقوم به الجماعات اليمينية بالتحريض على قتل العرب، وبحماية الجيش والشرطة الإسرائيلية”.
وأكدت في بيان أصدرته مساء الخميس أن “القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وناشدت المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيين في القدس من المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن التدهور الخطير”.
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني في بيان أيضا، المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان العالمية، بإدانة تلك الهجمات، والعمل على توفير الحماية الدولية للمواطنين المقدسيين.