مصر استطاعت تنفيذ مشروعا كهربائيا لتأمين حاجتها الحالية
أكد الكاتب الصحفى اللبنانى أنطوان فرح أن مصر استطاعت أن تنفذ مشروعا كهربائيا لتأمين حاجتها الحالية، وينطوى على خطة مستقبلية تضمن توفير الطاقة الكهربائية للسنوات المقبلة، بأسعار زهيدة، فى مقابل المشروع القائم للدولة اللبنانية بإنشاء محطات توليد لا يكفى إنتاجها حاجة لبنان الفعلية الحالية من الكهرباء وبأسعار أعلى.
وقال الكاتب اللبنانى – فى مقال له بصحيفة (الجمهورية) بعددها الصادر اليوم تحت عنوان “التجربة المصرية فضحتنا” إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لثلاث محطات عملاقة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز وتنتج 14400 ميجاوات سنويا، جاء ليكشف عن أن تكلفة إنتاج الكهرباء فى مصر أقل من تكلفة إنتاجه فى لبنان.
وأضاف أن التكلفة الإجمالية للمشروع المصرى بدت زهيدة قياسا بالتكلفة التقديرية لإنشاء محطات توليد الكهرباء فى لبنان، علاوة على أن المحطات المصرية العملاقة سترفع قدرة مصر على إنتاج الطاقة الكهربائية بما يوفر لها فائضا فى الطاقة نسبته حوالى 25 % ويضمن توفير الحاجة لعشر سنوات إلى الأمام، فضلا عن أن فترة بناء وبدء العمل فى المحطات جاءت فى أقل من 3 سنوات.
وأوضح أن المحطات المصرية، وفق حسابات إنشائها وبتقسيم التكلفة الإجمالية على قوة الإنتاج، يتبين معها أن تكلفة إنتاج 800 ميجاوات هى حوالى 375 مليون دولار، فى مقابل حوالى 725 مليون دولار فى لبنان لنفس الحجم من الإنتاج.. مشيرا إلى أن هذا الرقم يستند إلى تكلفة معمل الإنتاج ( دير عمار 2 ) الذى لم ير النور، والذى كان يفترض أن ينتج 538 ميجاوات وتبلغ كلفته حوالى 480 مليون دولار.
ولفت إلى أن مصر استطاعت أيضا أن توفر نحو مليار دولار سنويا نظرا لكون المحطات الثلاث تعمل على الغاز الطبيعي، وأن الاكتشافات التى أعلن عنها مؤخرا فى الغاز لدى مصر ستسمح بوفر إضافى فى عمل المحطات، فى الوقت الذى تعمل فيه معامل إنتاج الكهرباء اللبنانية بالوقود السائل الذى يزيد من التكاليف ويتسبب فى تلوث إضافى مضمون.
واعتبر الكاتب اللبنانى أن الخبر المصرى (بإنشاء المحطات الثلاثة العملاقة) بدا بمثابة “صفعة إضافية للسلطة اللبنانية التى تنتظر منذ العام 1992 إصلاح قطاع الكهرباء ولا تزال الأمور عالقة وتراوح مكانها”.. على حد قوله، لافتا إلى أن المواطنيين اللبنانيين دفعوا 36 مليار دولار فى 26 سنة من دون أن يحصلوا على حقهم فى كهرباء لمدة 24 ساعة يوميا دون انقطاع، وذلك وفقا لتقرير رسمى قدمه رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء قبل انتهاء ولاية الحكومة وتحولها إلى تصريف الأعمال.
واختتم الكاتب مقاله مؤكدا أن هناك شعورا عاما بالإحباط فى لبنان بعد التجربة المصرية فى بناء محطات الكهرباء، فى ضوء هذه الفروقات الكبيرة بين البلدين فى هذا الملف.