مسيرات حاشدة في غزة ومواجهات شعبية في الضفة الغربية رافضة لورشة البحرين
تواصلت الفعاليات الغاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة لليوم الثالث على التوالي ضد “ورشة البحرين”الاقتصادية، واندلعت العديد من المواجهات الشعبية عند نقاط التمس اوالاحتكاك، فيما نظمت مسيرة جماهيرية حاشدة في مدينة غزة،
وتوشحت مدينة غزة من جديد بالسواد، رفضا لمخرجات “ورشة البحرين” الاقتصادية، التي جرى خلالها الكشف عن مخططات الإدارة الأمريكية لعملية السلام، خاصة في الشق الاقتصادي، والتي تلبي المطالب الإسرائيلية على حساب الثوابت الفلسطينية.
وأرسلت غزة رسائل إدانة جديدة للمؤتمر، الذي غاب عنه التمثيل الرسمي والشعبي، في إطار الرفض الفلسطيني الموحد للمخطط الأمريكي الرامي لتصفية القضية الفلسطينية.
وانطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة من مدينة غزة، رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، وعلت فيها الهتافات المنددة بـ “ورشة البحرين”، التي تشارك فيها أطراف عربية.
وفي رسالة موجهة للمجتمع الدولي، انطلقت المسيرة الجماهيرية الحاشدة، بمشاركة الفصائل وممثلي عن قوى المجتمع المدني والفعاليات الشعبية، من مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إلى مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة.
وعمل القائمون على المسيرة على إيصال رسائل مباشرة للمجتمع الدولي، تؤكد رفض مخططات الإدارة الأمريكية الرامية لشطب ملف اللاجئين من على طاولة التفاوض، وكذلك التمسك بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
ورفع المشاركون في المسيرة الحاشدة لافتات تندد بـ “ورشة البحرين” و “صفقة القرن” كونهما تهدفان إلى تصفية القضية الفلسطينية، وكتب على أحد اللافتات “لا لصفقة القرن.. يسقط مؤتمر البحرين” و”معا لإسقاط صفقة ترامب” و”فلسطين لا تباع ولا تشترى”.
وتخلل المسيرة إحراق دميتين واحدة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وأخرى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كذلك انطلقت مسيرة شعبية حاشدة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، في ذات التوقيت، في إطار الغضب الشعبي ورفض مخرجات “ورشة البحرين”.
وكانت الفصائل الفلسطينية وقوى المجتمع المدني نظمت مساء الثلاثاء، وفي نفس توقيت انطلاق “ورشة البحرين” مؤتمرا وطنيا في مدينة غزة، رفضا لذلك المؤتمر، وتخلل المؤتمر كلمات عدة لقادة الفصائل الفلسطينية، حرى خلالها التأكيد على خطورة “ورشة البحرين” التي تعمل على تحويل القضية الفلسطينية من سياسية إلى اقتصادية وانسانية، وأكدوا خلاله أن “فلسطين ليست للبيع”.
وفي الضفة الغربية اندلعت الكثير من المواجهات عند نقاط التماس والاحتكاك، في إطار تلبية المواطنين لدعوات “الغضب الشعبي” التي دعت إليها قيادة الفصائل الفلسطينية، رفضا لـ “ورشة البحرين”
وأكد حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن الادعاء بأن الفلسطينيين أضاعوا فرصا عديدة يعد “كلام باطل وغير صحيح”.
وقال في تصريح صحافي في رده على تصريحات مسئولين أمريكيين، بسبب رفض الفلسطينيين حضور الورشة ” “كل ما عرض على الفلسطينيين هو محاولات لتكريس الاحتلال ومنحهم حقوق مدنية ودينية فقط ودون الحقوق السياسية في حقهم بدولتهم فوق تراب وطنهم”.
وأك أن ما تتعرض له القضية الفلسطينية الأن يكاد يكون “مجزرة سياسية بحق الحقوق المشروعة لنا”.
وأضاف “لذا نرفض ونقاوم كل مشاريع التصفية وحتما سننتصر، لأن ممارسة العربدة والاستعلاء والاستكبار على الشرعية الدولية حتما لن تدوم، وحقوق الشعوب لا تضيع بالتقادم”.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منسق القوى والفصائل الوطنية واصل أبو يوسف معقبا على الورشة “إن الغياب الفلسطيني عن ورشة المنامة جعلها تولد ميتة، لافتا إلى أن محاولات تغيير اسم “صفقة القرن” إلى “فرصة القرن” من قبل كوشنير “لن تنجح في تحقيق السلام عبر الاقتصاد”، مؤكدا أنه “لن يكون هناك اقتصاد مستدام في ظل الاحتلال”.
وشدد على أن الموقف الفلسطيني ثابت وموحد في رؤيته للحل الذي يجب أن يستند لإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين.
واعتبر أبو يوسف أن ما يحدث هو “حرب معلنة ضد شعبنا بدءاً من إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها، ومحاولات إنهاء وكالة الأونروا لشطب قضية اللاجئين واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن واعطاء الضوء الأخضر للاحتلال للاستمرار في عدوانه”.
وأكد أبو يوسف أن الفعاليات الشعبية الرافضة لـ “ورشة المنامة” تثبت أن الفلسطينيين موحدين في “مواجهة المشاريع والمؤامرات التصفوية لقضيتنا الوطنية”.
من جهته قال الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وهو يرد على “ورشة البحرين” “بوعي الشعب الفلسطيني ووحدته وإرادته الصلبة، وموقف الفصائل الوطنية الموحد، وبدعم أمتنا العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر، ستخسر صفقة بيع القضية الفلسطينية”.
وأضاف “لا مستقبل لمؤتمر البحرين، وسيرحل الاحتلال الصهيوني حتما، وسيعود شعبنا لوطنه وسنقيم دولتنا الفلسطينية”.
من جهته قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، إن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير “صفقة القرن” الأمريكية، ووصفها بأنها “مشبوهة ومسمومة” و “رشوة للمنطقة بأموال العرب لتباع جوهرتهم فلسطين والقدس”.
وأكد أن الثوابت الفلسطينية “خطوط حمراء” يتمسك بها الشعب الفلسطيني، وأضاف “لن يقبل المساومة عليها، ولا رؤية بدونها، وهي الأرض والقدس وحق العودة والسيادة والاستقلال الحقيقي”.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي يوسف الحساينة، إن ما عرضه جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي، في مؤتمر المنامة، يعكس مدى “الاستخفاف الأمريكي” بالحقوق الوطنية الثابتة، وعمق الامتهان للكرامة العربية.