مسلمو الهند يصلُّون تحت حراسة مسلحة بعد أسبوع من حرق الهندوس للمساجد
أدى مسلمون في دلهي صلاة الجمعة تحت حراسة شرطة مكافحة الشغب، بعد أسبوعٍ قُتل فيه 42 شخصاً وجُرح المئات خلال أسوأ أعمال عنف طائفية شهدتها المدينة منذ عقود، إذ أقامت عشرات المساجد في شمال شرق العاصمة الهندية صلاة الجمعة للمرة الأولى، بعد تخريب مجموعة من الغوغاء المسلحين بالسيوف والبنادق والأحماض أجزاءً من المنطقة يوم الإثنين، 24 فبراير 2020.
لكن العشرات من المتطوعين وقفوا خارج المسجد الرئيسي في حي مصطفى آباد، الذي وقعت فيه بعض من أسوأ أعمال العنف خلال الأسبوع الماضي، وحثوا المصلين على مغادرة المكان بعد الصلاة مباشرة. وقال الإمام الذي يؤم المصلين بعد أن دعاهم إلى التزام الهدوء: “هذه أوقات ابتلاء، وعلينا أن نتحلى بالصبر”.
من جهتها، سيَّرت الشرطة شبه النظامية دوريات في الشوارع، التي لا تزال مليئة بشظايا الزجاج والحجارة وغيرها من الحطام، إذ قالت الشرطة إنها احتجزت أكثر من 600 شخص بسبب هذه الاضطرابات، ونشرت قواتها بشكل مكثف في شمال شرقي دلهي.
في وقتٍ لا يزال سكان المناطق المتضررة يبحثون فيه عن أقاربهم المفقودين. فبعد خمسة أيام من بدء أعمال الشغب، كانت المستشفيات لا تزال تحاول تحديد هوية القتلى مع استمرار ارتفاع أعداد الضحايا،
لكن المسلمين رغم ذلك يرون أن هذا لن يكون عائقاً أمام ممارسة أي طقوس دينية وأدوا صلاة الجمعة. فيما قال محمد سليمان، الذي كان من بين حوالي 180 رجلاً صلوا على سطح أحد المساجد التي أُضرمت بها النيران أثناء الاضطرابات لصحيفة The Guardian البريطانية: “إذا أحرقوا مساجدنا فسنعيد بناءها مجدداً، ونؤدي صلواتنا، هذا أحد حقوقنا الدينية، ولا يمكن لأحد أن يمنعنا من ممارسة شعائر ديننا”.
لكن الهندوس مازالوا ينشرون الذعر لدى المسلمين
لكن رغم ذلك فقد شعر العديد من سكان الحي بالذعر، بعد أن منعت الشرطة المصلين المسلمين من دخول ما تبقى من أحد المساجد العديدة التي أحرقها مثيرو الشغب الهندوس يوم الإثنين. وفي الجوار، أغلقت مجموعة من السكان في منطقة شيف فيهار، التي يهيمن عليها الهندوس، الطريقَ المؤدي إلى أحد المساجد المحلية بإطارات محترقة لدراجات نارية، قالوا إن المسلمين أضرموا بها النيران. وصاحوا في وجوه حشدٍ من المسلمين كانوا يحاولون المرور: “لن يسمح لأحد بالدخول حتى يُلقَى القبض على مثيري الشغب”.
بينما تحث الشرطة المسلمين على المغادرة لتجنب أي مشكلة جديدة: “لا نريد العنف. نريد أن نعيش في سلام، وأن نعمل من أجل أطفالنا، وأن نحيا حياة طبيعية. دعونا بالسلام للجميع اليوم”.
التوترات بين الهندوس والمسلمين
اندلعت الاشتباكات التي تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للهند، والتي استغرقت يومين، بين آلاف يتظاهرون تأييداً (الهندوس)، أو احتجاجاً (المسلمين) على قانون الجنسية الجديد الذي أقرّته حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الهندوسية القومية، إذ تعتبر العاصمة الهندية مركزاً للاحتجاجات المناهضة للقانون الذي يسهّل حصول غير المسلمين من بعض الدول المجاورة التي يغلب المسلمون على سكانها على الجنسية الهندية.
القانون المذكور بمنح الجنسية الهندية يسمح بها للمهاجرين غير النظاميين الحاملين لجنسيات بنغلاديش وباكستان وأفغانستان، بشرط ألا يكونوا مسلمين، وأن يكونوا يواجهون اضطهاداً في بلدانهم.
وقد أدى تعديل قانون الجنسية إلى إثارة احتجاجات جماعية في أنحاء متفرقة من البلاد؛ بسبب استبعاده المسلمين البالغ عددهم بالبلاد نحو 200 مليون نسمة، فيما حاول مودي تهدئة هذه المخاوف، لكن في الأسابيع الأخيرة وصف ساسة من حزب رئيس الوزراء اليميني المتظاهرين بأنهم “معادون للوطن” و”خونة”.