مسلحون في جيب جنوبي دمشق يوافقون على الانسحاب
الت وسائل إعلام رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين في آخر منطقة خارج سيطرة الحكومة السورية قرب دمشق وافقوا يوم الجمعة على الانسحاب، لكن الجيش واصل قصف المنطقة بانتظار إبرام اتفاق كامل للاستسلام.
ويشير هذا التطور إلى تقدم جديد في حملة الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة ما تبقى من جيوب في يد المعارضة وتعزيز موقفه حول العاصمة بعد استعادة الغوطة الشرقية هذا الشهر.
وفي وقت سابق عرض التلفزيون الرسمي لقطات أظهرت سحبا كثيفة من الدخان تتصاعد من صف من المباني فيما سقطت قذيفة مدفعية مما أدى إلى انهيار أحد المباني وسط زخات أسلحة آلية ودوي أصوات انفجارات بعيدة.
وأصبح الأسد في أقوى وضع له منذ بداية الحرب السورية التي دخلت عامها الثامن رغم الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يوم 14 من أبريل نيسان وكانت أول تحرك منسق بين الدول الثلاث في هذه الحرب.
وكان الهدف من الضربات معاقبة الأسد على هجوم بالغاز قالت الدول الثلاث إنه قتل عشرات الأشخاص خلال تقدم للقوات السورية لاستعادة مدينة دوما التي كانت آخر معقل لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية.
لكن الضربات الجوية التي نفذت لمرة واحدة على ثلاثة أهداف بعيدا عن أي جبهة في القتال لم يكن لها تأثير يذكر على مجريات الحرب التي أزهقت أرواح 500 ألف شخص وشردت أكثر من نصف السوريين.
ولا يزال المفتشون الدوليون التابعون لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية الذين وصلوا دمشق قبل نحو أسبوع ينتظرون زيارة موقع الهجوم الكيماوي المشتبه به.
وقال شاهد من رويترز إنه رأى مركبة عليها لوحة معدنية من النوع الذي تستخدمه منظمات دولية قرب موقع الهجوم الكيماوي المزعوم في دوما يوم الجمعة ترافقها الشرطة العسكرية الروسية، وذلك بعد ثلاثة أيام من اضطرار فريق أمني من الأمم المتحدة، كان يقوم باستطلاع تمهيدا لزيارة المفتشين الدوليين، للعودة بسبب إطلاق نار.
وتنفي سوريا وحليفتها روسيا استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم على دوما. وتقول دول غربية إن الحكومة السورية التي تسيطر حاليا على دوما تمنع المفتشين من الوصول لموقع الهجوم وربما تطمس الأدلة هناك وهو ما تنفيه دمشق وموسكو.
وعبرت جماعة أطباء من أجل حقوق الإنسان، وهي جماعة حقوقية مقرها الولايات المتحدة، عن ”قلقها العميق“ من تقارير عن تعرض العاملين في مستشفى دوما ”لترهيب شديد“ بعد استعادة الحكومة السيطرة على المنطقة لمنعهم من الحديث عن الواقعة.
*نزوح
استسلام المعارضة في الجيب الواقع جنوبي دمشق، والذي يضم مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومنطقة الحجر الأسود ومناطق مجاورة، سيعيد كامل المنطقة المحيطة بالعاصمة إلى سيطرة الحكومة السورية.
وأفادت وسائل إعلام رسمية أنه بموجب الاتفاق سيغادر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية، الذين يسيطرون على جزء من الجيب، إلى منطقة يسيطر عليها التنظيم في شرق سوريا، بينما سيتوجه مقاتلون من فصائل أخرى إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة في الشمال.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف المتقطع استمر. وقال التلفزيون الرسمي إن حملة الجيش مستمرة لأن مقاتلي المعارضة لم يوافقوا على كل تفاصيل اتفاق الاستسلام. وقال المرصد إن السبب هو أن بعض مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لا يزالون رافضين للاتفاق.
وكان اليرموك أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا قبل الحرب. ورغم فرار معظم سكان المخيم لا يزال هناك 12 ألفا يعيشون هناك وفي المناطق المحيطة تحت سيطرة جماعات متشددة أو مسلحة حسبما تشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة التي تساعد سكان المخيم.
وقال كريستوفر جانيس المتحدث باسم الوكالة المسؤولة عن مخيمات الفلسطينيين ”ترد تقارير عن نزوح أعداد كبيرة من مخيم اليرموك إلى منطقة يلدا المجاورة له. كما ترد تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين“.
ونقل التلفزيون السوري عن شرطة دمشق في وقت سابق يوم الجمعة قولها إن قصف المتشددين لحي قريب تسبب في إصابة خمسة أشخاص.
وبدأ مقاتلو المعارضة يوم الخميس الانسحاب من الضمير وهو جيب شمال شرقي دمشق بموجب اتفاق مع الحكومة. وقال مسلحون في جيب القلمون الشرقي القريب إنهم وافقوا أيضا على الانسحاب.
ومن المتوقع أن يغادر آلاف المدنيين بما في ذلك أسر المقاتلين مع مقاتلي المعارضة إلى شمال سوريا قبل أن تعود المنطقتان إلى سيطرة القوات الحكومية بموجب اتفاقات على غرار ما حدث في مناطق أخرى بالبلاد مع تقدم قوات الجيش.
وأبدت الأمم المتحدة قلقها من أن ”عمليات الإجلاء“ هذه تتضمن نزوح مدنيين معرضين لخطر الانتقام أو التجنيد القسري. وتنفي الحكومة ذلك.
وقالت المنظمة ”تتوقع الأمم المتحدة مزيدا من النزوح في المستقبل القريب إلى شمال سوريا من مناطق أخرى تسيطر عليها جماعات مسلحة لا تتبع الحكومة وحيث ترددت أنباء عن إجراء مفاوضات فيها“.
وتعد الظروف المعيشية سيئة في الجيب الخاضع للمعارضة في شمال سوريا الذي سيذهب إليه النازحون.