مسؤول العمليات في لواء القدس باع صواريخ لـ«داعش» وهرّب أموالاً ضخمة إلى الإمارات
بدأت القصة كلها باعتقال قوات الأمن السورية لمسؤول العمليات في لواء القدس سامر رافع، وذلك على خلفية اشتباك مُسلح مع عناصر أخرى تقاتل مع النظام.
الاعتقال تم منذ شهرين، ولكن التحقيقات كشفت لاحقاً ضلوعه في بيع صواريخ لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في دير الزور، وتهريب أموال ضخمة إلى الإمارات.
مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها هذا الشاب، فقد اعتُقل قبل أعوام بتهمة السطو المسلح وسرقة منازل في مدينة حلب، وظهر على وسائل الإعلام السورية يومها يُدلي باعترافه بالتهم الموجهة له إلا أنه أفرج عنه بعد سنة.
شبكة معقدة من الميليشيات وضباط النظام مرتبطة بأعمال سرقة وبيع أسلحة
وحسب معلومات حصل عليها «عربي بوست» فإن رافع «متهم ببيع أسلحة لتنظيم داعش» عندما كان يقاتل في دير الزور.
وقد كُشف عن عملية البيع هذه بعد فقدان إحدى الشاحنات المحمّلة بـ»الصواريخ الموجهة»، التي استخدمها عناصر التنظيم فيما بعد، ليرتبط اسم رافع بعملية البيع عبر «وسطاء محليين وبمعرفة ضابط لدى النظام، الذي طلب منه إخراج الدفعة من الصواريخ على أنها مستهلكة».
وأضافت المصادر أن التحقيقات كشفت عن شبكة معقدة تضم عناصر من الميليشيات وضباط النظام، كانت قد جمعت أموالاً طائلة نتيجة القيام بصفقات كبيرة من بيع السلاح وأثاث المنازل والمحركات الكهربائية الضخمة، إضافة إلى تهريب الأموال إلى الإمارات «بعلم من أجهزة الاستخبارات الإماراتية»، بحسب كلام المصدر.
الذي لفت إلى أن من بين التهم الموجهة للمسؤول في لواء القدس، استخدام السلاح وتهديد السكان بالقتل، وسرقة مستودعات التجار ومحال الذهب، خاصة أن اللواء يشرف على حراسة عدة مناطق من بينها المدينة الصناعية في «الشيخ نجار».
وقالت المصادر: «قضية كبيرة سيتم فك رموزها تباعاً وليست على مستوى المخيم (النيرب) بل على مستوى البلد كله».
كيف وسَّع نطاق عمله؟
سامر رافع الذي ظهر على وسائل إعلام النظام يُدلي باعترافه بتعفيش (أي سرقة) المنازل والمحال التجارية، تعرّض للاعتقال عدة مرات، ولكن بعد الإفراج الأول عنه شغل منصباً عسكرياً في لواء القدس، وانطلق منه إلى توسيع نطاق أعماله.
وأوضح مقرب منه أن رافع خرج من السجن بعد تعهده للمخابرات السورية بالعمل على دعم اللواء وتوسيع أعداد المقاتلين فيه، مضيفاً أنه جمع عدداً من الشباب داخل مخيم «النيرب» من العاطلين عن العمل، وأقنعهم بالانضمام إلى لواء القدس، ووعدهم بامتيازات ومكافآت مالية ضخمة، مشيراً إلى أن أغلب الذين انضموا إلى اللواء كان يعيشون حالة فقر شديدة وخوف من الاعتقالات الواسعة التي كانت أجهزة المخابرات السورية تشنها داخل المخيم.
نجاح رافع في مهمته إلى جانب المشاركة في المعارك ضد المعارضة المسلحة، جعل منه ضمن أقوى الشخصيات في مدينة حلب، وصاحب امتيازات واسعة.
مطالبات بالإفراج عنه
لكن نوّهت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا إلى أن رافع له مؤيدون داخل مخيم «النيرب» الذي وُلد فيه، واتهموا قائد لواء القدس محمد السعيد، بتلفيق التهمة لإجبار مسؤول عملياته سامر رافع على الإفصاح عن مبالغ بمئات آلاف الدولارات كانت بحوزته.
وقال أحمد من المخيم لـ»عربي بوست» إن السكان منقسمون حول رافع وأخيه محمد الملقب بـ»العراب»، الذي كان يشغل منصب قائد عمليات اللواء، قبل أن يلقى مصرعه قبل عام، وأضاف أن هناك مَنْ يدينون بالفضل للأخوين، فيما البعض الآخر يبغضهما ويعتقدون أنهما مجرمان.
وكان «العراب» قد شارك في معارك واسعة بمخيم النيرب وحندرات والمدفعية وخناصر ضد المعارضة السورية، وتلقى تكريماً من الجيش الروسي بسبب شراسته في القتال، وذلك بحسب المعلومات التي يملكها أحمد عنه.
من هو لواء القدس؟
لواء القدس هو أحد التشكيلات العسكرية لما يُعرف بـ»حزب الله السوري» الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري. تشكل اللواء بدعم إيراني في منتصف عام 2013 من قبل اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي «النيرب» و»حندرات» بحلب، كما يحظى بعلاقة جيدة مع القواعد العسكرية الروسية في سوريا.
ويتزعم اللواء محمد السعيد الذي وُلد في مخيم «النيرب». وكانت مهمة اللواء الأساسية هي قتال المعارضة السورية ومنع تقدمها في حلب، ولكن بعد استعادة المدينة انتقل اللواء للقتال في دير الزور ومن ثم الغوطة الشرقية ودرعا.
وتتهمه المعارضة السورية بارتكاب جرائم بحق المدنيين والقيام بعمليات الخطف وطلب الفدية مقابل الإفراج عنهم، إضافة إلى عمليات التعفيش للمنازل والمحال التجارية.