مسؤول أمريكي يزور القسّ المتسبب بالأزمة بين واشنطن وأنقرة
قال محامي القسّ الأمريكي الذي يخضع للمحاكمة في تركيا بسبب اتهامات بالإرهاب، لرويترز، الثلاثاء 14 أغسطس، إن موكله ناشد المحكمة إطلاق سراحه بعد وضعه رهن الإقامة الجبرية في المنزل وطالبها برفع حظر السفر المفروض عليه.
وجاء في وثيقة اطلعت رويترز على نسخة منها أنه يتعين على المحكمة أن توقف أي تدخلات سياسية غير قانونية، وأن ترفع أحكام الرقابة القضائية المفروضة على القسّ آندرو برانسون.
وفي ذات السياق ، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي له في أنقرة إن القائم بأعمال السفارة الأميركية في أنقرة سيزور اليوم القسّ برانسون الذي يخضع للإقامة الجبرية.
محامي القسّ الأميركي يُطالب بالسماح له بالسفر خارج البلاد
وكان محامي القس الأميركي، آندرو برونسون، تقدم اليوم الثلاثاء بطعن على قرار محكمة تركية فرض الإقامة الجبرية وحظر السفر على موكله.
وأفاد مراسل الأناضول بأن محامي برونسون، «إسماعيل جيم هالافورت»، تقدم بطعن إلى محكمة إزمير الجزائية الثانية على قرار صادر من القضاء التركي بفرض الإقامة الجبرية وحظر السفر على القسّ الأميركي الذي يُحاكم في تركيا بتهم «التجسس والإرهاب».
وقرر القضاء التركي حبس برونسون، في 9 ديسمبر/كانون الأول 2016، على خلفية عدة تهم تضمنت ارتكابه جرائم باسم منظمتي «غولن» و»بي كا كا» الإرهابيتين تحت ستار وضعه كرجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما، قبل أن يصدر قرار قضائي بفرض الإقامة الجبرية عليه لدواعٍ «صحية».
وهذه قائمة الاتهامات الموجهة للقسّ الأميركي من جانب القضاء التركي
وفي 25 يوليو/تموز الماضي، رفضت محكمة إزمير الجزائية الثانية طلب محامي القسّ الأميركي برونسون بالإفراج عن موكله، وقررت تمديد حبس الأخير على ذمة القضية عقب الاستماع إلى الشهود؛ ما أثار حفيظة الرئيس الأميركيدونالد ترامب.
وتضمنت لائحة الاتهام ضد القسّ الأميركي برونسون حسبما ذكرت وكالة الأناضول في تقرير لها، أن الأخير «كان يعرف الأسماء المستعارة لقياديين من «غولن» والتقاهم، وأنه ألقى خطابات تحرِّض على الانفصال وتتضمن ثناءً على منظمتي «بي كا كا» و»غولن» في كنيسة ديريلش بإزمير».
كما وجّهت اللائحة ضد القسّ الأميركي برونسون تهمة «إجراء دراسات ممنهجة في المناطق التي يقطنها الأكراد خصوصاً، وتأسيس «كنيسة المسيح الكردية»، التي استقبلت مواطنين من أصول كردية فقط في إزمير».
ولفتت اللائحة إلى «العثور على صور ضمن مواد رقمية تخصّ برونسون تظهر حضور القسّ اجتماعات لمنظمة «غولن»، وأخرى فيها رايات ترمز للمنظمة الانفصالية (بي كا كا)».
وأكدت اللائحة ضد القسّ الأميركي «توجه برونسون مراراً إلى مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، التي ينشط فيها تنظيم (ي ب ك/بي كا كا) الإرهابي، وقضاء سوروج المحاذي لتلك المدينة السورية وذلك في إطار الاستراتيجية العامة لـ(بي كا كا)».
كما احتوت اللائحة على رسالة بعثها برونسون إلى أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين يُعرب فيها عن حزنه لفشل محاولة الانقلاب في تركيا، منتصف يوليو/تموز 2016.
كما تضمنت اللائحة رسالة كانت على هاتفه تقول: «كنا ننتظر وقوع أحداث تهز الأتراك، وتشكلت الظروف المطلوبة لعودة عيسى، ومحاولة الانقلاب صدمة، والكثير من الأتراك وثقوا بالعسكر كما السابق، وأعتقد أن الوضع سيزداد سوءاً، وفي النهاية نحن سنكسب».
وشددت اللائحة على أن «أنشطة برونسون التي يقوم بها تحت غطاء كونه رجل دين لا تتوافق مع صفته راهباً».
ومع رفض تركيا الإفراج عن القس فرضت واشنطن عقوبات على أنقرة
وكانت الولايات الولايات المتحدة أعلنت، الأربعاء الأول من أغسطس/آب 2018، فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيَّين سليمان سويلو وعبدالحميد غول؛ لدورهما في اعتقال القسّ الأميركي أندرو برانسون.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: «نعتقد أنه كان ضحية معاملة ظالمة وغير مبررة
من جانب الحكومة التركية».
فيما قال تشاوش أوغلو، عقب اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الأميركي، الجمعة 3 أغسطس/آب، أنه أبلغ نظيره الأميركي بأن التهديدات والعقوبات لن تجدي مع أنقرة، وذلك بعدما فرضت واشنطن عقوبات على وزيرين تركيين على خلفية احتجاز القس الأميركي في تركيا.