مسؤول أمريكي: قرار ترامب بسيادة إسرائيل علي الجولان هدية سياسية لنتنياهو
دائما ما يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدعم لإسرائيل منذ بداية حملته الإنتخابية، ويشجع الإسرائيليين علي سرقة ونهب الأراضي العربية، وكان أكبر دليل علي ذلك اعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية، بينما كان اخر قرار له إعلانه العزم بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان الأسبوع المقبل.
ويتزامن اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل علي الجولان المحتلة مع الزيارة التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض الأسبوع المقبل، وفقاً لوكالة “أسوشيتدبرس”.
وكشف مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أمس الجمعة إن مسؤولين أمريكيين يعدون وثيقة رسمية باعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان ومن المرجح أن يوقعها الرئيس ترامب الأسبوع المقبل الرئاسية أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن.
وبحسب وكالة “رويترز”، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس ترامب بإنه صنع التاريخ بعد قراره بسيادة إسرائيل علي جولان المحتلة منذ عام 1967، وبذلك سيكون بمثابة تحول كبير في السياسة الأمريكية ويوفر دفعة قوية لنتنياهو في منتصف حملته لإعادة انتخابه.
وتزامن اعلان ترامب سيادة إسرائيل علي الجولان، إجراء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مقابلة مع شبكة “سي بي أن” الأمريكية، وقال “أنه باعتباره مسيحيا، ربما يكون الرب أرسل رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب لحماية إسرائيل من إيران”.
أجريت المقابلة خلال زيارة بومبيو إلى القدس، و سأل المذيع كريس ميتشيل وزير الخارجية الأمريكي ما إذا كان الرب قد رقى ترامب ليكون رئيسا في هذا الوقت لحماية اليهود من التهديد الإيراني، مثل الملكة إستير”، بطلة عيد البوريم الذي تحتفل به إسرائيل هذا الأسبوع، وهو ذكرى خلاص اليهود في بلاد فارس من مذبحة، بحسب المعتقدات اليهودي.
وقال بومبيو “كمسيحي، أعتقد بالتأكيد أن هذا ممكن، وواثق أن الرب يعمل هنا… عندما أرى التاريخ المميز في هذا المكان والعمل الذي تقوم به إدارتنا لضمان أن هذه الدولة الديمقراطية في الشرق الأوسط، هذه الدولة اليهودية، ستبقى”.
بينما واعتبر ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية، وعمل سابقاً في وزارة الخارجية برئاسة الرئيس جورج دبليو بوش، ان قرار ترامب باعترافه بسيادة إسرائيل علي الجولان المحتلة، بإنه يعكس عقود من السياسة الأمريكية.
وقال ريتشارد هاس خلال مقابلة مع المذيعة راشيل مارت في شبكة “ان بي آر” الأمريكية: ” أن قررات ترامب تجعل فرص الولايات المتحدة ضئيلة لكي تكون وسيط فعال وصادق، ومحاولة التفاوض علي أي سلام بين الإسرائلييين والفلسطينيين اعتقد أنه تم القضاء عليها تماماً”.
ويوضح ريتشارد مباديء الولايات المتحدة ورفضها الاستيلاء علي الأراضي بشكل غير شرعي، قائلاً: نحن نؤمن بشدة بفكرة أن الأرض يجب إلا يتم الاستيلاء عليها أو الاستيلاء عليها باستخدام القوة، كان هذا هو الأساس ، على سبيل المثال ، لما فعلناه عندما غزا صدام حسين الكويت عام 1990، وكان اساس لمعارضتنا لما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القرم، ولكن يبدو أن ما نفعله هنا هو قبول فكرة أن إسرائيل يمكن أن تحصل رسمياً على الأراضي التي اكتسبتها خلال الحرب.
ورداً علي سؤال كيف يتعلق اعتراف ترامب بسيادة القدس بالأمن الأقليمي لإسرائيل كما قال ترامب؟، أشار ريتشارد إلي أن وضع الجولان في موقع مرتفع يعطيها ميزة لمهاجمة إسرائيل بشكل جيد، ففي عام 1967 استخدم السوريون مرتفعات الجولان لضرب المستوطنات الإسرائيلية، وايضاً في عام 1973 قاموا بنفس الشيء، فالطبيعة الجغرافية بتعطي ميزة كبيرة للجولان، وفي حقيقة الأمر لا يوجد أحد يضغط علي إسرائيل بالمطالبة لإعادة الجولان.
وتابع ريتشارد، أنه لا يمكن الضغط بالمطالبة باسترداد الجولان إلا في وجود حكومة سورية معقولة مستعدة للتفاوض والعيش بسلام مع إسرائيل، وحكومة بشار الأسد لا يمكنها فعل ذلك، وقرار ترامب باعتراف سيادة إسرائيل للجولان لا يغير شيء لأن أراضي الجولان في أيدي إسرائيل، ويمنحها السلطة الأمنية التي تحتاجها ولكن الذي تغير بقرار ترامب هو الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة.
ويري ريتشارد أن اعلان ترامب بمثابة هدية سياسية لبنيامين نتنياهو قبل الإنتخابات التي تعقد في 9 ابريل، وهدية لترامب أيضاً لأن الأمريكيين مؤيدي إيرائيل سيعجبهم القرار.
وعندما سئل ما إذا كان قرار ترامب سيبرر الأعمال العدوانية الأخري مثل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم”، قال ريتشارد: بالطبع، لا يوجد الكثير من النظام في العالم هذه الأيام، العالم يملئه الفوضي، يجب إلا تستخدم قوة دولة عسكرية لتغيير الحدود لتهديد سيادة الدول الأخري وهذا ما فعله بوتين ضد اوكراينا.
وأضاف ريتشارد: لذلك فكرة حصول إسرائيل علي الأراضي التي استولت عليها في الحرب وحصولها عليها بشكل دائم، يضعف موقفنا السياسي والقانوني والأخلاقي لإخبارأي دولة أخرى ، سواء كانت روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية أو إيران ، أنه لا يمكنك استخدام القوة العسكرية لتغيير طريقة رسم الخرائط.