مسؤولون أمريكيون التقوا بضباط فنزويليين لمناقشة الإطاحة بمادورو بعد أسابيع من اغتياله
التقى مسؤولون من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سراً بضباط في الجيش الفنزويلي لمناقشة خطط للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو إلا أنهم قرروا في نهاية المطاف عدم المضي قدماً في ذلك، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز السبت.
وينتقد ترمب بشدة نظام مادورو اليساري، في وقت دخلت فنزويلا في أزمة اقتصادية وإنسانية شديدة أدت إلى اندلاع احتجاجات عنيفة وموجة هجرة إلى الدول المجاورة.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم وقائد عسكري فنزويلي شارك في المحادثات السرية، أنه تم تعليق خطط تنفيذ الانقلاب.
ونقلت عن البيت الأبيض أنه رفض تقديم إجابات مفصلة لدى سؤاله عن هذه المحادثات، لكنه أكد على الحاجة إلى «التحاور مع جميع الفنزويليين الذين يبدون رغبة بالديمقراطية».
من جهتها، دانت وزارة الخارجية الأميركية «العنف السياسي»، لكنها نددت كذلك بالاعتقالات التعسفية وإجبار المشتبه بهم على الاعتراف تحت الضغط.
وأكد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون «عدم تورط الحكومة الأميركية» في الحادثة.
وفي آب/أغسطس 2017، ذكرت تقارير إعلامية أن ترمب طرح فكرة اجتياح فنزويلا عسكرياً. وفي الفترة ذاتها، أعلن الرئيس الأميركي أنه لن يستبعد «الخيار العسكري» لإنهاء الفوضى في فنزويلا.
وأدى انهيار الاقتصاد الفنزويلي الذي يعتمد بشكل كبير على النفط في عهد مادورو إلى نقص كبير في الغذاء والدواء.
وحمل مادورو الولايات المتحدة مراراً مسؤولية العديد من المشكلات التي تعاني منها بلاده. ولا شك أن فكرة أن تكون إدارة ترمب حتى فكرت في دعم محاولة انقلاب ضده ستغذي هذه الاتهامات.
وقالت ماري كارمن أبونتي التي كانت تتولى شؤون أميركا اللاتينية في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لصحيفة نيويورك تايمز، إن الكشف عن المعلومات الأخيرة سيكون له «وقع القنبلة» في المنطقة.
وكان مادورو قد تعرض لمحاولة اغتيال منذ حوالي شهر
حيث أكدت الحكومة الفنزويلية نجاة الرئيس نيكولاس مادورو من محاولة اغتيال أثناء إلقائه كلمة في عرض عسكري السبت، بينما أصيب سبعة من جنود الحرس الوطني بجراح.
وقالت الحكومة إن طائرات مسيرة محملة بمتفجرات انفجرت قرب حفل عسكري كان الرئيس الفنزويلي يلقي كلمة فيه وسط العاصمة كراكاس، ولكنه نجا هو وباقي أعضاء الحكومة ولم يصبهم أذى.
ووصف وزير الإعلام خورخي رودريغيز ما حدث بأنه «هجوم» ضد الرئيس، موضحاً أن سبعة من جنود الحرس الوطني أصيبوا.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون مباشرة مادورو وهو يلقي كلمة عن الاقتصاد الفنزويلي أمام أكثر من 17 ألف جندي، ثم اختفى الصوت فجأة، ونظر مادورو وآخرون بالمنصة إلى أعلى وقد بدت عليهم الدهشة، ثم شوهد جنود يجرون وانقطع البث التلفزيوني.
وأفادت وسائل إعلام أنه تم إجلاء مادورو لمكان آمن عقب تعرضه لمحاولة الاغتيال، كما نقلت عن بعض عمال الإنقاذ تشكيكهم بالرواية الرسمية التي تحدثت عن متفجرات محمولة على طائرات صغيرة تسيّر عن بعد.
وكان العرض العسكري بمناسبة العيد السنوي للحرس الوطني، وإن هذا الهجوم يأتي في مرحلة صعبة سياسياً واقتصادياً للبلاد، خاصة بعد إعادة انتخاب مادورو لولاية ثانية وسط معارضة من خصومه.