مرور عام علي تنصيب ماكرون رئيسا لفرنسا.. هل يستمر أم فقد بريقه؟
رصدت شبكة “سي أن بي سي نيوز” الأمريكية مرور عام علي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في منصبه رئيساً لفرنسا، مشيرة إلي تمتعه بسمعة دولية باعتباره الفتي الذهبي لفرنسا علي الرغم من انه في فرنسا لا يحظي بتأييد كبير.
الفتي المثالي
وأشارت الشبكة إلي وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ماكرون خلال زيارته للولايات المتحدة بصحبة زوجته بريجيت بإنه فتي مثالي.
ويعد ماكرون أصغر رئيس فرنسي منذ نابليون، ولكنه ليس المفضل لدي الفرنسيين ويوصفه البعض بإنه رئيس الأغنياء والمتعجرف واليسار ينظرون لها باحتقار، وغداً الاثنين سيكون ماكرون قضي عاماً في منصبه كرئيسا لعاصمة النور.
انخفاض نسبة التأييد لماكرون
وعلي الرغم من أن ماكرون لا يحظي بتأييد كبير ما بين الفرنسيين إلا أنه تخطي الرؤساء السابقين في نسبة التأييد في عامهم الأول، وحصل ماكرون علي 44% من التأييد في أبريل الماضي، مقارنة بهولاند الذي حصل علي 25% في عامه الأول رئيسا لفرنسا، ولكن هذه النسبة لتأييد ماكرون انخفضت مقارنة بالعام الماضي الذي حصل فيه علي 62% في عام 2017.
هل ماكرون سيحصل هولاند بعد مضيه فترته الأولي في الرئاسة؟
وتساءلت الشبكة الأمريكية هل يواجه ماكرون البالغ من العمر 40 عاماً خطراً لمنصبه، مثل الذي عاني منه هولاند الاشتراكي الذي ظل في منصبه لفترة واحدة قبل أن يتنحي جانباً؟
وقال أنطونيو باروسو من شركة “تينو إنتليجنس” للاستشارات السياسية لـ “إن بي سي نيوز”: “لا يمكننا المقارنة بين الوضع”.
وأضاف باروسو أن باريس خلال عام في عهد ماكرون شهدت توسع اقتصادي، بينما فترة هولاند كانت فرنسا تتعافي من الأزمة المالية العالمية.
ولفتت الشبكة إلي ان ماكرون استطاع أن يبقي في السلطة ويكون أول مصرفي استثماري ووزيراً للاقتصاد يتولي رئيسا لفرنسا وينتزع السلطة من الحزبان السياسيان المهيمنان علي السياسة الفرنسية ويحتكروها منذ عقود.
عام حاسم لماكرون
وأضافت الشبكة أن عام ماكرون الأول كان حاسماً، واستطاع إجراء إصلاحات اقتصادية تهدف جعل فرنسا أكثر قدرة علي المنافسة في الاقتصاد العالمي.
وقال جيروم فوركية مدير شركة إيفوب للاستطلاعات ” ماكرون تخلص من ضريبة الثروة واضعف شروط التسريح من العمل، ويحاول تعديل وضع عمال السكك الحديدية الخاصة، وهي امور كانت الحكومات السابقة تتجنبها”.
وأضاف جيروم أن هذه التدابير لم تحظي بشعبية، وكان 60% من الفرنسيين ضد إلغاء ضريبة الثروة وضد إصلاح قانون العمل، لقد كان ماكرون رائعا وسريعا في تنفيذ تعهداته في بلد غالباً يتم الغاء التعهدات فيها لإجراء أي اصلاح، في عهد هولاند منح ماكرون ليقوم بدور وزير الاقتصاد عام 2014 وحاول إصلاح سوق العمل ولكن الغضب العام والاحتجاجات الضخمة تسببت في تنفيذ إجراءات مخففة وانقسام الحزب الاشتراكي الذي كان مهيمناً في السابق.
الدعم لماكرون
وتري الشبكة أن ماكرون مازال يحتفظ بالدعم العام لمقترحاته بشأن سكة الحديد الفرنسية المملوكة للدولة للتنافس والتعامل مع ديونها البالغة 64 مليار دولار، فمنذ أبريل الماضي وعمال السسك الحديدة في إضراب لمدة يومين في الأسبوع احتجاجاً علي خطط تجردهم من امتيازات مثل التقاعد المبكر والسفر عبر السكك الحديدية والعمل مدي الحياة.
وأضافت الشبكة أن استطلاع للرأي نشرته “أوديسكا” في وقت سابق من هذا الشهر أن 58% من الفرنسيين لديهم رأي سلبي تجاه سياسات ماكرون الاقتصادي والمالية، في حين يشعر 80% أن الإصلاحات تفيد أصحاب العمل في الغالب.