مراسيم الزفاف لدى الأمازيغ
تختلف عادات وتقاليد الأمازيغ في المغرب والأمازيغ في الجزائر حسب كل منطقة وقبيلة وقرية، إلا أن طقوس حفل الزفاف الأمازيغي الأساسية التي تدعى «تانكيفت»، تبقى ثابتة.
أولى طقوس حفل الزفاف الأمازيغي تبدأ بالخطوبة
بعدما يختار الفتى شريكة حياته، يجتمع رفقة أهله مع أهل العروس الذين يقدمون لهم السكر وقشابة وحايك، وهي من أنواع الحلويات.
ويلبس الشاب الفتاة خاتماً من الفضّة.
ويعطي أهل الفتاة عهداً بتزويج ابنتهم للفتى بينما يعاهد الفتى أهل الفتاة بالزواج.
وبعد أسبوع من اللقاء تقوم أم الفتاة بصنع صحن من البسيسة وهي نوع من أنواع المعجنات، تحملها إلى أم الشاب.
وبعد شهر من الخطبة تقوم أم الشاب بملء نفس الصحن بالتمر وقشابة وحايك واللوز، وتعيده لأهل الفتاة.
وتدوم هذه الخطوبة شهراً أو شهرين وتصل أحياناً إلى سنة تتعارف فيهما العائلتان وتستعد فيهما الأسرتان ومن ثم يتم تحديد موعد الزفاف الذي يستمر طيلة 7 أيام.
اليوم الأول
تقوم إحدى قريبات العريس بدعوة الأقارب والأصدقاء لحضور الاحتفالات ويقوم أب العريس بإسناد مهمة لأحد أفراد القبيلة الذي يقوم بدق الأجراس في أزقة القرى للإعلان عن زواج فلان بفلانة.
وتتم كل هذه التفاصيل في صباح اليوم الأول من بدء الزفاف.
وفي المساء تتجه كل نساء القرية صوب بيت العريس يحملن معهن «تزكاوت» وهي هدايا من القمح.
وتحمل هذه الهدية عبر قفّة تحمل بخيوط توضع على الرأس وتتسع لحوالي 15 كيلو من القمح.
اليوم الثاني
تجلب النساء معهن اللوز وثمار أركان ويقمن بصنع الزيت، وأخريات يقمن بصنع «أملو» وهي «عصيدة اللوز».
ويتحول بيت العريس إلى خلية نسائية كما هو الشأن كذلك في بيت العروس في جو حميمي تنثر فيه النساء «تيلغاتين» وهو عبارة عن شعر رثاء في حق العروسين والحياة.
اليوم الثالث
في هذه الأيام الثلاثة تذبح الذبائح التي تكون عادة بقرة أو أكثر حسب إمكانيات العريس ونفس الشيء في بيت العروس.
ويقوم الرجال بطهو اللحم بالبصل والتوابل والفواكه الجافة في قدر كبير جداً يسمى ”تارفاكت”، ويخبزون الخبز ”أغروم ن تافارنوت”.
أما النساء فيطهون بركوكس ويخدمون بعضهن وقت الأكل، ويلبسن ويتأنقن بأبهى الحلي والحلل كأنهن عرائس بعدما قضين أياماً شاقة في التحضيرات للعرس.
في وقت الغذاء يتحلق الضيوف على الموائد ويتناولون اللحم في صحون من فخار مزركش ”لمترد” وبركوكس في وسطه زليفة مملوءة بالعسل والسمن وأملو.
اليوم الرابع
تجتمع النساء والرجال وسط منزل كبير لجمع هدايا للعريس والعروس وتدعى «ؤكريس».
ويقومون بفرش ثوب أبيض في الأرض مصنوع من صوف الغنم قد صنعته أم العريس لابنها.
ثم يضعون ثوباً آخر أبيض والحناء والتمر واللوز وحذاءين من الحرير للعروس وحذاء صغيراً لأخ العروس.
تجمع النساء هذه الهدايا ويطلبن من الحضور بأن يتطوع أحد الشبان؛ مازال والداه على قيد الحياة ليحمل الهدايا إلى بيت العروس.
وعندما يصل هذا الشاب إلى منزل العروس يطلب من أهلها كرسياً للجلوس فيعطونه.
ثم يطلب الشاي والتمر والحليب والورود، إذ يمكن لهذا الشاب أن يطلب ما يريده من أهل العروس.
ومن ثم يطلب صحناً من الفضة فيلبى طلبه.
تحمل إليه 3 نساء من أهل العروس صحن الفضة وهنّ عمتها وخالتها وزوجة أخيها الأكبر، والشرط هو أن لا يسبق لهما أن طلقن أو ترملن وأن يكن ولودات.
ومن ثم ينتزعن منه الهدايا، ويطلبن منه الانحناء ويضربنه بصحن الفضة 3 مرات على رأسه ويرشه الرجال بالعطور.
وبعد ذلك تؤخذ الهدايا إلى غرفة الفتاة التي تختبئ في غرفة مظلمة مع صديقاتها.
اليوم الخامس
يقوم الرجال بجلب كل ما ستحمله العروس لمنزلها من ملابس وأواني وذهب وفضة ويحتسب ثمنها أمام كل رجال القبيلة.
إذ في حال حصل الطلاق يرد الزوج لها ثمن هذه الملابس زائد نفقتها حسب المدة التي أمضتها معه.
وبعد العشاء يقوم الرجال بعزف الموسيقى على الطبل والدف، وترقص النساء مغطيات وجوههن.
بعد انتهاء هذا الحفل الصغير تقوم أم العروس بإلباس ابنتها الثوب الأبيض.
ويغطى وجهها برداء أحمر مزركش يسمى «تسبنيت»، وتردد النساء رفقة العروس شعراً غنائياً بلحن وكلمات حزينة يسمى «تاسوغانت».
اليوم السادس
عندما تتهيأ لمغادرة بيت أهلها تقبل العروس رأس ويد أبيها قبلة الوداع.
ويكون الأب أو ولي الأمر هو آخر من تودعه في بيت الطفولة، هذا في الوقت الذي يكون فيه أهل العريس (الوفد الرسمي) ينتظرون العروس خارج البيت مرددين مقاطع شعرية.
تتـــجه العروس أثناء خروجها من المنــزل نحو دابة لــتركب خلـــف أخيها مغطية وجـــــهها بـ“ءاعبروق ” و“لقضيب” المزينين بالحبق.
وأخوها يمسكها مــــن الخلف لكي لا تسقط.
يقوم الوفد بمغادرة المكان متجهين إلى بيت العريس.
ويقتضي إنزال العروس عن ظهر الفرس، منح مقدار مال من طرف أهل العريس لأخ العروس.
وإلا ستبقى العروس فوق الفرس جالسة، إثر ذلك تنزل العروس متجهة مع الوفد الرسمي إلى أقرب بيدر لعائلة العريس أو بيدر أهل الدوار للاحتفال هناك، وتردد النساء بالمناسبة أهازيج وأغاني احتفالية راقصة.
أثناء عودة الوفد إلى بيت العريس يرميهم العريس باللوز والثمر من شرفة المنزل، ويرش الحليب على الحاضرين والحاضرات.
فتفتح أم العريس أو إحدى قريباته باب المنزل، وتتقدم العروس الوفد أثناء الدخول الى المنزل بتخطي عتبة الباب بالرجل اليمنى.
اليوم السابع
في الصباح بعدما تتلقى أم العريس نبأ أن العروس كانت عذراء، تقوم بإرسال أحد الأطفال ليقول لأم العروس أن ابنتك جميلة.
تطهو أم العريس «بركوكس» ويأكل منه الجيران مع الشاي.
ومن ثم يقوم العريس بحمل التمر واللوز، في محفظته ويتجه رفقة أصدقائه إلى بيت أم عروسه ليزورها ويعطيها ما يحمل ويقبل رأسها.
لتقوم بدورها بإعطائه 3 كرات كبيرة من البسيسة، لتنتهي هنا مراسم الزواج التي استمرت طيلة 7 أيام.
يذكر أن العلم الأمازيغي مكون من 3 ألوان هي:
- الأزرق السماوي ويرمز للبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
- الأخضر يرمز للطبيعة والسهول والجبال الخضراء.
- الأصفر يرمز لرمال الصحراء الكبرى.
- أما حرف الزاي بأبجدية «تيفيناغ» فهو باللون الأحمر ويرمز للحياة والمقاومة.