مذنب التنينات في أقرب نقطة للأرض غداً
سيصل المذنب الأخضر (21P/Giacobini-Zinner 21 بي / جياكوبيني- زينر) غدا ًلأقرب نقطة له مع كوكب الأرض في طريقه حول الشمس، ويكون أكثر إشعاعاً، لأن إشعاع الشمس يقطع أجزاء من سطحه الجليدي الخارجي فيتكون ذيله المضيء، وبالتالي يدور السؤال في الأذهان: كيف تشاهد «مذنب التنينات».
وسيكون المذنب على بعد 58.5 مليون كيلو متر، ووفقاً لمرصد نورثولت في لندن، فإن أفضل وقت لرصد المذنب يكون بين منتصف ليل وفجر يوم 10 سبتمبر، حينما يمرّ المذنب بين كوكبتي الثور Taurus والعناز Auriga، في سماء النصف الشمالي للكرة الأرضية.
على الرغم من أنها ستكون أقرب نقطة له، فإن هواة الرصد لا يمكنهم رؤيته بالعين المجردة، وسيحتاجون إلى مناظير أو تلسكوبات صغيرة للتمكن من رصده؛ لأن القدر الظاهري له «مقدار لمعانه» سوف يتراوح بين 6.5 و7، علماً أن أقصى قدر ظاهري يمكن رؤيته بالعين السليمة المجردة يساوي 6، وكلما زاد القدر الظاهري قلَّت إمكانية الرؤية.
المذنبات.. من الجليد والغبار والغيوم
المذنبات عبارة عن أجسام جليدية تتحرك حول الشمس في مدارات إهليجية، ولها ذيل طويل يتكون بسبب الرياح الشمسية، وتخلّف وراءها غازاً وغباراً.
تتكون نواة المذنبات من الجليد والغبار، وعند اقترابه من الشمس، يتحول الجليد إلى غاز، مشكلاً سحابة أو غيمة محيطة بالنواة، وعندما يدفع الإشعاع الشمسي والرياح الشمسية الغبار بعيداً عن الغيمة يتكون الذيل.
ونتعرف هنا على مجموعة من أشهر المذنبات.
مذنب التنينات: اكتُشف عام 1900 ويكمل دورته في 6.6 سنة
ينتمي المذنب (21 بي/جياكوبيني- زينر) إلى عائلة مذنبات المشتري، التي تضم مئات المذنبات التي تقل فتراتها المدارية عن 20 عاماً. ويقترب المذنب الدوري 21P من الأرض مرة كل 6.4 إلى 6.6 سنة، وذلك لأنه يُتم دورة كاملة حول الشمس في تلك المدة. وكان آخر اقتراب له من الأرض، في 11 فبراير 2012، مدة اقتراب المذنب من الأرض غير ثابتة؛ لأن مداره قد يتحول قليلاً في كل دورة لكوكب المشتري.
في 20 ديسمبر عام 1900، اكتشف عالم الفلك الفرنسي ميشيل جياكوبيني المذنب 21P/Giacobini-Zinner في مرصد نيس الفرنسي. وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول 1913، رصده عالم الفلك الألماني أرنست زينر أثناء مراقبة النجوم من مرصد الدكتور كارل رميس في بامبرغ بألمانيا. لذا نجد أن المذنب 21P/Giacobini-Zinner أخذ اسمه من مكتشفيه. كما أن P تعني أنه مذنب مداري، و21 تعني أن ترتيبه 21 في المذنبات المدارية المكتشفة، ويمكن أن يطلق عليه اختصاراً مذنب 21P.
يسير المذنب (21 بي/جياكوبيني- زينر) في الفضاء بسرعة تزيد عن 81 كيلومتراً في الساعة، ويبلغ قطره حوالي 2 كيلومتر، إلا أن الغيمة المحيطة به يبلغ قطرها حوالي 290 ألف كيلومتر وفقاً لمرصد نورثلت في لندن.
زخة شهب التنينات.. ما بين 5 إلى 8 نيازك في الساعة الواحدة
تشهد سماء النصف الشمالي من الكرة الأرضية في يومي 9 و10 من أكتوبر/تشرين الأول القادم زخة شهب التنينات. تحدث هذه الزخة عندما تمر الأرض عبر أثر الحطام الذي يخلفه المذنب 21P/Giacobini-Zinner (21 بي/جياكوبيني- زينر)، ويوافق هذا شهر أكتوبر من كل عام. يتوقع خبير النيازك في ناسا «بيل كوك» أن يكون نشاط الزخة ضعيفاً هذا العام، فيرى الراصد ما بين 5 إلى 8 نيازك في الساعة الواحدة هذا العام.
على الرغم من تواضع عدد الشهب التي يمكن رؤيتها في زخة التنينات، فإن الأمر كان مختلفاً في عامي 1933 و1946. فقد شهد راصدو الشهب في أوروبا ما يصل إلى 500 شهاب في الساعة في عام 1933، كما شهد المراقبون في غربي الولايات المتحدة آلاف الشهب في الساعة في عام 1946، فالمذنّبات غير قابلة للتنبؤ. تحدث الزخات الكثيفة عندما تمر الأرض داخل مدار المذنب، بعد فترة وجيزة من ذهاب المذنب نفسه.
مذنبات أخرى: مذنب 46 بي/فيرتانينن أيضاً من عائلة المُشتري.. ويُرى بالعين المجردة
مذنب 46P/Wirtanen» 46 بي/فيرتانين» سيكون مشرقاً بما يكفي لرؤيتهبالعين المجردة، في 16 ديسمبر/كانون الأول القادم، لمروره في أقرب نقطة له من الشمس، وسيكون أفضل وقت لرؤية المذنب بعد الغروب مباشرة. يكمل المذنب دورة واحدة حول الشمس كل 5.4 سنة، أي أن آخر اقتراب له من الأرض كانت في عام 2013، وكانت المسافة بينه وبين الأرض 907 ملايين كيلومتر، ولكن سيقترب أكثر هذا العام لتصبح المسافة بينه وبين الأرض 11.7 مليون كيلومتر فقط.
في 15 يناير/كانون الثاني 1948، اكتشف عالم الفلك الأميركي كارل أ. فيرتانين مذنب «46 بي» من مرصد ليك التابع لجامعة كاليفورنيا. ينتمي المذنب إلى عائلة مذنبات المشتري ذات الفترات المدارية القصيرة. تشير التقديرات إلى أن القدر الظاهري للمذنب 46 بي/فيرتانين ستتراوح بين 3.5 إلى 6، مما يسمح برؤيته بالعين المجردة.
مذنب سويفت تتل Swift-Tuttle.. يتم دورته حول الشمس مرة كل 130 عاماً
اكتشفه الفلكيان الأميركيان لويس سويفت وهوراس بارنيل تتل بشكل مستقل، في يوليو 1862، ويتبع المذنبات المدارية؛ إذ يتم دورته حول الشمس مرة كل 130 عاماً. يعد مذنب سويفت تتل أكبر جسم في النظام الشمسي يمر بالقرب من الأرض بشكل دوري، ويبلغ قطر نواته حوالي 26 كيلومتراً. على الرغم من قرب مداره من الأرض، إلا أنه وفقاً لحسابات العلماء، فالأرض في مأمن من اصطدامه به لعدة آلاف من السنين.
تمر الأرض سنوياً أثناء دورانها حول الشمس بالحزام الغباري، الذي تركه المذنب عند مروره آخر مرة في عام 1992. تتولد زخة من الشهب عند مرور الأرض في الحزام الغباري، وتعرف بزخة شهب البرشاويات وهي من أفضل زخات الشهب التي يمكن رصدها، بسبب عدد الشهب التي يمكن رؤيتها على مدار الساعة.
مذنب هالي Halley’s Comet الاسم الأكثر شهرة بين المذنبات
يعد أكثر المذنبات شهرة، ويتبع المذنبات الدورية، ويقترب من الأرض مرة كل 75 عاماً، وكان آخر اقتراب له من الأرض في عام 1986. قد يحالفك الحظ وتتمكن من رصد المذنب عند اقترابه من الأرض في المرة القادمة في عام 2061.
سمي المذنب على اسم عالم الفلك الإنكليزي إدموند هالي، الذي لم تسنح له فرصة رؤيته فقد توفي في 1742، إلا أنه تمكن من توقع عودة المذنب في عام 1758، وذلك بعدما فحص تقارير عن اقترابه من الأرض في 1531، و1607، و1682. في عام 1982، اقترب مذنب هالي من الأرض، وتمكن العلماء من إرسال عدة سفن فضائية لاستكشافه، والتقاط صوره، وحصلت كافة المركبات على معلومات عن المذنب.
يمكن للراصدين في كل عام، في شهر أكتوبر/تشرين الأول، مشاهدة زخة شهب الجباريات التي تسببها بقايا مذنب هالي، وفي أواخر أبريل/نيسان، وأوائل مايو/أيار، يمكن مشاهدة زخة شهب إتا الدلويات الناتجة عن مذنب هالي أيضاً.