مدينة تركية مقصد للشباب الإيراني الباحثين عن الحرية بعيداً عن بلادهم
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا كتبته، هنا لوسيندا سميث، عن مدينة تركية أصبحت مقصدا للشباب الإيرانيين الهاربين من بلادهم بحثا عن الحرية.
تقول الصحفية إن نحو 40 إيرانيا يتوافدون شهريا على مدينة وان التركية التي اكتسبت شهرة كبيرة في إيران.
وتضيف أن أربعين عاما مرت على سقوط الملكية العلمانية في إيران وقيام جمهورية يحكمها رجال الدين جعلت أجيالا من الإيرانيين يتذمرون من حكم الملالي، ويسعون إلى مغادرة البلاد بحثا عن مكان يمارسون فيها حياتهم بالطريقة التي يرغبونها.
وتذكر الصحفية أن عدد الإيرانيين الهاربين من بلادهم ارتفع بنسبة 70 في المئة العام الماضي، حسب وزارة الهجرة التركية. ولا يمثل الإيرانيون إلا نسبة 9 في المئة من المهاجرين الذين وصلوا تركيا العام الماضي، ولكن عددهم أخذ يتزايد بوتيرة أكبر من أي جنسية أخرى.
ويختلف اللاجئون الإيرانيون، حسب الصحفية، عن الأفغان مثلا في أن أغلبهم من طبقة اجتماعية راقية وتتراوح أعمارهم ما بين 18 والعشرينات. ويجدون في المدينة التركية “واحة الحرية التي كانوا يتوقون إليها”.
وتحدثت الصحفية إلى إيرانيين في مقاهي المدينة فوجدتهم يتحدثون عن فترة حكم الشاه باعتبارها فترة ذهبية في تاريخ بلادهم، على الرغم من أنها مضت منذ أربعين عاما، وأغلبهم لم يكونوا قد ولدوا حينها.
ويقول ريبار أسد خدار، على سبيل المثال، وهو يستعرض مجموعة من الصور على هاتفه إن “زوجة الشاه كانت تلتقي الناس في وسط طهران”. ويشير إلى صور النساء وقتها، ويضيف أنه من المستحيل اليوم على النساء الحديث إلى الرجال في مكان عام، وفقا للتقرير.
وتذكر الصحفية أن ريبار، وهو طالب في الهندسة المعمارية من مدينة ماهاباد شمال غربي البلاد، هرب من إيران منذ عامين بعد اتهامه باعتناق المسيحية، وهي تهمة عقوبتها تصل الإعدام.
وتضيف أن عدد الإيرانيين الوافدين إلى مدينة وان يتزايد في العطلة الصيفية، إذ يدخل الآلاف منهم تركيا من باب السياحة ولكن الكثير منهم لا يعودون إلى بلادهم فيستقرون في المدينة التي تجد في مراكزها التجارية الأعلام الإيرانية.