محلل أمريكي: تركيا أضاعت فرصة إنهاء الظرف الطارق الذي تمر به
قال الكاتب “ماركوس آشوورث”، في مقال له بوكالة بلومبرج” الأمريكية، إن تركيا أضاعت فرصة وقف هذا الظرف الطارق الذي تمر به حاليًا.
وأوضح “آشوورث”، أنه على الأقل يستطيع البنك المركزي في تركيا ملاحظة أزمة إقتصادية، ولكن من الصعب تصديق أن المسؤولين سوف يتخذون أي اجراء لمنع حدوثها.
ونوه “آشوورث” بتسارع تضخم أسعار المستهلك بمعدل لم تشهده تركيا منذ 15 عامًا بـ 17.9 %، وفقًا لبيانات اليوم الإثنين، مؤكدًا أن ذلك لا يبدو قمة الدائرة، وعلى الرغم من ذلك علق وزير المالية بأن طفرات التضخم على المدى القصير طبيعية.
وشدد “آشوورث” على أن ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين والمستهلكين الذي تضاعف منذ بداية العام الجاري ليس أمرًا طبيعًا، كما أنه ليس طفرة بل مشكلة طويلة الأمد.
وحذر الكاتب من المخاطر الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد التركي بسبب ارتفاع الأسعار، موضحًا أنه إذا لم يتحكم المسؤولون في العملة، لن يتمكنوا من التحكم في الأسعار.
وواصلت الليرة التركية التراجع، اليوم الاثنين، مع وصول التضخم إلى مستوى قياسي، مع زيادة المخاوف بشأن السياسة النقدية للرئيس رجب طيب أردوغان الذي لا يتصرف بالسرعة الكافية لوضع حد للأزمة الاقتصادية مع خروجها عن السيطرة.
وقال البنك المركزي إن التطورات الأخيرة في آفاق التضخم أظهرت “مخاطر كبيرة” على استقرار الأسعار، مضيفا أنه سيضبط سياسته النقدية في اجتماعه المقبل في 13 سبتمبر، بما يتوافق مع أحدث التوقعات.
وأكد، في بيان نشره في أعقاب صدور بيانات التضخم، “سيتخذ البنك المركزي الإجراءات الضرورية لدعم استقرار الأسعار”.
وفور صدور البيانات تراجعت الليرة، فبحلول الساعة 07:22 بتوقيت غرينتش، سجلت العملة المحلية 6.6500 ليرة مقابل للدولار، متراجعة أكثر من 1.5 في المئة عن الإغلاق السابق.
وبحسب بيانات معهد الإحصاء التركي، قفزت الأسعار 2.3 في المئة مقارنة مع الشهر السابق، وهي نسبة أعلى من توقعات البنك المركزي التركي.
ورغم أن البنك المركزي رفع أسعار الفائدة بمقدار 700 نقطة أساس هذا العام، لكن ذلك لم يكن كافيا لحماية الليرة من الهبوط القياسي، بعدما تراجعت بنسبة 42 في المئة مقابل الدولار هذا العام.
وأدى الخلاف المتصاعد بين الولايات المتحدة وتركيا إلى رفع تكاليف الاستيراد، وزيادة الضغوط على الشركات التركية التي اقترضت بالعملات الأجنبية، لا سيما الدولار.
وتراجعت الليرة نحو 40 في المئة منذ بداية العام، وهو ما أدى لارتفاع أسعار كل السلع من الغذاء إلى الوقود، على خلفية أزمة دبلوماسية بين أنقرة وواشنطن، أساسها القس الأميركي المحتجز في تركيا أندرو برانسون.