مجلس النواب الأمريكي يوجه اتهامين رسميين لترامب ويحقق تقدماً جديداً في محاكمة الرئيس
وجَّه الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، اتهامين رسميين للرئيس دونالد ترامب بإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس، ليصبح ثالث رئيس أمريكي في التاريخ يواجه المساءلة.
جاء ذلك على لسان رئيس اللجنة جيري نادلر خلال مؤتمر صحفي، بمشاركة رؤساء اللجان المعنية بالتحقيق في عزل ترامب بمجلس النواب، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Washington Post.
قال نادلر إن ترامب عرَّض «الأمن القومي الأمريكي للخطر، بمحاولة ضغطه على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتحقيق مع نجل منافسه السياسي جو بادين مقابل المساعدات العسكرية».
كذلك اتهم نادلر ترامب بأنه يقدم مصالحه الشخصية على مصلحة البلاد، وقال إن هناك «علاجاً وحيداً للرؤساء الذين يحنثون بالقَسَم الرئاسي، وهو العزل».
من جانبه، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، آدم شيف، خلال المؤتمر «إنه يجب التحرك سريعاً تجاه ما فعله الرئيس ترامب»، مشيراً إلى أنه «لم يترك لنا خياراً».
أوضح شيف أنّ التحقيقات تُظهر أنه «طلب من أوكرانيا التدخل للتأثير على غريمه في الانتخابات، وكان هناك حجز لملايين الدولارات عن أوكرانيا، ما قوّض الأمن القومي الأمريكي ووضع الانتخابات الرئاسية في خطر».
أكد شيف أيضاً على أنه لا حصانة للرئيس، وأن ترامب لا يقدم الأجوبة، ويعتقد أنه لديه امتياز بذلك.
من المتوقع أن يصوت مجلس النواب بكامل هيئته على الاتهامات، أو ما يُعرف ببنود المساءلة الأسبوع المقبل، ومن شبه المؤكد أن يؤيد المجلس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون مساءلة الرئيس الجمهوري، مما يمهّد الساحة لمحاكمة في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، والتي من المرجح أن تبدأ في يناير/كانون الثاني.
من جانبه، قال البيت الأبيض إنّ ترامب سيردّ على الاتهامَين اللذين وصفهما بأنهما «لا أساس لهما من الصحة» أثناء مرحلة المحاكمة في مجلس الشيوخ.
لماذا تتم مساءلة ترامب؟
يُجري مجلس النواب الأمريكي، بقيادة الديمقراطيين، تحقيقاً في مزاعم إساءة استخدام ترامب سلطته الرئاسية، عبر الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق ضد أحد الخصوم السياسيين.
يعود أساس القضية إلى محادثة هاتفية في 25 يوليو/تموز الماضي، طلب ترامب خلالها من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «يهتم» بأمر جو بايدن، نائب الرئيس الديمقراطي السابق، الذي يواجه ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.
ويُشتبه في أن الرئيس ترامب ربط حينها مسألة صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار يُفترض أن تتسلمها أوكرانيا، بإعلان كييف أنّها ستُحقق بشأن نجل بايدن الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة «غاز بوريسما» الأوكرانية.
ويرفض ترامب تلك الاتهامات ويقول إنها «حملة مطاردة» ومحاولة «انقلاب ضده»، ويتوعد بالانتقام من الديمقراطيين بانتخابات العام المقبل.