مجزرة تكساس.. صدته وأحرجته علناً فقتلها و9 من زملائهما
تُواصل شرطة ولاية تكساس وعائلة الطالب ديمتريوس باغورتيزيس والمقربون منه، البحث عن الأسباب التي جعلته يطلق النار على زملائه، في واحدة من حوادث القتل التي هزت مؤخراً الولايات المتحدة الأميركية.
وكشفت والدة أحد الطلاب الذين قُتلوا في حادث إطلاق نار بمدرسة سانتافي، أن القاتل ديمتريوس باغورتيزيس حاول التقرب من ابنتها في أكثر من مرة، وقالت سادي رودريغز، والدة شانا فيشر، لوكالة Associated Press الأميركية، إن ابنتها شانا “وقفت أخيراً في وجهه وأحرجته، وبعدها بأسبوع أطلق النار على كل الأشخاص الذين لا يحبهم”.
وأعلنت السلطات أسماء الضحايا، السبت 19 مايو/أيار 2018. وقالت عائلة باغورتزيس، الذي قتل 10 أشخاص وجرح ما لا يقل عن 10 آخرين، في تصريح لها، إنهم “يشاركون الناس في البحث عن إجابات للأسباب التي تقف وراء الحادث”.
وأوردت صحيفة The Guardian البريطانية أن نيكولاس بول، المحامي الذي أصدر البيان، أخبر وكالةَ Associated Press بأنه لم يسمع عن أي تفاعل من النوع الذي تصفه رودريغز. وقال أيضاً إنه قضى بعض الوقت في مناقشة الإشاعات الزائفة التي تروج حول حياة باغورتزيس الشخصية.
البحث عن الأسباب
وقال دان باتريك نائب حاكم ولاية تكساس، في برنامج “State of the Union” الذي تبثه شبكة CNN: “فيما يتعلق بدافعه الحقيقي، أو أية معلومات أخرى، فأنا متأكد أن الشرطة ما زالت تفحص اليوميات التي كتبها، وتبحث في أجهزة الحاسوب والهواتف التي كان يستخدمها”، بحسب الصحيفة البريطانية.
تملَّص باتريك من الأسئلة المتعلقة بإصلاح قانون حمل الأسلحة، مفضِّلاً دعوة ممتلكي البنادق إلى أن يحفظوا أسلحتهم بعيدة عن متناول الأيدي. وكان والد باغورتزيس يمتلك البندقية والمسدس اللذين زُعم أن ابنه قد استخدمهما في الجريمة بشكل قانوني ومسجَّل. وقال عند ظهوره في البرنامج التلفزيوني “The Week” الذي تبثه شبكة ABC، إنه يدعم مراجعة المعلومات السابقة فيما يتعلق بشراء المسدسات، ولكنه قال: “إن قواعد استخدام السلاح تبدأ من المنزل”.
وقال لشبكة CNN: “إننا نحتاج إلى تسليح معلمينا”، وأضاف أن هناك مُعلماً في سانتافي كان “جندياً بحرياً” وكان يمكنه منع إطلاق النار لو كان يحمل سلاحاً. وأضاف: “عندما نواجه مطلقاً للنار، فإن أفضل الطرق لردعه استخدام المسدس. ولكن الوضع سيكون أفضل إذا ما واجهتْ 4 أو 5 مسدسات مسدساً واحداً”.
أخطأ باتريك الاقتباس من دستور الولايات المتحدة، حينما قال لشبكة ABC إن المعلمين كانوا “جزءاً من ميليشيا تدار بشكل جيد”. والواقع إن التعديل الثاني يقول: “لا يجب انتهاك حق الشعب في تكوين ميليشيا” ضرورية لأمن الدولة الحرة، وتتم إدارتها بشكل جيد، وحقها في الاحتفاظ بالأسلحة وحملها.
كرر باتريك كذلك دعوته لتقليل بوابات المدارس وتأمينها. وقال لشبكة CNN: “يمكننا جعل الوصول لهذه الأهداف أصعب”.
وأجرت ABC أيضاً مقابلة مع فريد غوتينبرغ، والد أحد الضحايا الـ17 الذين قُتلوا في مذبحة مدرسة باركلاند بفلوريدا في فبراير/شباط 2018، والذي يدير الآن مجموعة Orange Ribbons For Jaime ، وهي مجموعة مسماة باسم ابنته البالغة من العمر 14 عاماً.
وقال غوتنبرغ إن باتريك “قال أحد أكثر التعليقات حماقةً والتي سمعتها طوال حياتي فيما يخص أمن الأسلحة”، وقال إن نائب الحاكم “يجب أن يُقال من منصبه؛ لإخفاقه في حماية مواطني تكساس”، بحسب الصحيفة البريطانية.
“إني أستشيط غضباً الآن. إنني هنا في نهاية الأسبوع، بينما كان يُفترض بي أن أكون في حفل الرقص الخاص بابنتي. إنهم الآن يكرّمون ذكراها بدلاً من أن أراها ترقص! وبالنسبة لذلك الرجل الذي قال تلك التعليقات الحمقاء؟ فإن هذا الأمر غير مقبول”.
وقال قائد شرطة هيوست،ن آرت أسيفيدو، لبرنامج “Face the Nation John Bernes”، إن الضابط المتقاعد وحارس المدرسة الذي واجه المتهم كانت “حالته شديدة الخطورة ولكنها مستقرة. يمكنني أن أخبرك بأننا نتوقع أن يتعافى”. وكرر أسيفيدو أيضاً انتقاده انعدام الفاعلية التشريعية، التي عبر عنها في منشور له على موقع فيسبوك يوم الجمعة 18 مايو/أيار 2018.
فقال: “هناك أشخاص يشغلون الكثير من المناصب على مستوى الولاية وعلى المستوى الفيدرالي، لا يفعلون شيئاً سوى الدعاء. إننا نحتاج إلى البدء في استخدام صندوق الاقتراع ومبادرات الاقتراع؛ كي نرى أن إرادة الناس يتم تنفيذها بالفعل”.
محاولات للإصلاح التشريعي
أخبر أوليفر نورث، الرئيس الجديد للجمعية الوطنية للأسلحة،ـ شبكة Fox News، يوم الأحد 20 مايو/أيار 2018، بأن الدعوات للإصلاح التشريعي تعالج “العَرَض بدلاً من المرض”، وقال إن العديد من المتهمين في حوادث إطلاق النار بالمدارس كانوا “تحت تأثير المخدرات”، ودافعَ عن برنامج “الدرع المدرسية” الخاص بالجمعية.
مَثل باغورتزيس أمام المحكمة في غالفستون يوم الجمعة 18 مايو/أيار 2018، بتهمة القتل الذي يوجب الإعدام. ونظراً إلى كونه تحت سن 18 عاماً، ففي حالة اعتباره مذنباً فإنه سيواجه عقوبة السجن مدى الحياة بدلاً من الإعدام.
وبدأ إطلاق النار في أثناء الدروس الصباحية يوم الجمعة. استخدمت إحدى الأمهات موقع فيسبوكلوصف ما قالت إن ابنتها مرت به. كتبت ديدرا فان نيس: “كانت تنتقل من [مكان إلى مكان للاختباء]، في حين استمر القاتل في إطلاق النار على الفصل. هي الآن مغطاة بالتراب؛ بسبب الرصاصات التي ضربت الحيطان التي كانت حولها. كان الأطفال يتدافعون في محاولة للاختباء/الهرب وهي في النهاية جرت إلى غرفة التخزين، حيث اختبأت هي و6 أطفال آخرين”.
واستأنفت فان نيس قائلةً: “قاموا بوضع أغراض ثقيلة أمام الباب، وصرخ القاتل: (مفاجأة…)، وبدأ في إطلاق النار على المخزن. أصاب القاتل 3 أطفال من أصل 8 في المخزن. قتل طفلين منهم على الفور. ثم غادر لمطاردة أطفال آخرين جروا خارج الغرفة وسمعوا المزيد من طلقات النار. ثم عاد ثانية”.
كتبت الأم أن إيزابيل ابنتها رقدت “على الأرض أكثر من 30 [دقيقة] بجوار زملائها المتوفين”، واستمر القاتل في صخبه.
وورد في تصريح عائلة باغورتزيس: “إننا راضون عن التعليقات العامة التي جاءت من طلاب ثانوية (سانتافي) الآخرين التي تُظهر ديمتري على الشكل الذي نعرفه به: ولد ذكي، هادئ، لطيف. إن ما علمناه من التقارير الإعلامية لا يمتُّ بِصلة إلى الولد الذي نحبه”، بحسب الصحيفة البريطانية.
ولقي 8 طلاب واثنان من المعلمين البدلاء مصرعهم. وكانت واحدة من الطلاب الذين لقوا مصرعهم سبيكة شيخ، من باكستان. قالت الجمعية الإسلامية لهيوستن الكبرى “Islamic Society for Greater Houston”، إن الصلاة ستقام على الفتاة، البالغة من العمر 17 عاماً، يوم الأحد 20 مايو/أيار 2018، وإن جثمانها سوف يعاد إلى عائلتها في كراتشي.
وأكد فريق Houston Texans، المنافس في الدوري الوطني لكرة القدم، إن نجم الدفاع لديه، جيه.جيه.وات سوف يتكفل بنفقات مراسم الدفن كافة. وفي مساء الأحد، احتشدت المدرجات بالجماهير، حيث نزل فريق مدرسة سانتافي الثانوية إلى الملعب؛ من أجل مباراة فاصلة في ضاحية هيوستن. وكان أحد رماة الفريق قد أصيب بجرح طفيف برأسه في أثناء إطلاق النار.