متظاهرون إيرانيون يحاصرون “الباسيج”
خرجت مظاهرات ليلية حاشدة في العاصمة طهران ومختلف المدن الإيرانية، الخميس، واندلعت اشتباكات مع قوات الأمن، فيما تمكن متظاهرون من محاصرة عناصر الأمن وإحراق دراجاتهم النارية، في تحد واضح للسلطة التي دأبت على استخدام القمع الأمني لكنها فشلت في وقف الاحتجاجات.
واحتشد المتظاهرون في طهران في مسيرات خرجت من شارع ولي عصر ومتنزه دانشجو ومسرح المدينة، حيث اشتبكوا مع قوات الباسيج التي استخدمت العنف في محاولة لقمع المظارهرات التي لا تزال مستمرة.
وتعالت هتافات “الموت لخامنئي” والموت للديكتاتور، فيما أحرق البعض صور المرشد الإيراني والرئيس حسن روحاني، بحسب اللقطات المصورة التي نشرها موقع مجلس المقاومة الإيرانية.
وتتزامن المظاهرات في قلب العاصمة الإيرانية مع خروج حشود غاضبة في مدن مشهد وشيراز وأصفهان وكرج وأراك ونجف آباد وشاهين شهر وغيرها من المدن الإيرانية.
ونجح المتظاهرون في مدينة كرج في إجبار قوات النظام على التراجع مرات عدة وسط هتافات المتظاهرين “الشعب يستجدي والآغا [ خامنئي] يتصرف كإله”، و”أترك سوريا، اهتم بأحوالنا”، و”لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران”.
وسمعت أعيرة نارية في الهواء حيث حاولت قوات النظام تفريق المتظاهرين دون جدوى، بينما اشتبك متظاهرون مع عناصر الباسيج وأحرقوا دراجاتهم النارية في الدوار الأول بحي كوهر دشت في كرج، وطوق عدد من المتظاهرين بعض عناصر الأمن خلال المواجهات.
شوهدت مجموعات كبيرة من الفتيات يقدن العديد من المسيرات في شوارع كرج، وشوهدن في اشتباكات مع الأمن.
وفي مدينتي شيراز ومشهد، قام النظام بنشر قوات الأمن ومكافحة الشغب في الشوارع الرئيسية للمدينتين لكن دون أن يتمكن من إخمادها.
وتأتي الانتفاضة الشعبية مع استعداد الولايات المتحدة لإعادة فرض العقوبات على إيران الأسبوع المقبل، والتي تم رفعها بموجب الاتفاق النووي الذي تخلى عنه الرئيس دونالد ترامب.
وأثار ذلك المخاوف من تعرض إيران لمعاناة اقتصادية طويلة ومزيد من الاضطرابات المدنية في البلاد، التي تعاني من جراء سياسة نظام الملالي القائمة على هدر الموارد الوطنية لتحقيق أجندته الخبيثة.
وهبط الريال الإيراني إلى مستويات جديدة، الاثنين الماضي، متجاوزا 120 ألف ريال للدولار، مع تأهب الإيرانيين لإعادة الولايات المتحدة فرض أول دفعة من العقوبات الاقتصادية.