مباحثات هاتفية بين أردوغان وترامب حول شرق المتوسط.. أنقرة: ندعم الحوار وخفض التوتر في المنطقة
بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، قضايا ثنائية والتطورات الإقليمية وفي مقدمتها شرق البحر المتوسط، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيسان بحسب بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصال التركية.
وتصاعدت حدة التوتر بين تركيا واليونان منذ أن أرسلت أنقرة سفينة المسح أوروتش رئيس إلى مياه متنازع عليها في شرق البحر المتوسط هذا الشهر، في خطوة وصفتها أثينا بأنها غير قانونية.
تدور خلافات شديدة بين تركيا واليونان، العضوين في حلف شمال الأطلسي، بشأن السيادة على موارد النفط والغاز في المنطقة بناءً على وجهات نظر متباينة بشأن امتداد الجرف القاري لكل من الدولتين في المياه التي تنتشر فيها جزر معظمها يونانية.
وفق نفس البيان، فإن أردوغان أوضح خلال الاتصال أن بلاده لم تكن الطرف الذي يخلق حالة من عدم الاستقرار في شرق المتوسط.
كما أكد أن تركيا أثبتت دعمها الحوار وخفض التصعيد في شرق المتوسط عبر إقدامها على خطوات ملموسة.
مناورات عسكرية: هذه المكالمة الهاتفية تأتي بعد أن قالت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء 26 أغسطس/آب، إن سفناً عسكرية تركية أجرت مناورات عسكرية مع مدمرة أمريكية في شرق البحر المتوسط، وسط تصاعد التوترات بين تركيا واليونان بالمنطقة.
فيما قالت الوزارة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: “الفرقاطة التركية (تي سي جي بارباروس) والفرقاطة (كورفيت) تي سي جي بورغازادا أجرتا تدريبات عسكرية مع المدمرة الأمريكية (يو إس إس ونستون إس. تشرشل)”.
تأتي المناورات التركية الأمريكية في الوقت الذي نشرت فيه فرنسا وإيطاليا، الأربعاء، قوات عسكرية بشرق المتوسط؛ للمشاركة في تدريبات مشتركة مع اليونان وقبرص، في سياق توتر حاد مع تركيا، التي حذّر رئيسها رجب طيب أردوغان، أثينا من ارتكاب أي “خطأ” يؤدي إلى “خرابها”.
حيث أعلنت وزارة الدفاع اليونانية، الأربعاء، أن “قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا اتفقت على نشر وجود مشترك في شرق المتوسط في إطار مبادرة التعاون الرباعية (إس كيو إيه دي)”.
ومن المقرر أن تُجرى التدريبات بين يومي الأربعاء والجمعة، بشرق المتوسط في جنوبي وجنوب غربي قبرص، وفق مصدر عسكري.
تصعيد تركي يوناني: وتأتي هذه المناورات في خضمّ تصعيد بين أنقرة وأثينا في شرق المتوسط، حيث فاقم اكتشاف حقول كبيرة من الغاز بشرق المتوسط في السنوات الماضية، خلافات قديمة بين البلدين المجاورين حول حدودهما البحرية.
في حين حذّرت فرنسا، الأربعاء، تركيا من أن شرق المتوسط لا يمكن أن يشكل “ملعباً” لـ”طموحات” وطنية، حيث قالت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، في تغريدة أكدت فيها إجراء التدريبات المشتركة، إن “المتوسط يجب ألا يكون ملعباً لطموحات البعض؛ إنه ملكية مشتركة”، حيث “احترام القانون الدولي يجب أن يكون القاعدة وليس الاستثناء”.
لا تنازلات تركية: من جهته، حذَّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بأن بلاده لن تقدِّم “أي تنازل” في الدفاع عن مصالحها المرتبطة بالغاز في شرق المتوسط، داعياً “نظراءه” إلى تجنّب أي “خطأ” يمكن أن يؤدي إلى “خرابهم”، في إشارة إلى اليونان من دون تسميتها.
فيما أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمام البرلمان، أن “قواتنا المسلحة تبقى في حالة تأهب”. وأضاف أن “اليونان قوية بالميدان على قدر قوتها في الحوار”.
من جهتها، اعتبرت وزارة الدفاع القبرصية، في بيان، أن “التوتر ومحاولات زعزعة الاستقرار في شرق المتوسط بلغت الذروة”.
أزمة سياسية: وتؤجج جزيرة كاستيلوريزو الواقعة على بُعد كيلومترين من المياه التركية، غضب أنقرة، إذ تعتبر أثينا أن المياه المحيطة بهذه الجزيرة تخضع للسيادة اليونانية، فيما تردُّ أنقرة بأن هذا الموقع يحرم تركيا من مساحات بحرية غنية بالغاز تمتدّ إلى مئات الآلاف من الكيلومترات.
فيما أوضحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، أن فرنسا ستشارك في التدريبات المشتركة بثلاث طائرات من طراز “رافال” وفرقاطة ومروحية.
في حين نشرت باريس قبل ذلك بشكل مؤقت، مقاتلتين من طراز “رافال” وسفينتين حربيتين بشرق المتوسط، في 13 أغسطس/آب 2020؛ للمشاركة في تدريب مشترك مع البحرية اليونانية.