مباحثات سرية بين توفيق علاوي وسفير واشنطن بخصوص قوات أمريكا في العراق
كشفت صحيفة The Independent البريطانية إن رئيس الوزراء العراقي المكلف السابق محمد توفيق علاوي قاد في فبراير 2020، نقاشات سرية في مكتبه مع السفير الأمريكي لدى العراق ماثيو تولر ودبلوماسيين أمريكيين آخرين، عن مستقبل الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق.
بحسب علاوي، حسب التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية، الصحيفة البريطانية الأحد 12 أبريل 2020، أبلغ الدبلوماسيون الأمريكيون عن تعرضهم لـ “ضغط كبير” لسحب القوات من العراق، وبأنهم سيغادرون في غضون عامين، وهو ما رفضته إيران عبر سفيرها في العراق إيراج مسجدي، الذي أكد على أنه “يجب عليهم المغادرة الآن”.
مخاوف أمريكية: يأتي الحديث عن المفاوضات التي قادها علاوي مع السفير الأمريكي في الوقت الذي باتت أمريكا تؤمن بشكل كبير أن هجوماً وشيكاً واسع النطاق ضد جنودها في العراق، صحيح تماماً، وأنها تسعى اليوم أكثر من أي وقت مضى للانسحاب من العراق.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت أكثر خشية من إيران التي يبدو أنها مستعدة، عن طريق أذرعها، لأن تفعل ما يتطلبه الأمر لإخراج القوات الأمريكية من العراق على الفور.
قرار البرلمان: كان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر واثقا تماماً من دحض ما جاء في خطاب مرسل إلى نظرائه العراقيين في يناير/كانون الثاني 2020، على خلفية قرار البرلمان العراقي لسحب القوات الأمريكية بعد مقتل القائد الإيراني اللواء قاسم سليماني.
أصر إسبر ومارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، في هذا الوقت على عدم وجود قرار على الإطلاق بمغادرة العراق.
موقف ايران: التقرير البريطاني يقول إن إيران ومع الضربة القوية التي تتعرض لها بسبب فيروس كورونا، والعقوبات الاقتصادية الشديدة التي تعاني منها، أصبحت أكثر رغبة في دفع الأمور نحو المواجهة في العراق إن لم تنسحب القوات الأمريكية، في الوقت الذي أتاحت فيه إدارة ترامب الفوضوية في إدارة أزمة المرض المنتشر لديها، الفرصة لإيران لممارسة مزيد من الضغط على الولايات المتحدة، حسب الصحيفة.
الصحيفة أشارت كذلك إلى أن الإدارة الأمريكية تملك رغبة قوية في الانسحاب من المنطقة على النطاق الأوسع، وهي استراتيجية مهدت الطريق لها عن طريق توقيع اتفاقية سلام مع حركة طالبان بعد 19 سنة من القتال، والانسحاب من أفغانستان.
سيناريوهات سوداء: وبحسب الصحيفة، فإن تواجد القوات الأمريكية يحقق توازناً دقيقاً بين جميع الطوائف الدينية والقوى السياسية في العراق، وأن انسحابها يعني إثارة الحرب الطائفية مجدداً بين السنة والأكراد، الذين يشكل وجود القوات الأمريكية وثيقة تأمين بالنسبة لهم، وهم على استعداد لإعطائها مقرات جديدة في أربيل إن هي انسحبت من بغداد.
على الجانب الآخر، فإن التصعيد من جانب القوات الأمريكية والميليشيات المدعومة إيرانياً، يضع العراق في خطر حدوث صراع عسكري شامل.
التقرير قال إنه قد تقلصت هذه السيناريوهات الممكنة حول مستقبل الولايات المتحدة في العراق إلى اثنين فقط: حرب شاملة أو المغادرة اليوم قبل الغد