ما هي حقيقة نظريات المؤامرة؟
سمعنا كثيراً عن الماسونية ورموزها الغريبة المخبأة هنا وهناك، كما سمعنا أيضاً عن بروتوكولات حكماء صهيون، التي صاغتها مجموعة من اليهود بهدف السيطرة على العالم ، وعن سيناريوهات عديدة حول نهاية العالم.
سمعنا أيضاً عن جماعة المتنورين الذين خطَّطوا منذ مئات السنين لتأسيس ما يُسمَّى بالنظام العالمي الجديد، وعن كونهم مجموعة من المتآمرين الذين يسعون للسيطرة على مفاصل القوة في العالم، عن طريق خلق الثورات والحروب والتحكم في اقتصاد الدول.
لكن، وبحسب موقع World Atlas الكندي، كلّ تلك القصص تندرج تحت عبارة «نظريات المؤامرة»، التي خُلقت وأُلِّفت عبر العصور لأغراض وأسباب مختلفة.
بروتوكولات حكماء صهيون
هذه البروتوكولات التي أخذت شهرةً عالميةً ما هي في الأصل إلا شائعة كاذبة، نُشرت في روسيا في عام 1903 من قبل المعادين للسامية.
فوفقاً لبروتوكولات حكماء صهيون، زُعم أن بعض العقول المدبرة لليهود كانوا يخططون لحكم العالم، نيابة عن جميع اليهود، لأنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار.
وزُعم أن هذه البروتوكولات وضعت خلال محاضر اجتماعات سرية للعقول المدبرة لليهود.
ما هي نظرية النظام العالمي الجديد؟
ادَّعت العديد من نظريات المؤامرة وجود سلطات خفية استبدادية متنامية حول العالم، يُطلق عليها اسم النظام العالمي الجديد.
حيث تتشارك كل هذه النظريات في فكرة وجود سلطة غامضة تتآمر لحكم العالم بأسره، عن طريق نظام حكم سلطوي.
ويُزعم مشاركة العديد من الشخصيات التاريخية والحالية في المخطط الذي تديره منظمات وهمية تدبر الأحداث السياسية والاقتصادية المهمة في الخفاء.
ولتحقيق ذلك، فإن هؤلاء الأشخاص يثيرون أزماتٍ عالمية من خلال دفع سياساتٍ مثيرةٍ للجدل على مستوى الدول والعالم بأسره.
نظريات المؤامرة حول سيناريوهات نهاية العالم
في البداية، اقتصرت نظرية النظام العالمي الجديد على ثقافتين مضادتين سائدتين في الولايات المتحدة في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
كانت الثقافة الأولى ممثلة في اليمين المعارض للحكومة بعدوانية، بينما كانت الثقافة الأخرى تتعلق بجزء أساسي في المسيحية، الذي ركز على ظهور المسيح الدجال في نهاية الزمان.
وبرغم ذلك، لاحظ بعض المشككين أن نظريتي المؤامرة السابقتين قد توغلتا في عمق الثقافة العامة.
وأدَّى هذا بدوره إلى استعداد العديد من الأشخاص لأحداث نهاية العالم، مع اقتراب نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين.
بابا الكنيسة الكاثوليكية.. النبي الكاذب
منذ القرن التاسع عشر، توقَّع العديد من المسيحيين المختصين بعلم آخر الزمان ظهور النظام العالمي الاستبدادي الجديد، وهو عبارة عن أنظمة حاكمة ستُفرض لتحقيق نبوءات الكتاب المقدس حول نهاية العالم.
وذكر جون نيلسون داربي نبوءات سفر حزقيال وسفر دانيال وحديث جبل الزيتون وسفر رؤيا يوحنا.
ادَّعى هؤلاء المختصون أن الأشخاص الذين اتبعوا الشيطان لتجميع الثروة ويملكون القوة كانوا في الطليعة لقيادة البشرية لقبول سلطة النظام الجديد.
وادَّعى المؤمنون بهذه النظرية، أنَّ سلطة النظام العالمي الجديد ستَفرض في وقتٍ لاحقٍ عبادةً جبرية لـ «الثالوث غير المقدس» الشيطان، والمسيح الدجال، والنبي الكاذب.
في معظم نظريات المؤامرة المسيحية كان النبي الكاذب هو بابا الكنيسة الكاثوليكية.
الماسونية
تعتبر الماسونية واحدةً من أقدم المنظمات الأخوية في العالم، وقد نشأت في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر في بريطانيا.
مع مرور الوقت، توجَّهت نحوها العديد من نظريات المؤامرة مع بعض المزاعم بأنها كانت تتآمر لإقامة النظام العالمي الجديد.
لعلَّ السبب الرئيسي الذي جعل هذه الأخوية عرضة لحكايا المؤمنين بنظريات المؤامرة هو رموز وطقوس الماسونية التي جعلت الناس يعتقدون أنهم يمارسون شعائر شيطانية.
المتنورون
كانت منظمة المتنورين عبارةً عن جمعية سرية ظهرت في عصر التنوير، وتأسَّست في محافظة بافاريا العليا بولاية بافاريا الألمانية، في الأول من مايو/أيار عام 1776، على يد البروفيسور آدم وايسهاوبت.
وتألفت من دعاة العلمانية والفكر الحر والجمهورية والليبرالية والمساواة بين الجنسين.
إلا أنَّ القصص التي حِيكت حول هذه الجماعة كثيرة جداً، ففي أواخر القرن الثامن عشر، بدأ المؤمنون بنظرية المؤامرة يتكهَّنون بأن المتنورين كانوا العقل المدبر وراء الثورة الفرنسية بعد أن نجوا من القمع.
كما اتُّهموا بمحاولة تنظيم موجة ثورية في أوروبا وكل العالم سراً، حتى ينشروا أفكارهم وحركاتهم الراديكالية.
الكائنات الفضائية ونظريات المؤامرة في القرن الحادي والعشرين
القرن الحادي والعشرين لم يسلم أيضاً من نظريات المؤامرة، لكن النظريات هذه المرة أخذت صبغة جديدة، فالكائنات الفضائية كانت محورَها بدلاً من اليهود والمتآمرين.
فمعظم هذه النظريات رأت أن هناك كائنات فضائية بيننا، وأن الحكومة تتستَّر عليهم بغرض عدم كشفهم للعامة، عن طريق ما يُعرف باسم «رجال البدل السوداء».
أيضاً، هناك اعتقادات بأن تطبيق النظام العالمي الجديد سيكون تدريجياً، إذ تشير هذه الاعتقادات إلى كيانات مختلفة مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها من المنظمات الدولية، ستكون هي المسؤولة عن تطبيق النظام الجديد.