ما هي حقيقة «المنطقة 51» مقر الأطباق الطائرة وغزاة الفضاء؟
«المنطقة 51» هي مصطلح دائم التردد في أفلام الخيال العلمي الأمريكية في إشارة لمنطقة ما يفترض أنها مقر لأبحاث سرية تجريها الولايات المتحدة على مركبة فضائية ومخلوقات من عوالم أخرى، فما هي حقيقة تلك المنطقة وما سر الدعوات لاقتحامها؟
موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي تناول القصة في تقرير بعنوان: «ما هي «المنطقة 51″ وماذا يجري هناك؟».
دعوة لاقتحام المنطقة السرية
تستعد المدينتان الأمريكيتان الصغيرتان راشيل وهيكو، الواقعتان بالقرب من «المنطقة «51 السرية للغاية في نيفادا، لتدفق محتمل للزوار.
إذ دُشّنت فعالية عبر فيسبوك تحمل اسم «اقتحموا المنطقة 51، إنهم لا يستطيعون إيقافنا جميعاً»، على الرغم من أن الشخص الذي خرج بتلك الفكرة قال إنها كانت على سبيل المزاح. فما هي إذاً المنطقة 51؟
ماذا نعرف عن «المنطقة 51″؟
«المنطقة 51» هي موقع على الخريطة وهي الاسم الشائع لقاعدة تابعة للقوات الجوية في الولايات المتحدة. وتقع في منطقة بحيرة «غروم» الجافّة في صحراء نيفادا، على بعد 135 كم شمال لاس فيجاس.
ويكتنف الكتمان ما يجري في داخلها، إذ يجري الإبقاء على العامّة في منأى عن المنشأة من خلال علامات التحذير والمراقبة الإلكترونية والحراس المسلحين.
وأيضاً، فالتحليق الطائرات فوق «المنطقة 51» غير قانوني، على الرغم من أن الموقع أصبح مرئياً الآن عبر صور الأقمار الصناعية. وتضم القاعدة مدرجات للطائرات يصل طولها إلى 12 ألف قدم (ما يعادل 3.7 كم).
ويقع الموقع بجوار منطقتين عسكريتين محظورتين؛ هما «موقع اختبارات نيفادا» الذي شهد اختبار الأسلحة النووية الأمريكية منذ خمسينيات إلى تسعينيات القرن العشرين، وكذلك «منطقة اختبار وتدريب نيفادا»، وتغطّي المنطقة كاملة أكثر من 2.9 مليون فدان من الأراضي.
ووفقاً للجيش الأمريكي، فإنها تمثّل «ساحة قتال مرنة وواقعية ومتعددة الأبعاد لتطوير تكتيكات الاختبار والتدريب المتقدمة».
لماذا أُنشئت؟
شيدت «المنطقة 51» أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتكون منشأة اختبار وتطوير للطائرات، بما في ذلك طائرات استطلاع SR-71 Blackbird من طراز U-2 وSR-71.
على الرغم من افتتاحها في عام 1955، فلم تعترف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بوجودها رسمياً إلا في أغسطس 2013.
وبعد أربعة أشهر من اعتراف وكالة الاستخبارات المركزية، أصبح الرئيس السابق باراك أوباما أول رئيس أمريكي يذكر «المنطقة 51» علانية.
ما يجري هناك اليوم؟
على الرغم من قلة المعلومات الرسمية، يُعتقد أن الجيش الأمريكي يواصل استخدام المنطقة 51 لتطوير أحدث الطائرات. ويُعتقد أيضاً أن هناك حوالي 1500 شخص يعملون بها، يتنقل العديد منهم بواسطة رحلات جوية مستأجرة من لاس فيجاس.
تقول آني جاكوبسن، التي كتبت عن تاريخ «المنطقة 51″، في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إن الموقع يضم بعضاً من أكثر برامج التجسس تقدماً في العالم.
وأضافت: «المنطقة 51 هي منشأة اختبار وتدريب، بدأت البحوث بها بطائرة التجسس U-2 في الخمسينيات من القرن الماضي ووصلت الآن إلى الطائرات بدون طيّار».
هل هناك كائنات فضائية وأطباق طائرة في «المنطقة 51″؟
ساعدت السرية التي تكتنف «المنطقة 51» في تأجيج العديد من نظريات المؤامرة حولها، ولعل أكثرها شهرة هو الادعاء بأن الموقع يضم مركبة فضائية أجنبية وأجساد من كانوا يقودونها، بعد تحطمها في مدينة روزويل الواقعة بولاية نيو مكسيكو، في عام 1947. وتقول الحكومة الأمريكية إنه لم يكن هناك أي كائنات فضائية وإن المركبة التي تحطّمت كانت منطاد رصد جوي.
ويزعم آخرون أنهم رأوا أجساماً طائرة مجهولة فوق الموقع أو بالقرب منه، بينما يقول البعض إن كائنات فضائية اختطفتهم وأجرت عليهم التجارب قبل أن تُعيدهم مجدداً إلى الأرض.
وفي عام 1989، ادعى رجل يدعى روبرت لازار أنه كان يعمل على تقنية الكائنات الفضائية داخل «المنطقة 51». وزعم أنه شاهد صوراً طبية للكائنات الفضائية وأن الحكومة استخدمت المنشأة لفحص الأجسام الطائرة المجهولة.
وربما يكون ارتباط «المنطقة 51» بالكائنات الفضائية بمثابة إلهاء مفيد لأجهزة الاستخبارات.
وتقول آني: «في أوائل عام 1950 أسست وكالة الاستخبارات المركزية مكتباً للتعامل مع وقائع رؤية أجسام طائرة مجهولة فوق ولاية نيفادا. وعندما رأى الناس طائرة التجسس U-2 لأول مرة وهي تحلق، لم يكن أحد يعلم شيئاً عمّا يشاهده».
وأضافت: «وكالة الاستخبارات المركزية استخدمت هذا التضليل لصالحها بتعزيز خرافة الكائنات الفضائية».
ماذا يحدث إذا اقتحم الناس المنطقة 51؟
أنشأ ماتي روبرت، (20 عاماً)، فعالية على موقع فيسبوك تقترح أنه «يُمكننا الركض أسرع من الرصاص. دعنا نراهم أيها الكائنات الغريبة». وسجّل مليونا شخص حضورهم بالفعالية، رغم أن الأحداث التي نُظّمت على هذا النحو لطالما أُلغيت بسبب مخاوف من «كارثة إنسانية محتملة».
وتقول علامات التحذير حول «المنطقة 51» إنه لن يجري التسامح مع أي دخيل على المنطقة.
وحذرت القوات الجوية الأمريكية أيضاً من أن «المنطقة 51» هي «مساحة تدريب مفتوحة للقوات الجوية الأمريكية، وسوف نحبط أي شخص عن محاولة المجيء إلى المنطقة التي ندرب فيها القوات المسلحة الأمريكية».
وأضافت: «سلاح الجو الأمريكي مستعد دائماً لحماية أمريكا وممتلكاتها».