ما هي أسباب رفض عباس اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟
استعرضت صحيفة “هآرتس” العبرية أسباب رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل ومنظمة حماس الفلسطينية التي تدير قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلي تفاوض إسرائيل وحماس بشكل غير مباشر على اتفاق لوقف إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة عبر جهاز المخابرات العامة المصري ومبعوث الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف.
وأوضحت الصحيفة أن الأطراف لم تتفق علي الشروط النهائية ولكن الاتفاق ينص علي إنهاء العنف والتوترات في المنطقة الحدودية بين غزة وإسرائيل لفترة محددة، وتخفيف الحصار الإسرائيلي علي غزة، ومائة مليون دولار من الاستثمارات لمشاريع التنمية في غزة..
ولفتت الصحيفة إلي أن العديد من الفلسطينيين في غزة الذين عانوا من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة من اليوم وعدم توفير مياه شرب نظيفة لهم مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير مما يزيد من الإزمة الإنسانية المأساوية إلا أنهم يأملوا أن يؤتي الاتفاق ثماره.
ولكن بالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن اتفاق وقف إطلاق النار لفترة طويلة الأجل بين إسرائيل وحماس أمر غير مرغوب فيه.
وقال مسؤول كبير في فتح طلب عدم نشر اسمه للقناة العاشرة الإسرائيلية يوم الثلاثاء “على جثتي ، لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس”.”.
واوضحت الصحيفة أن احد أسباب معارضة عباس لاتفاق النار بين حماس وإسرائيل هو رغبته أن يسيطر علي السلطة في غزة أولاً قبل أن يتحقق الاتفاق.
وقال حسين الشيخ ، المقرب من عباس وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، لتلفزيون السلطة الفلسطينية مساء الاثنين: “لا يمكن الحديث عن وقف لإطلاق النار قبل تحقيق المصالحة”.
وتوضح الصحيفة أن ما يعنيه الشيخ من خلال تعليقاته هو أنه لا يمكن لاتفاق وقف إطلاق النار أن يسبق تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية الذي يشمل استعادة السلطة الفلسطينية السيطرة على غزة.
ولفتت الصحيفة إلي أن حماس تسيطر علي غزة منذ الإطاحة بقوة بالسلطة الفلسطينية التي يهيمن علهيا فتح في عام 2007، ووقعت فتح وحماس اتفاقيات لإدخال غزة تحت نطاق حكومة واحدة إلا أنهم اخفقوا ولم ينفذ ذلك حتي الآن.
وقال مسؤول بارز في فتح طلب عدم نشر اسمه لصحيفة التايمز أوف إسرائيل: “السلطة الفلسطينية هي الطرف الوحيد الذي يتمتع بالشرعية للإشراف على تطوير غزة، ولا يمكن للقيادة الفلسطينية ولا للمجتمع الدولي السماح لحزب استولى بطريقة غير شرعية على غزة لإدارة تطويرها، وغير ذلك سيؤدي إلي زيادة الانقسام بين الضفة الغربية وغزة وسيتم تعزيزه بشكل أكبر”.
وأضافت الصحيفة أن هناك سبب آخر يقف عليه عباس لمعارضته الاتافق بين حماس وإسرائيل وهو أنه يعتقد أن اي اتفاق يجب أن تتفاوض عليه منظمة التحرير الفلسطينية بمفردها.
وقال أحمد مجدلاني ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: “منظمة التحرير الفلسطينية هي الطرف الوحيد الذي يمكنه التفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني، نحن لسنا ضد وقف إطلاق النار، ولكن في الواقع نحن نؤيد وقف إطلاق النار ، لكن منظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تتفاوض عليه، لأن ليس لدى حماس أي شرعية لإبرامه الاتفاق”.
وتشير الصحيفة إلي أن عباس والقيادة الفلسطينية في رام الله كثيرا ما يكرووا فكرة أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار سيعزل عباس في غزة ، في حين يضفي الشرعية على حماس وحكمها في القطاع ، الذي خاضته بمرارة منذ أن سيطرت الجماعة على المنطقة.
وقال المسؤول الكبير في فتح “إما أن تفاوض منظمة التحرير الفلسطينية على الصفقة أو لا أحد”.