ما هو الخطر من اعلان نتنياهو ضم مستوطنات الضفة الغربية؟
لعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بورقته الأخيرة الرابحة في الأسبوع الماضي قبل انتخابات الكنيست المقرر عقدها غداً الثلاثاء، معلناً أنه سيضم أجزاء من الضفة الغربية ويخضعها للسيادة الإسرائيلية إذا فاز حزبه في الإنتخابات، وفقاً لصحيفة “ذا ناشيونال” الأماراتية..
ويعد اعلان نتنياهو محاولة للفوز بمزيد من الأصوات اليمينية، حيث أشتد التنافس بينه وبين زعيم المعارضة بيني جانتس الذي يعد أكثر المنافسين الأوفر حظاً بالفوز أمام نتنياهو.
ماذا يعني ضم نتنياهو لمستوطنات الضفة الغربية؟
وتتساءل الصحيفة ماذا يعني خطر اعلان نتنياهو بضم مستوطنات الضفة الغربية إلي الكتل الاستيطانية الإسرائيلية؟، فهذا يعني أنه سيترك الفلسطينيون في سلسلة من الأراضي المنفصلة التي تجعلهم بلا جنسية إلي الأبد.
يعيش في المستوطنات أكثر من 60 ألف مستوطن في الأراضي المحتلة بالقدس الشرقية والضفة الغربية في كتلة استيطانية تضم 100 مستوطنة في القدس والضفة الغربية.
ماذا يريدون؟
يعتقد اليهود المتشددين ان الضفة الغربية هي موطنهم التوراني المحمي بالفعل من الجيش الإسرائيلي، وتقدم الحكومة الإسرائيلية جميع الخدمات لهؤلاء اليهود ولديهم طرق خاصة سريعة لتوفير الخدمات لهم، وهم محاطون بـ 2.9 مليون فلسطيني محتل، ولكنهم يسعون لمنعهم من إقامة دولتهم الوطنية على حدود إسرائيل.
يسعى الفلسطينيون إلى إدراج هذه الأراضي ضمن الدولة الفلسطينية في المستقبل، ولكن أي ضم للمستوطنات سيكون أرض إسرائيلية في اي اتفاق سلام في المستقبل، وبالتالي الحكومة الإسرائيلية تعتبره أنر غير قابل للتفاوض.
تداعيات ضم المتسوطنات
وبالتالي ، فإن ضم المستوطنات لن يترك للفلسطينيين سوى جزر منفصلة من الأرض ، تتخللها كتل كبيرة غير شرعية تُعتبر أرضًا إسرائيلية ، ولا أمل في إقامة دولة مجاورة.، ويبدو انها نية إسرائيل منذ وقت طويل.
يعتبر المجتمع الدولي أن مشروع الاستيطان غير قانوني بموجب القانون الدولي ، حيث صادرت إسرائيل الأراضي الفلسطينية ونقلت سكانها إلى أراض محتلة، وهي خطوة لضم المستوطنات التي يعارضها المجتمع الدولي لأعلي مستوي، واعلنت تركيا بالفعل لن تسمح لإسرائيل بتغيير وضع الضفة الغربية.
ويسأل الإسرائيليون لماذا لم يقم نتنياهو بضم مستوطنات الضفة الغربية في السنوات العشر الماضية التي قضاها في السلطة، وذلك لأنه لم يكن غارقًا في مشاكل الفساد قبل الانتخابات الحاسمة التي يتوقف عليها إرثه، خلال العامين الماضي ألغى نتنياهو ثلاثة مشاريع قوانين بشأن ضم أجزاء من القدس الشرقية المحتلة ووادي الأردن ومستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية.
ما هي المناطق التي سيتم ضمها؟
من غير الواضح المستوطنات أو المناطق التي سيتم ضمها ولن يفرق ما بين الكتل الاستيطانية الكبيرة والمواقع الاستيطانية المعزولة الموجودة في عمق الضفة الغربية، ولكن إذا كان سيضم المنطقة “ج” من الضفة الغربية ، التي تقع تحت السيطرة المدنية الإسرائيلية وفقا لاتفاقيات أوسلو للسلام لعام 1993 ، فسيستحوذ فعليًا على 60 % من الأراضي.
ماذا عن ترامب؟
إذا اتخذ نتنياهو قرار الضم فمن المؤكد أن سيحظي بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الذي اعترف القدس بالكامل عاصمة لإسرائيل، واعترف بسيادة إسرائيل علي مرتفعات الجولان المحتلة .
دعم الولايات المتحدة لضم الضفة الغربية من شأنه أن يشجع نتنياهو علي المزيد من أخذ أراضي الفلسطينيين، وفي تصريح مشؤوم للفلسطينيين ، قال نتنياهو للقناة الثالثة عشرة في إسرائيل يوم الجمعة ” لننتظر للفصل التالي ونري ماذا سيحدث؟.
تم الاتفاق على وضع الضفة الغربية والمستوطنات والمطالبات الفلسطينية بالأرض في أي مفاوضات نهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن نتنياهو تعهد بعدم نقل شبر واحد من أراضي الضفة الغربية إلى السيادة الفلسطينية.
لذلك مع وجود ترامب في السلطة ونتنياهو في طريقه لتحقيق فوز آخر في الانتخابات ، أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن الفلسطينيين لن يشهدوا على الأرجح تلك المحادثات.