ما مدى تأثير الأوضاع الداخلية في أمريكا على خطة “الضم”؟
في جلسة النقاش المخطط له اليوم مع رجاله، ليس هناك ما يدل على كيفية عمل الرئيس الأمريكي ترامب في مسألة بسط السيادة الإسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة وغور الأردن. ومع ذلك، فإن اعتبارات حزبية أمريكية داخلية كفيلة بأن تلعب دورا ًكهذا أو ذاك في أثناء الجلسة إياها، وفقا لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.
سطحياً، لا يفترض أن تكون هناك تداعيات حزبية لتأييد أمريكي لخطة السيادة. هذا صحيح أولاً وقبل كل شيء، لأن ترامب سبق أن أثبت لمؤيديه ومعارضيه بأنه صديق حقيقي لإسرائيل.
بعد نقل السفارة إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة ا لجولان، وهجر الاتفاق النووي مع إيران، يعرف الجميع بأن ترامب هو الرئيس الأكثر تأييداً لإسرائيل بين من وصلوا إلى البيت الأبيض في أي وقت من الأوقات. ولهذا السبب، وحتى وقت غير بعيد، كان الرأي السائد بأن ترامب سيفي بوعده في موضوع السيادة على يهودا والسامرة أيضاً، وسيعترف بسيادة إسرائيلية على الاستيطان وغور الأردن دون تردد.
ولكن منذ عرض خطته في كانون الثاني، حصل أمران في داخل إسرائيل غيرا الصورة الحزبية أمام ترامب. أولاً، الاعتراض أو على الأقل عدم التأييد من جانب وزير الدفاع بيني غانتس لبسط سيادة تامة، وإلى جانب هذا، تآمر وزير الخارجية بيني غانتس في الموضوع أحدث للديمقراطيين فتحة لمهاجمة ترامب. الذراع اليهودي في الحزب الديمقراطي يعمل منذ أشهر عديدة على حملة تدعي بأن ترامب خطير على اليهود ولاسامي بالمجمل.
إن اعتراض “أزرق أبيض” على خطة السيادة، بالتالي، معناه أن غانتس وأشكنازي سيصبحان بطلين في حملة اليهود الديمقراطيين ضد ترامب.
ثانياً، إن اعتراض مجلس “يشع” للمستوطنين على خطة إدارة ترامب للسلام قلل تأييد المسيحيين الإفنجيليين لخطوات الضم. صحيح أن موقف مجلس “يشع” لم يدفع الإفنجيليين لتأييد الديمقراطيين، ولكنه برد حماستهم للموضوع. وإن تأييد ترامب للسيادة، الذي ندد به مجلس “يشع”، لن يساعد على إشعال حماستهم من جديد.
ولا يعني هذا أن الاعتبارات الحزبية سترجح الكفة، فيوجد ما يكفي من الأسباب، الاستراتيجية والأخلاقية، ثقيلة الوزن التي يمكنها أن تبارك السيادة الإسرائيلية على المستوطنات وغور الأردن. كما أن معظم الجمهور في البلاد ومعظم النواب ومعظم الوزراء في الحكومة يؤيدون السيادة.
فضلاً عن ذلك، فليست إسرائيل ولا خطة السيادة هما اللتان ستحسمان نتائج الانتخابات للرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني. فالحريق السياسي في شوارع الولايات المتحدة والصعود الدائم في عدد الموتى من كورونا، وكذا الوضع الاقتصادي.. كلها ستحسم مصير ترامب كرئيس. ولكن لا شك بأن تلك الاعتراضات الإسرائيلية ضد خطة السيادة ستؤخذ بالحسبان في مداولات اليوم.