ما سر السباق إلي المريخ؟
أعاد هبوط المسبار InSight التابع لوكالة الفضاء الأميركية NASA الأضواء من جديد لهذه المنافسة المحتدمة بين الدول والشركات للوصول إلى المريخ وإنزال أول إنسان حي على سطحه. وبعد رحلة طويلة استمرت 6 أشهر، هبط المسبار على سطح الكوكب الأحمر يوم الإثنين 26 نوفمبر/تشرين الثاني بسلام.
السباق الحالي أعاد للأذهان تلك الحقبة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، عندنا اندلع سباق مثير بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لإنزال أول إنسان على سطح القمر.
كانت الحرب الباردة هي المهيمنة على أجواء الأرض في ذلك الوقت، سباق تسلح وهيمنة لا ينتهي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وسط مخاوف من اندلاع الحرب النووية. كلا الطرفين يسعى لبسط نفوذه في كل مكان، لكن في يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 1957، انتقل الصراع إلى مكان لم يكن ليتوقعه أحد؛ الفضاء.
كان الاتحاد السوفييتي هو صاحب المبادرة في ذلك اليوم، عندما أطلق أول قمر اصطناعي يعرفه العالم «سبوتنك-1» إلى مداره حول الأرض، ليبدأ التاريخ الفعلي للسباق نحو أبعد نقطة يمكن الوصول إليها في الفضاء (القمر في وقتها) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
الآن، وبعد مرور 60 عاماً، لم يتوقف السباق نحو الفضاء بعد دخول لاعبين جدد؛ الصين واليابان وأوروبا، وأخيراً الشركات الخاصة، لكن وسط هذا السباق العالمي نشأت منافسة محمومة بين عدة أطراف لإيصال البشر إلى المريخ واستعماره. أصبح هذا هو الهدف المعلن لدول وشركات عدة حول العالم، والأهم هو وجود سباق شرس حول من سيكون أول من يفعل هذا.
خلال حقبة الحرب الباردة كان هدف المنافسة الأميركية السوفييتية واضحاً: البعد القوي وفرض السيطرة واستعراض القوة، لكن ما هو السر وراء سباق الوصول للمريخ هذه المرة. إذا كان الأمر بين الدول فربما نفهم أنه عودة لفكرة الهدف القومي وتوحيد الشعب على فكرة بعينها لرفع المعنويات وإثبات القدرة، لكن لماذا تدخل الشركات الخاصة في الصراع، وما نعلمه أن هدف أي شركة غالباً ما يكون الربح المادي.
الحافز للوصول إلى المريخ
من دبي إلى الولايات المتحدة، ومن طوكيو إلى موسكو، ومن تل أبيب إلى بكين، يتنافس المليارديرات والقادة السياسيون على الهبوط إلى سطح القمر، واستعمار المريخ، وتعدين الكويكبات، أصبح الفضاء هو المكان الذي يلوي أعناق هؤلاء نحوه.
هناك مجموعة من العوامل المحفزة لهذا السباق، الحافز الأول يتعلق أكثر بالدول، وهو الفخر الوطني الذي تمنحه مثل هذه الإنجازات الكبرى، والروح المعنوية ضرورية لنمو الأمة وازدهارها. جميعنا يعرف أن الاتحاد السوفييتي هو أول من أرسل بشرياً في مدار خارج الأرض، وكلنا نعلم أن أول إنسان تطأ قدمه القمر كان أميركياً، لكن ما الذي خلّده التاريخ للصين أو اليابان أو أوروبا في الفضاء؟
الحافز الثاني مرتبط أكثر بالشركات، ذلك الاهتمام الذي لا يقاوم لأي رجل أعمال يرى فرصة لربح أموال أكثر في صناعة تقدر بعدة تريليونات الدولارات في المستقبل، التعدين خارج كوكب الأرض. كوكب مثل المريخ سيحتوي بالتأكيد على أنواع من المعادن والمكونات التي يمكن الاستفادة منها على الأرض، وستُباع بمليارات الدولارات.
من يربح السباق ويصل بأول إنسان على سطح المريح؟
لكن هناك حافز آخر «رومانسي»
لكنّ أياً من هذين الحافزين لم يكن هو الدافع -في المقام الأول- لممثلي القطاع التجاري الخاص، الذين يعدون أكبر القوى وراء العصر الجديد الذي نعيشه، مثل المليارديرات جيف بيزوس وإيلون موسك وريتشارد برانسون.
بالنسبة لهؤلاء، يبدو أن الدافع الرئيسي هو الرومانسية. هؤلاء الرجال نشأوا وسط مركبات فضاء «أبوللو» وأفلام «ستار تريك». هؤلاء يظنون أنه بإمكاننا الارتفاع أكثر في السماء إذا تطور العلم بسرعة، وكانوا يشعرون بخيبة أمل عميقة عندما توقفت ناسا في السبعينيات عن إرسال البشر إلى الفضاء السحيق.
ومع مرور الوقت، استطاع هؤلاء الرجال امتلاك أموال كافية ليقوموا بفعل ما توقفت عنه ناسا بأنفسهم. وبالتالي يسعون لتحويل ما شاهدوه من خيال إلى واقع. يوفر المريخ إمكانية الاكتفاء الذاتي التي لا يمكن تحقيقها ببساطة في أي مكان آخر في النظام الشمسي بمستوياتنا الحالية من التكنولوجيا، يحتوي المريخ على الماء والجو الملائم نسبياً، وغير ذلك من الموارد التي تسمح لنا بالعيش خارج الأرض، لكننا لن نعرف ما إذا كان التواجد الدائم ممكناً حتى نحاول.
أسباب أخرى للذهاب للمريخ
1- الاكتشاف والمعرفة العلمية، فالمريخ هو الموقع الأكثر أهمية علمياً في نظامنا الشمسي، الذي يمكن للبشر الوصول إليه في المستقبل المنظور. على الرغم من أن الاستكشاف الآلي للمريخ على مدى السنوات الـ50 الماضية زودنا بثروة من المعلومات والاكتشافات المذهلة، فإن معظم الخبراء يوافقون على أنه من المحتمل أن يقوم المستكشفون البشريون بتحديد ما إذا كانت هناك أو لا تزال حياة على المريخ، ولإجراء العديد من تحقيقات علمية أخرى غير ممكنة مع الروبوتات وحدها.
2- الإلهام والابتكار. من المعترف به على نطاق واسع أن استكشاف الفضاء هو واحد من أكثر الطرق فاعلية لإلهام الطلاب ليصبحوا مهتمين بتعلُّم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما أنه محرك معروف جيداً للتكنولوجيا والابتكار. العودة للقمر بعد 50 سنة من غير المرجح أن تتطلب تقدماً كبيراً في التكنولوجيا. على النقيض من ذلك، فإن مهمة طموحة إلى المريخ ستلهم أجيالًا جديدة من المهندسين والعلماء والأطباء والمبدعين والمعلمين والصناعيين للوصول إلى النجوم.
3- الأمن والدبلوماسية: في حين أن الجيش لن يدير البعثات المريخية ، فإن العديد من القدرات المطلوبة لتحقيق هذه المهام لها تطبيقات أمنية محتملة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبرنامج الفضاء الطموح والقوي أن يكون أحد أكثر الأدوات الدبلوماسية فاعلية لدينا، إذ ينظر الناس في جميع أنحاء العالم إلى البرامج الفضائية بالرعب والتقدير.
الآن، علينا أن نفهم المتسابقين في هذا السباق.
الولايات المتحدة: استمرار لتفوّق ناسا
تعتزم الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA) التوجّه إلى المريخ في مرحلةٍ ما في المستقبل القريب.
إدارة NASA تختبر حالياً «نظام الإطلاق الفضائي» SLS، وهو صاروخ سيكون قادراً على دَفعِ البشر والشحنات خارج مدار الأرض. وستكون كبسولة NASA الجديدة «الجوزاء» Orion، أساساً لصناعة مركبات أخرى أكبر حجماً لاستكشاف الفضاء السحيق.
في الوقت الراهن، تتنافس 6 شركات هي Bigelow Aerospace وBoeing ولوكهييد مارتين Lockheed Martin وأنظمة الفضاء بمؤسسة سييرا نيفادا Sierra Nevada Corporation’s Space Systems و NanoRacks للتعاقد مع NASA لبناء بعض أو كل مركبات الفضاء المستقبيلّة هذه. بعض تلك الشركات تقوم بالفعل بتصميم وبناء أو اختبار تقنيات مثل المساكن المطاطيّةومراكب الإنزال المستقبليّة.
في سبتمبر/أيلول 2017 أيضاً، كشفت شركة Lockheed Martin عن نسختها من «معسكر المرّيخ»Mars Base Camp، الذي يمثّل رؤية الشركة لمركبة فضاء قادرة على إعاشة طاقم في مدار حول المريخ، تصحبها مراكب إنزال. هذا أحد المسارات التي يمكن أن تختارها NASA، لكن من المؤكّد أن خيارات أخرى ستظهر في المستقبل، فيما تُواصل وكالة الفضاء رحلتها البطيئة والمتأنية نحو المريخ.
وعلى عكس الشركات الخاصة، تخضع خطط NASA -التي ما زالت غامضة- تماماً لأهواء التمويل الفيدرالي.
يظهر اهتمام NASA بالعلم أكثر من الشركات الخاصة بشكل واضح. إنها ترغب في معرفة المزيد عن كيفية نقل البشر إلى المريخ، وكيفية الإبقاء عليهم أحياء حالَ وصولهم إلى هناك. مما يعني السعي لمعرفة المزيد عن نوعية الموارد التي قد تتوفر على سطح الكوكب.
بحسب ما هو معلَن رسمياً، تتطلع NASA إلى إرسال البشر إلى مدار منخفض
حول المريخ بحلول عام 2030، وإنزال البشر على المريخ في فترةٍ لاحقة.
وحاولت NASA التأكيد أنها لا تدخل في منافسة محتملة مع أي شركة أخرى، مثل SpaceX أو غيرها من الشركات المصنعة. ومع ذلك، قد يدفع السياسيون NASA إلى التنافس مع الشركات الخاصة لتوصيل البشر إلى المريخ. فخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوكالة nasa هي الوصول إلى المريخ في عام 2030.
الصين: التنين قادم
رُبما يشهد توسُّع الصين الاقتصادي تراجعاً ملحوظاً، لكنَّ تطلُّعاتها في مجال الفضاء لا تُظهر أي علاماتٍ على التباطؤ. فإلى جانب جهودها المستمرة لمنافسة وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» عبر إرسال مسابير روبوتية، روَّاد فضاء، ومؤخراً إلى سطح القمر والمريخ، تُركِّز حكومة الصين تركيزاً أكبر على قطاع الفضاء المزدهر لتُنافس الشركات الأميركية.
بعد سنوات من السرية، التي كانت تحيط ببرنامج الفضاء الصيني نفسه، أعلن عن رؤية جديدة طموحة لاستكشاف الفضاء. وبينما تريد الصين إرسال سفينة فضائية من دون طيار إلى مدار المريخ بحلول عام 2020، فإنها تنوي إرسال «رواد الفضاء» إلى الكوكب الأحمر لاحقاً.
إنزال مركبة فضائية خاصة بها على سطح المريخ سيكون بمثابة انقلاب كبير داخل الصين، يعطي الصين فرصة لتجاوز الهند، التي وصلت أولى مركباتها المدارية إلى المريخ، في سبتمبر/أيلول 2014. هذا يعني أن المكانة التي سيفوز بها الحزب الشيوعي الحاكم ستكون هائلة، مما يمنح المصداقية للرئيس الصيني شي جين بينغ في صورة «الحلم الصيني».
الإمارات: التفوق ومركزٌ للريادة العلمية
أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن خطة «المريخ 2117″، وهي خطتها لإقامة مستوطنة بشرية على المريخ خلال القرن المقبل.
تستغلّ الإمارات في الوقت الحالي جدولها الزمنيّ المتمهّل، وتراكم تدريجياً أفكاراً حول ما ترغب في القيام به على سطح المريخ حالَ وصولهم إلى هناك. فهم يبنونميدان اختبار ضخماً، عبارة عن مدينة مريخيّة في الصحراء، حيث يمكنهم اختبار تقنيات ومواد البناء قبل أن يبدأوا العمل على سطح الكوكب الأحمر.
ومثل آخرين كُثُر، تريد الإمارات مساعدة الإنسانية على تمديد آفاقها فيما وراء هذا الكوكب، لكن المشروع يهدف أيضاً لجعل الإمارات جزءاً من شيء أكبر هنا على الأرض. فالإمارات العربية المتحدة تريد أن تحتل مركز الريادة العلمية، وترى في هذا السعي نحو المريخ فرصةً لاختبار وتطوير تقنيات جديدة وعلاقات دولية في بيئة مثيرة وملهِمة.
وفي عام 2021، وبالتزامن مع عيد ميلاد الدولة الخمسين، تخطط الإمارات لتكون لها مركبة فضائية تدور حول المريخ.
إيلون ماسك/ SpaceX: الوصول لمجرد الوصول
تمكّنت شركة SpaceX، التي أسسها إيلون ماسك، بالفعل، من الوصولة إلى مرحلة جعل صواريخها صالحة لإعادة الاستعمال، وهي خطوة قد توفر التكاليف في المستقبل. الخطوة التالية هي بناء صاروخ أكبر، واستهداف وجهات أبعد.
وتعد SpaceX المرشح الأكبر للفوز بهذا السباق نحو المريخ الذي تأخذه الشركة بكل جدية. وكشف إيلون ماسك في مؤتمر عام 2017، عن خططه الجديدة لما يسميه بـBFR (صاروخ كبير حقاً). يبلغ قطر هذا «الصاروخ الكبير حقاً» 30 قدماً وطوله 350 قدماً، ويدفعه إلى الفضاء 31 صاروخاً من نوع رابتور مُسيَّرة بالميثان. يمكن للنظام كله أن يكون قابلاً لإعادة الاستخدام، وستكون سفينة الفضاء قادرة على حمل 100 شخص، ومُعزِّز صاروخي يمكن استخدامه مراراً. يخطط ماسك لإحلال صاروخ BFR مكان صواريخ SpaceX الأخرى، مثل صاروخ Falcon 9 وصاروخ Falcon Heavy الذي أُطلِق في 6 فبراير 2018.
تقضي خطته الطموحة، بإطلاق صواريخ غير مأهولة إلى المريخ بحلول 2022، وإرسال بشر على هذه الصواريخ بحلول عام 2024.
في الأساس يريد ماسك وشركة SpaceX الوصول إلى المريخ لمجرد الوصول إليه. قال إيلون ماسك في المؤتمر: «لو كنا حضارة تجوب الفضاء وتقطن كواكب عدة، فبالتأكيد سيكون المستقبل أكثر إثارة وتشويقاً مما إذا لم نكن كذلك». يعتقدون أننا سنجد أشياء مفيدة لفعلها، ما إن نصبح قادرين على الوصول إلى هناك.
تبدو SpaceX الأقرب للفوز
مشروع Mars One
يهدف المشروع المثير للجدل الذي يموّله باس لانسدورب، إلى إرسال مجموعة من البشر إلى المريخ وتركهم هناك. أُجلت المواقيت الواردة في الخطط عدة مرات، وتشير آخر الخطط الزمنية إلى أنهم يأملون في إرسال الطاقم بحلول 2031. أي بعد 9 سنوات من جدول مواقيتهم الأول لإطلاق المشروع.
لم تكتمل خططهم حتى الآن، لكن الفكرة الأساسية تقضي بأن يرسل مشروع Mars One بنىً تحتية مثل العربات المسيرة وأقمار الاتصالات إلى المريخ أولاً. ثم يتبعها طاقم بشري ووحدات إمدادات إضافية، ثم المزيد من البشر.
لا تعكف Mars One بنفسها على تطوير التكنولوجيا اللازمة للبعثة. بل سيستخدمون كل ما يمكنهم شراؤه من شركات الفضاء والطيران الأخرى. يقدرون تكلفة إرسال أول 4 مستعمرين إلى المريخ بـ6 مليارات دولار، و4 مليارات دولار لكل بعثة تأتي بعدها. وتعد هذه التكلفة في الحقيقة منخفضة كثيراً مقارنة ببرنامجApollo الذي أنفق ما يوازي 140 مليار دولار بمعايير زمنن هذا، لإرسال 12 شخصاً إلى القمر، أو مركبة Curiosity التي بلغت تكلفتها 2.5 مليار دولار.
سجّل آلاف الأشخاص أنفسهم للمشاركة في رحلة اللاعودة هذه، لتأسيس أول مستعمرة مكتفية ذاتياً على المريخ، بهدف جعل البشر مخلوقات تعيش بين الكواكب.
حرب الصواريخ: الكل يريد الاستفادة
الرئيس التنفيذي لشركة «بوينج» يريد الفوز على إيلون موسك في السباق نحو الكوكب الأحمر. هو لا يهمه المهمة في حد ذاتها، لكن ما يهمه هو أن تكون صواريخ «بوينغ» هي وسيلة الوصول الأولى التي ترسل البشر إلى المريخ.
وتتمتع «بوينغ» بخبرة طيران تجارية أطول مقارنة مع شركة SpaceX الأصغر سناً، وقد ساعدت من قبل في وصول الولايات المتحدة إلى القمر. هذه المرة، على الرغم من أن الشركة هادئة نسبياً عندما يتعلق الأمر بـ «السباق إلى المريخ»، قال الرئيس التنفيذي للشركة إنه ينوي الذهاب «قدماً بقدم» مع SpaceX في استكشاف الفضاء العميق والتجارة.
«أنا مقتنع أن أول شخص يحط قدمه على المريخ، سيصل إلى هناك وهو يركب صاروخ بوينغ»، هكذا قال الرئيس التنفيذي للشركة دنيس مويلينبيرج خلال مؤتمرفي شيكاغو عام 2016.
نفس الأمر تقريباً هو ما يهم شركة Blue Origin، التي ذكرت أنه من خلال صواريخها الجديدة Armstrong وNew Glenn، فإنها قد تحاول القيام بمهمات إلى المريخ، في منافسة مع نظام النقل بين الكواكب التابع لـSpaceX. هذا كله يرينا المنافسة التجارية للذهاب إلى المريخ.