ما سبب اتهام مادورو كولومبيا بالوقوف وراء محاولة اغتياله؟
فور محاولة اغتياله بعدة طائرات مسيرة أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أن سلطات كولومبيا تقف وراء العملية، ورغم رفض بوغوتا هذا الاتهام إلا أنه “لا دخان بلا نار” كما يقال.
وتمثل كولومبيا أحد أعنف الخصوم للحكومة الفنزويلية الحالية بقيادة مادورو، واندلعت أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين خلال ولاية مادورو الأولى حينما أعلنت الحكومة الكولومبية والرئيس خوان مانويل سانتوس دعمهما العلني للحركة الاحتجاجية المناهضة للسلطات في كاراكاس، ما دفع خليفة أوغو تشافيس لاتهام بوغوتا بنشر قواتها سرا في فنزويلا.
هذا السيناريو تكرر بعد تولي مادورو ولايته الرئاسية الثانية التي انطلقت أيضا رفقة موجة تظاهرات حاشدة في البلاد، لكن هذه المرة مع ضغوط دولية مشددة على نظامه، وخاصة من قبل الولايات المتحدة، التي بادرت بفرض عقوبات على كاراكاس، وكذلك من قبل كولومبيا المجاورة، التي أصبحت نقطة تمركز للقوى المعارضة للرئيس مادورو.
وعلى مدار يونيو ويوليو الماضيين تحدث مادورو مرارا عن إعداد حكومة سانتوس سلسلة عمليات استفزازية تحمل طابعا عسكريا في كل من كولومبيا وفنزويلا والغرض منها إثارة نزاع مسلح بين البلدين، فيما انتقدته كولومبيا بشدة على ما وصفته بقمع المعارضة واتباع سياسات اجتماعية فاشلة.
وفي تعليق على أحداث السبت، قال الخبير في شؤون أمريكا اللاتينية بالمعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، دميتري بوريخ، إن الاتهام الذي وجهه اليوم مادورو للسلطات في بوغوتا وللرئيس سانتوس شخصيا قد يكون له أساس، خاصة أن بوغوتا تؤوي الكثير من معارضي الرئيس الفنزويلي.
واعتبر بوريخ، في حديث لوكالة “نوفوستي”، أن محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي يمكن أن تكون قد نفذت على يد “خصوم مادورو الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن ضمان وصول مرشحهم إلى السلطة في البلاد عبر طرق سياسية”.
وأضاف الخبير: “اتهام مادورو للسلطات الكولومبية له أساس على الأرجح، لا سيما أن كولومبيا تمثل في الفترة الحالية حليفا ثابتا وموثوقا به بالنسبة للولايات المتحدة، كما أصبحت منذ بعض الوقت حليفا أساسيا للناتو في المنطقة، وتستضيف على أراضيها تدريبات عسكرية تشمل القوات الخاصة (التابعة للحلف)”.
وتابع موضحا: “برأيي تتحول كولومبيا بشكل تدريجي إلى مركز للقوى المناهضة لفنزويلا ومادورو وموطئ قدم لمعارضيه، على غرار ولايتي فلوريدا وميامي الأمريكيتين، اللتين كانتا منذ وقت معين مركزين للجهات المناهضة لكوبا وزعيمها فيديل كاسترو”.
وفي سياق متصل، وصف بوريخ سيناريو فبركة محاولة اغتيال مادورو بـ”المستبعد بعض الشيء”، موضحا أن “مثل هذه المناورة لا تشبه الأسلوب السياسي الأمريكي اللاتيني ولا سيما الفنزويلي”.