ما حقيقة اتصال نتنياهو ورفض ملك الأردن استقبال المكالمة؟
بينما يحاول نتنياهو العمل على ضم أراض في الضفة الغربية، تقف أمامه عوائق داخلية وخارجية آخذة في الاتساع.
أمس، سجلت حادثة دبلوماسية محرجة؛ فقد اقتبست وكالة الأنباء الفلسطينية “معا” عن مصدر أردني روى أن نتنياهو اتصل أمس بالملك الأردني عبد الله ليبحث معه بسط السيادة. ولكن، بزعم المصدر، رفض الزعيم الأردني استقبال المكالمة. إضافة إلى ذلك، أمر بتأخير لقاء مع رئيس الوزراء البديل ووزير الدفاع بيني غانتس حول الموضوع، وفقا لصحيفة “معاريف” العبرية.
وسارع مكتب رئيس الوزراء إلى نفي التقرير الصادر في وسيلة الإعلام الفلسطينية. وأوضح مصدر سياسي أن التقرير ليس صحيحاً.
في هذه الأثناء، يواصل نتنياهو جهوده للدفع إلى الأمام بخطة الضم مع “أزرق أبيض” والإدارة الأمريكية. وعُقد أمس لقاء طويل آخر ثان في غضون يومين، بمشاركة نتنياهو، وغانتس، ورئيس الكنيست يريف لفين، ووزير الخارجية أشكنازي، والسفير الأمريكي في إسرائيل دافيد فريدمان.
في أثناء جلسة كتلة الليكود، قال رئيس الوزراء إن في نيته بسط السيادة على نحو نصف المناطق “ج”. وشدد على أنه لا تزال هناك خريطة نهائية، وألقى بالمسؤولية على “أزرق أبيض” الذي ادعى أنهم لا يعبرون عن موقفهم في الموضوع.
وحسب مصدر سياسي رفيع المستوى، فإن الموقف المبدئي الذي جاء به فريدمان يتلخص في استعداد أمريكي لتأييد الصيغة التي تقترحها إسرائيل لبسط السيادة، ولكن شريطة أن تتمتع الصيغة بإجماع إسرائيلي داخلي واسع.
وحسب محافل مطلعة، “نشأ تحالف بين الأمريكيين و”أزرق أبيض”. فغانتس وأشكنازي يصران على الموافقة على خطة ترامب كلها، التي تتضمن أيضاً دولة فلسطينية”.
وتناول غانتس أمس موضوع الضم في المنتدى الدولي للجنة اليهودية الأمريكية، وقال إن خطة ترامب تعرض “نهجاً واقعياً” و”نقطة بدء ممتازة للمفاوضات”. وعلى حد قوله، فإنه يجب إشراك دول عربية في المنطقة وتحقيق إجماع داخل إسرائيل نفسها، إلى جانب تأييد الولايات المتحدة. وبالنسبة إلى أوروبا، قال غانتس إنها مهمة لإسرائيل بقدر لا يقل عن الولايات المتحدة.
على خلفية انعدام اليقين في هذا الموضوع، واصل رؤساء مجلس “يشع” للمستوطنين هذا الأسبوع أيضاً حملة “مع السيادة، ضد الدولة الفلسطينية”.
في إطار الحملة، بعض من رؤساء المستوطنين جاءوا أمس إلى الكنيست وطلبوا المشاركة في جلسة كتلة الليكود. أما رئيس الكتلة النائب ميكي زوهر، فرد سلباً.
بقي رئيس مجلس “يشع” دافيد الحياني، في الكنيست وحل ضيفاً على جلسة “يمينا”. وجاء: “سيكون “يمينا” دوماً بيتاً لممثلي الاستيطان واليمين الأيديولوجي. حزب يمينا لا يمكنه رفض استضافة ممثلي الاستيطان، الذين يشعرون هذه الأيام بخطر حقيقي على مشروع حياتهم. سيواصل “يمينا” العمل على تقدم وتعزيز الاستيطان بالأفعال، وليس بالشعارات والمؤتمرات الصحافية”.
إلى ذلك، يلتقي نتنياهو اليوم نظيره اليوناني برياكوس ميتسوتاكس، الذي يصل في زيارة إلى إسرائيل، وسيكون الشخصية الأجنبية الكبرى الأولى التي تبيت في إسرائيل منذ اندلاع أزمة كورونا. وتقول إسرائيل إن مبيته هنا يرمز إلى أهمية العلاقات بين الدولتين.
إلى جانب رئيس الوزراء اليوناني، يصل إلى إسرائيل أيضاً عدد من الوزراء – وزراء الخارجية، السياحة، الطاقة، جودة البيئة وغيرهم – وسيتشدد في المباحثات على المواضيع الاقتصادية المشتركة للدولتين. وذلك في ضوء دخول اليونان مرة أخرى إلى وضع اقتصادي غير جيد، بعد وقت قصير من انتعاشها من الأزمة العالمية في 2008. وثمة موضوع آخر سيطرح على جدول الأعمال، وهو فتح الدولتين أمام الطيران، وهو موضوع سيطرح أيضاً في لقاء نتنياهو مع رئيس قبرص الأسبوع المقبل.
تنتظر الدولتان استئناف السياحة بينهما في ظل الترقب بألا يضطر الإسرائيليون المسافرون إلى اليونان إلى البقاء في الحجر باليونان وبعد عودتهم. ولكن في أعقاب حالات الإصابة في إسرائيل، لا يمكنهم أن يتعهدوا بالتبادلية في السياحة.