ماكرون يعرض أمام الكونجرس الامريكي رده على سياسة “أمريكا أولا”
وجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاربعاء نداء ملحا الى النواب الاميركيين دفاعا عن التعددية وبقاء الولايات المتحدة على الساحة الدولية في كلمة أمام الكونغرس كانت بمثابة رد على سياسة “أميركا أولا” لنظيره دونالد ترامب.
ودعا ماكرون في خطاب بالانكليزية استغرق ثلاثة أرباع الساعة الى التصدي لاي ميول قومية.
وقال “يمكننا اختيار الانعزالية والانطواء والقومية. ربما تبدو علاجا مغريا لمخاوفنا لكن اغلاق الباب أمام العالم لن يوقف تطوره”، بعد أن شدد في المقدمة على الصداقة القديمة بين فرنسا والولايات المتحدة على غرار رؤساء فرنسيين سابقين تم استقبالهم في الكونغرس.
ورحب أعضاء الكونغرس بماكرون بالتصفيق وقوفا لمدة ثلاث دقائق.
ودافع ماكرون امام الكونغرس حيث يحظى الجمهوريون بالغالبية عن أهمية المؤسسات الدولية التي أسست منذ الحرب العالمية الثانية بدعم من الولايات المتحدة مشددا على مكافحة الارهاب في محاولة لاستمالة الجمهوريين. الا انه توجه ايضا الى الديموقراطيين في معرض حديثه عن الدفاع عن العلوم والبيئة مكررا انه “لن يكون هناك كوكب بديل”.
واضاف ماكرون “أنا واثق بأن الولايات المتحدة ستعود يوما ما الى اتفاق باريس” حول المناخ ما اثار ترحيب الديموقراطيين الذين هتف بعضهم “تحيا فرنسا” بينما ظل الجمهوريون مكتوفي الايدي مكتفين بابتسامات طفيفة.
وتبعا للتقليد السائد، شهد الخطاب تصفيقا ووقوفا وضحكات ولو ان بعض النواب أرهفوا السمع لفهم لهجة الرئيس الشاب الذي تكلم بالانكليزية باستثناء عندما ختم كلمته بالفرنسية قائلا “تحيا الجمهورية، تحيا فرنسا وتحيا صداقتنا”.
وقال ماكرون في مستهل خطابه بالانكليزية “انه شرف لفرنسا وللشعب الفرنسي ولي ان يتم استقبالي في صرح الديموقراطية حيث كتب قسم كبير من تاريخ الولايات المتحدة”، بينما هتف بعض الحضور “تحيا فرنسا”.
– “ابدا” –
ودعا ماكرون مطولا الى اتفاق أوسع حول ايران وبرنامجها النووي الذي تباحث في خطوطه العريضة قبل يوم مع ترامب ورفضت موسكو وطهران مبدأه.
وقال ماكرون “بالنسبة الى ايران، هدفنا واضح. ينبغي الا تملك ابدا السلاح النووي، لا الان ولا بعد خمسة اعوام ولا بعد عشرة اعوام. ابدا”، ما أثار تصفيق مجمل اعضاء الكونجرس.
وحول التجارة، كرر تأييده ل”تجارة عادلة ومنصفة” لكنه اعتبر ان “حربا تجارية بين حلفاء ليست امرا متجانسا”، في اشارة الى الضرائب على الفولاذ والالمنيوم التي أعلنها ترامب.
وعلى غرار ديغول ونيكولا ساركوزي قبله، شدد ماكرون على الصداقة الفرنسية الاميركية “غير القابلة للتفكيك” قائلا انها “علاقة خاصة” وهو تعبير يخصص عادة للمملكة المتحدة.
لم يتم استقبال مثل هذا العدد من مسؤولي اي بلد في الكونغرس حتى بريطانيا.
وعلق النائب الديموقراطي آدم شيف لوكالة فرانس برس “لم اتوقع مثل هذه المعارضة المباشرة للرئيس” ترامب. وكان عدد من الاعضاء الديموقراطيين انتظروا بعد انتهاء الخطاب لمصافحة ماكرون.
في المقابل، اعتبر النائب الجمهوري المتشدد توماس ماسي ان ماكرون “اشتراكي ذو ميول عسكرية وعولمي مثير للمخاوف حول العلوم”.
– ختام زيارة الدولة –
وبعد الظهر سيمارس ماكرون هواية يحبها هي مناقشة طلاب كما فعل في الهند وبوركينا فاسو.
وهذه المناقشات التي ينشرها عادة على شبكات التواصل الاجتماعي، تؤمن له مادة لعرض آرائه حول كل القضايا والرد على اي انتقادات محتملة.
وستسمح هذه الصور بطي صفحة المناقشات الدبلوماسية مع دونالد ترامب التي كانت شاقة حول البرنامج النووي الايراني في مواجهة رئيس اعترف ماكرون بانه مثله “لا يغير رأيه بسهولة”.
ولم يتراجع محاوره عن مواقفه سواء في ادانة الاتفاق النووي الايراني “الكارثي” الذي تدافع عنه فرنسا او حول المبادلات التجارية “غير العادلة” مع الاتحاد الاوروبي الذي تتولى فرنسا الدفاع عن مصالحه.