ماذا جاء في مذكرة داروك عن الاتفاقية النووية؟
حسب التقرير الذي أعدته إزابيل أوكشوت وجلين أوين، لصحيفة “ميل أون صاندي” فقد وصف داروك قرار الرئيس دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية النووية بـ”التخريب الدبلوماسي” ولـ”أسباب شخصية”.
وجاءت مذكرة السفير بعد رحلة فاشلة لوزير الخارجية في حينه بوريس جونسون الذي أرسل في 7 مايو، إلى واشنطن لإقناع الرئيس دونالد ترامب بعدم الخروج من الاتفاقية النووية. وكان واضحا بعد 26 ساعة من اللقاءات السريعة مع مساعديه أن ترامب لن يغير رأيه.
وبعد عودة جونسون، كتب داروك في برقية دبلوماسية إلى مقر الحكومة في لندن أن ترامب مصر على ما أسماه السفير على “تخريب دبلوماسي”.
وقال إن ترامب يريد الخروج لأسباب شخصية نظرا لأن الذي وقع الاتفاقية هو باراك أوباما.
وكشف داروك عن خلاف داخل إدارة ترامب بشأن الموضوع، وقال إن لا خطة بديلة لما بعد الخروج. وتحدث داروك عن زيارة ناجحة لوزير الخارجية من ناحية ترتيب برنامج حافل لجونسون حيث قابل مستشار الأمن القومي جون بولتون ومدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي وابنة ترامب إيفانكا وزوجها جارد كوشنر. وكما قابل وزير الخارجية مايك بومبيو الذي تسلم منصبه قبل فترة قريبة. ولكن لسوء حظه لم يقابل الرئيس نفسه. وحصل كل شيء بسرعة حيث استطاع مقابلة نائب الرئيس مايك بينس.
واستطاع جونسون الظهور على برنامج “فوكس أند فريندز” الذي يتابعه يوميا ترامب وأرسل من خلاله مناشدة حارة دعا فيها الرئيس أن لا يلغي الاتفاقية. وقال فيها: “ماذا سنفعل لو سارع الإيرانيون لبناء القنبلة النووية” “هل سنفكر بجدية لضرب المنشآت هذه؟”.
وفي المذكرة كتب داروك عن الطريقة التي مدح فيها جونسون ما عمله الأمريكيون مع كوريا الشمالية وشكرهم على موقفهم الداعم من روسيا بعد محاولة تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبيري واعترف بالتعاون الوثيق في الضربات الصاروخية على سوريا. ولكن موضوع إيران كان معقدا.
ففي المذكرة التي أرسلها داروك إلى مقر الحكومة قال فيها إن جونسون اعترف بعيوب الاتفاقية ولكنه دعا البيت الأبيض الحفاظ عليها. وتحدث جونسون عن الاتفاقية التي تم التفاوض عليها على مدى عام والتي جردت إيران من ثلثي أجهزة الطرد المركزي التي تملكها وخفضت مخزونها من اليورانيوم بنسبة 95%.
واستمع نائب الرئيس وبولتون وبومبيو لجونسون باحترام، حيث أظهر الأخير أنه غير متفق مع الرئيس. وفي أثناء المقابلة في مقر الخارجية الأمريكية حاول بومبيو وبطريقة لينة إبعاد نفسه عن موقف الرئيس قائلا إنه حاول وفشل في تسويق نسخة معدلة من الاتفاق، وقال إنه سيحاول تخفيف حدة القرار من خلال إقناع الرئيس بعدم فرض ما يطلق عليها عقوبات ثانوية ضد الدول التي تتعامل مع إيران. لكن بنس كان صريحا في مقابلته مع جونسون، حيث أكد أن الرئيس يريد البداية من جديد بدلا من البناء على قاعدة ضعيفة. وقال إن بنس تحدث عن اتفاق جديد يغطي كل شيء من البرنامج النووي إلى الصواريخ الباليستية ووقف نشاطات إيران في المنطقة.
وأكد بنس لجونسون إن أمريكا ستظل قريبة مع حلفائها وتتشاور معهم. و”هذا ليس عن الخروج بل الخروج إلى شيء أحسن”. لكن سير داروك، كتب عن دهشة الوفد البريطاني من عدم قدرة مساعدي الرئيس على وصف سبب خروجه من الاتفاقية وما هي الاستراتيجية. “لم يكن أي من الثلاثة قادرا على توضيح السبب الذي يصر فيه الرئيس على الخروج أبعد من كونه وعدا انتخابيا” و”عندما تم الضغط عليهم لم يقدم أي منهم أي شيء عن اليوم التالي أو الخطة البديلة غير إعادة فرض العقوبات”.
وتأكد فشل مهمة جونسون بعد يوم إعلان ترامب رسميا عن الخروج من الاتفاقية النووية مع إيران. وقال داروك في برقية أخرى إن زيارة جونسون أكدت في النهاية النتيجة التي أعلن عنها ترامب وقال إن خطاب ترامب “عكس معظم ما سمعناه شخصيا من بولتون”. ولكن زيارة جونسون لم تكن عبثا فبعد شهرين عبر ترامب أثناء زيارته لبريطانيا عن صداقته مع وزير الخارجية وأنه “يصلح لأن يكون رئيس وزراء عظيم”.