ماذا تفعل الولايات المتحدة الأمريكية لتحجيم دور روسيا فى فنزويلا؟
قالت صحيفة “إيه بى سى” الإسبانية أن جميع الاجتماعات التى عقدت مؤخرا فى واشنطن مع زعيم المعارضة خوان جوايدو وفريقه مع كبار مسئولى البيت الأبيض، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، ومع النواب والشيوخ والديمقراطيين والجمهوريين، حفزت اصدار سلسلة من العقوبات القاسية التى تخطط لها الحكومة الأمريكية واحتمالية اعلانها فى الأيام القادمة، وذلك لتحجيم دعم روسيا للرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، التى تستعد لاستثمار 5 مليار دولار فى استخراج النفط الخام ومليار فى استخراج الذهب والماس فى فنزويلا.
واتفق العديد من المشاركين فى تلك الاجتماعات على أن روسيا هى آخر داعم رئيسى لمادورو، والسبيل الوحيد هو تسهيل قطع العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، وذلك عن طريق عقوبات مباشرة تؤثر فقط على النظام الفنزويلى والعديد من قادته، وقد تفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على أولئك الذين يشترون المنتجات الخام، وهو أمر من شأنه أن يؤثر ليس فقط على الشركات الروسية مثل روزنفت.
وقال مسئول أمريكى للصحيفة الإسبانية وطلب عدم الكشف عن اسمه، بالنسبة للأزمة الفنزويلية، سوف يكتشف الروس قريبا أن دعمهم المستمر لمادورو، لن يكون حرا، ويجب على الآخرين الذين يستمرون فى الاستفادة أو دعم مادورو اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وبصفة عامة، سيتضح فى الأسابيع المقبلة، سنعلن عن تدابير تظهر جدية نوايانا فى فنزويلا”.
ومنذ عام، اعترف البيت الأبيض بخوان جوايدو كرئيس مسؤول عن فنزويلا، عزز الكرملين علاقاته السياسية والاقتصادية مع مادورو، لمنع تغيير النظام، وفى سبتمبر 2019، وعدت موسكو باستثمار 5 مليار دولار فى مزارع النفط الفنزويلية، التى تعمل فقط بنسبة 8.5 ٪ من طاقتها، وفقا لأرقام مبيعات يناير.
كما أن أطلق الكرملين أيضًا المساعدة فى استخراج ما يسميه معارضو مادورو “الذهب الدموى”، التزمت موسكو باستثمار مليار دولار فى هذا القطاع، ثم يتم بيع الذهب وتوزيعه على دول مختلفة مثل الإمارات العربية المتحدة وأوغندا وتركيا، وفقًا لتحقيق أجرته لورينا ميلينديز وليث بون.
وقال الأستاذ فى جامعة جورج واشنطن فاديم جريشين، وهو خبير فى علاقات روسيا مع نظام مادورو: أن “موسكو تساعد فنزويلا على مواجهة العقوبات التى تفرضها الولايات المتحدة، فيما يتعلق بصناعات تعدين النفط والذهب، وكذلك فى القطاعين المالى والمصرفى، وساعدت روسيا البلاد على إيجاد أسواق بديلة لبيع النفط والذهب، ونقل هذه المنتجات ومعالجتها لتجنب العقوبات الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ أسبوع واحد فقط، شجبت منظمة هيومن رايتس ووتش الانتهاكات التى يتعرض لها عمال مناجم الذهب فى ولاية بوليفار الفنزويلية، والتى وصفتها بأنها “مروعة”، حيث تحدث عمليات الاستخراج هذه بإذن مباشرة من النظام الفنزويلى.