ليبيا: اتصالات تُمهد للعودة إلى الحل السياسي
مع تواصل الاشتباكات في طرابلس أمس بين القوات المؤيدة لحكومة الوفاق والقوات التابعة للقائد العسكري للمنطقة الشرقية اللواء خليفة حفتر، ظهرت بوادر على انطلاق اتصالات ترمي للبحث عن حل سياسي للأزمة، التي تفجرت مع زحف قوات حفتر على العاصمة، وتحديداً التخوم الجنوبية منها. وأفيد أن الاشتباكات شملت أمس مناطق متفرقة، وخاصة محيط مطار طرابلس الدولي. وفيما تحدث آمر محور عين زارة في جنوب طرابلس، اللواء فوزي المنصوري (تابع لحفتر)، عن بدء انسحاب قوات الوفاق من محاور القتال، كذبت مصادر قوات الوفاق أن تكون انسحبت من مواقعها. وكان المنصوري أشار في تصريحات صحافية إلى أن المجموعات المسلحة التابعة للمجلس الرئاسي، «تعمل على إقامة سواتر ترابية عالية في مواقع متأخرة لعرقلة تقدم قوات الجيش» .
على صعيد متصل مدد مجلس الأمن الدولي أول من أمس الإثنين حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا. وجاء ذلك خلال جلسة عقدها المجلس لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا بمقره في نيويورك. كما صوّت المجلس لصالح تمديد تفويض الدول الأعضاء الخاص بتفتيش سفن يعتقد أنها تنتهك حظر توريد الأسلحة قبالة سواحل ليبيا.
من جهة أخرى توالت مؤشرات تدل على أن الجهود التي يبذلها الموفد الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة بدأت تُعطي أكلها. وأكد السفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيبي بوتشينو غريمالدي، بعد اجتماعه أمس مع وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة أن هناك حاجة ملحة للعودة إلى ليبيا المستقرة والآمنة. وقالت السفارة الإيطالية، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الثلاثاء، إن سيالة وبوتشينو، ناقشا سبل توسيع التعاون الثنائي في مجالات الهجرة والتجارة، وبناء القدرات والتعليم والثقافة. وكان سفير إيطاليا أجرى الأحد محادثات مع مسؤولي مدينة مصراتة، ذات الثقل السياسي والاقتصادي الكبير، تركزت على دعم العملية السياسية وتعزيز التعاون الاقتصادي. وأكدت السفارة الإيطالية أن زيارة السفير غريمالدي إلى مصراتة «تأتي في إطار الجهود الرامية لدعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وتعزيز التعاون مع إيطاليا والشركات الإيطالية». وتلعب إيطاليا دوراً مهماً في إنضاج الظروف لعودة الفرقاء الليبيين إلى مائدة الحوار، بعدما استضافت في الخريف الماضي مؤتمراً خاصاً بليبيا في باليرمو.
وتزامنت تلك الاتصالات مع اجتماع نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، أحمد عمر معيتيق مع مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، لمناقشة نتائج زيارة الأول إلى واشنطن وسبل العودة للعملية السياسية. وقالت إدارة التواصل والإعلام في رئاسة الوزراء الليبية عبر صفحتها على «فيسبوك»، إن اللقاء الذي عقد بديوان مجلس الوزراء تناول «تطورات الأحداث في ليبيا، ونتائج زيارة معيتيق إلى واشنطن، وسبل العودة إلى العملية السياسية تجاه الاعتداء على العاصمة طرابلس». كما أكد معيتيق أنه لا يمكن ان يكون هناك أي حل عسكري للأزمة. وأضافت أن معيتيق تطرق أيضا إلى ما تم اتخاده من إجراءات لضمان توافر احتياجات المواطنين المتضررين (من المعارك)، وتقديم الخدمات الأساسية للنازحين من مناطق الاشتباكات بالتنسيق مع البلديات المعنية».
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من جهتها إن اللقاء «تطرق إلى الوضع الإنساني في طرابلس والجهود الرامية لتخفيف المعاناة وكذلك سبل العودة إلى العملية السياسية».وكان المبعوث الأممي أجرى خلال الأيام الماضية جولة خارجية شملت كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وروسيا استهدفت حشد الدعم الدولي للعملية السياسية، التي توقفت جراء الحرب الدائرة في طرابلس منذ الرابع من أبريل/ نيسان الماضي مع إطلاق اللواء المتقاعد خليفة حفتر عملية «طوفان الغضب».