لوموند تحذّر أوروبا من احتمال تحول ليبيا إلى سوريا جديدة وتنتقد موقف باريس المتناقض
“على أبواب أوروبا، برميل البارود الليبي يهدد بالتحول إلى نزاع دولي وكارثة إنسانية شبيهة بسوريا”، هكذا حذّرت افتتاحية جريدة لوموند اليوم الثلاثاء من التطورات الخطيرة التي تشهدها ليبيا، وانتقدت الموقف الغامض لموقف فرنسا من هذه الأزمة.
ورحبت لوموند بقمة برلين التي جرت الأحد الماضي وشهدت مشاركة أوروبية مكثفة على مستوى الدول والاتحاد الأوروبي واعتبرتها بالخطوة الإيجابية رغم محدودية النتائج. وفي المقابل، شددت على ضرورة تحرك أوروبي أوسع وموحد لاحتواء أزمة تشعبت دوليا وجيوسياسيا وتهدد الجميع بالتحول الى برميل بارود سينفجر في وجه الجميع.
وأشارت الى بدء تحرك الأوروبيين بعدما بدأ تهميش أوروبا في الأزمة الليبية في أعقاب التدخل العسكري الروسي والتركي الذي فرض واقعا جديدا.
وبسبب القرب الجغرافي، تبرز افتتاحية لوموند بأن أوروبا هي المعنية الأولى بأي حالة من التوتر الشديد تهز ليبيا نظرا لوجود مقاتلين متطرفين بعضهم قدم من سوريا وبسبب وجود 700 ألف إفريقي من دول ما تحت الصحراء، نسبة هامة منهم تحلم بالوصول الى شواطئ أوروبا عبر الهجرة.
وأمام الانسحاب الأمريكي واقتحام روسيا وتركيا الساحة الليبية، لم يبقى أمام دول الاتحاد الأوروبي سوى تجاوز الاختلافات وتوحيد الصفوف إذا رغبت في تفادي تحول الحرب الأهلية الليبية إلى كابوس جيوسياسي على الأبواب شبيه بما حدث في سوريا.
ووقفت لوموند على الموقف المتناقض لفرنسا من تطورات ليبيا، فهي من جهة تؤيد رسميا حكومة فايز سراج ولا تتردد في تقديم دعم قوي للماريشال خليفة حفتر الذي تعتقد أنه مهم بفضل سيطرته على الجنوب الذي هو بوابة الساحل حيث الإرهاب الديني المتطرف الذي تحاربه فرنسا