لوموند: الرئيس الموريتاني الجديد أمام تحدي إثبات استقلاليته عن نظام سلفه
في مقال بصحيفة ‘‘لوموند’’ الفرنسية، قال بنيامين أوجي، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن الرئيس الموريتاني الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني يسعى لإثبات أنه ليس امتداداً لنظام سلفه ورفيق دربه محمد ولد عبد العزيز.
ويقول الكاتب إن الحكومة الأولى التي شكلها ولد الغزواني ضمت شخصيات لا تعجب ولد عبد العزيز، في خطوة أولى نحو القطيعة لكنه احتفظ بأعضاء في حكومة الرئيس المنصرف تفاديا للإضرار بعلاقته مع صديقه. ويسترسل الكاتب بالقول إن رئيس الحكومة الحالي إسماعيل ولد الشيخ سيديا، الحاصل على شهادة عليا من مدرسة Centrale de paris الفرنسية الشهيرة، رغم أنه خدم سابقاً وزيرا للإسكان ثم وزيراً للتكوين المهني، إلا أن علاقته بولد عبد العزيز لم تكن جيدة ولم يشغل أي منصب حكومي منذ عام 2014، حيث غادر موريتانيا للعمل استشاريا في جمهورية جيبوتي.
كما أن أغلب أعضاء فريقه الحكومي هم من أصحاب الكفاءات خاصة في أغلب القطاعات المهمة. ويستشهد الكاتب بمدير ديوان الرئيس محمد أحمد ولد محمد الأمين الذي شغل منصب وزير الداخلية إبان المرحلة الانتقالية 2005-2007 قبل أن يبعده ولد عبد العزيز عن موريتانيا ويشغل منصب سفير في تركيا ومالي. كما أن وزير الداخلية محمد سالم ولد مرزوگ لم يكن على علاقة جيدة مع ولد عبد العزيز حيث عينه بعد خروجه من إدارة منظمة استثمار نهر السنغال في منصب مكلف بمهمة في الرئاسة دون أي دور يذكر. أما وزير الدفاع حننا ولد سيدي القادم من قيادة قوات الساحل المشتركة فيوصف بأنه صديق شخصي للرئيس السابق الراحل إعلي ولد محمد فال، غريم ولد عبد العزيز، حيث اختاره 2005 لقيادة الإدارة العامة للأمن الخارجي والتوثيق، قبل أن يعينه ولد عبد العزيز 2009 مفتشا عاما للجيش.
ويلاحظ الكاتب أنه في الوقت ذاته أبقى ولد الغزواني على عدد من الوزراء المقربين من سلفه مثل وزير النفط ووزير الخارجية ورئيس الحكومة السابق الذي عين أمينا عاما للرئاسة. وأصحاب هذه الحقائب لن يستمروا في مناصبهم طيلة المأمورية الأولى لولد الغزواني وإنما تم الإبقاء عليهم كي لا تكون القطيعة مدوية مع نظام ولد عبد العزيز.
ويعتبر بنيامين أوغي أن تعيين ولد الغزواني لمقربين منه من أصحاب الكفاءات لا يهدف بالدرجة الأولى إلى إثارة غضب صديقه والرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي دعمه بقوة في الرئاسيات بقدر ما تهدف إلى اختيار تكنوقراط في هذه المرحلة تحديداً.
ولا يتوقع الكاتب أن تشكل الحكومة الحالية ثورة على السياسة التي كانت منتهجة. ففي المجال الأمني لن تكون هناك تغييرات كبرى في الخطة الأمنية التي أتت أكلها. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية توقع الكاتب أن يطبع ولد الغزواني علاقات موريتانيا مع السنغال التي كان الرئيس السابق يتهمها بإيواء معارضين لحكمه وهو ما تسبب في توتير العلاقات بين البلدين. ويعتقد الكاتب أن تطوير حقول الغاز المشتركة مع السنغال تهم ولد الغزواني كثيراً على الرغم من أن مداخيل الغاز الكبيرة لن تجنيها موريتانيا قبل نهاية مأموريته الأولى لكنه يعول عليها كثيراً في خلق مشاريع كبرى وبنى تحتية يحتاجها الموريتانيون.